الدوحة تتزين بوشاح أعرق البطولات العالمية.. 100 يوم على انطلاق المونديال
(قنا) – تواصل الدوحة (عاصمة الرياضة) كعادتها إبهار العالم، من خلال اكتمال الاستعدادات كافة على أكمل وجه قبل وقت كاف من انطلاق منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022، في إنجاز قلما نراه منذ نشأة البطولة العالمية الأكبر في كرة القدم، حيث أثبت العرب قدراتهم على النجاح والتألق عالميا.
وتيرة الاستعدادات في قطر لم تكن وليدة اللحظة وإنما بدأت منذ وقت طويل، من خلال تنسيق محكم بين جميع الأطراف على قدم وساق؛ من أجل تقديم تجربة استثنائية تتيح لعشاق كرة القدم من مختلف دول العالم الاستمتاع بتجربة كروية على أرض قطر، التي تعهدت بتقديم نسخة غير مسبوقة من المونديال، بعد أن رفعت سقف التحدي بتنظيم أول بطولة محايدة للكربون تراعي مبدأ الاستدامة، وبالتوازي مع ما تم إنجازه سابقا من تنظيم فعاليات عالمية أبهرت الجميع، تسعى قطر لإبراز وجهها الحضاري وإرثها الجمالي أثناء المونديال.
ومع الاحتفالات التي تعم قطر، بمناسبة بقاء 100 يوم على انطلاق المونديال، كثفت قطر جهودها المميزة لإنجاح الحدث العالمي، الذي يقام خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر من العام الحالي.
وكالة الأنباء القطرية «قنا» رصدت الاستعدادات الجمالية المكثفة التي تسبق انطلاق المحفل العالمي، حيث ستفتح قطر أبوابها لاستقبال أكثر من مليون مشجع خلال استضافة النهائيات، ما يعكس حرصها على منح زوارها تجربة استثنائية تعكس الثقافة القطرية بصفة خاصة، والعربية بصفة عامة، والتعريف بتقاليد البلد الأصيل الذي يمتاز بالضيافة والكرم.
شوارع الدوحة ومبانيها تزينت لتبدو في أجمل حلة بألوان زاهية تخطف الأنظار، فالشعارات ولافتات الترحيب تصدرت المشهد على واجهات الأبراج بمنطقة الدفنة، وجميع مناطق البلاد.
ويأتي وضع الشعارات تطبيقا لمبادرة «زينة»، التي تعد من المبادرات الاستثنائية التي تم إطلاقها من جانب لجنة الإشراف على تجميل الطرق والأماكن العامة بالدولة، بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث وعدد من الوزارات.
وتدعو مبادرة «زينة» لتجميل المباني والأسوار والمناطق الخارجية، وتنفيذ الأعمال الفنية والرسومات والإضاءات الجميلة لإبراز وجه قطر الحضاري، وجعل كأس العالم حدثا مميزا، كما ستكون هناك مسابقة يحصل فيها الفائزون على جوائز مالية قيمة.
وقد بدأ استقبال المشاركات المبدئية والأفكار بداية من الأول من يوليو الماضي، ويتواصل حتى نهاية الشهر الحالي، ويليه استقبال الصور النهائية بعد التنفيذ في الفترة من الأول من سبتمبر إلى نهاية شهر أكتوبر، على أن يتم الإعلان عن الفائزين في يناير المقبل خلال الحفل الختامي؛ ليكون الهدف من المبادرة إثبات قدرة قطر على تنظيم مونديال استثنائي سيرسخ في أذهان الجميع.
مبنى وكالة الأنباء القطرية من المباني التي توشحت بشعار يحمل عنوان «استكشف» باللغتين العربية والإنجليزية، وقد امتد على طول المبنى، ويمكن مشاهدته من جميع الجهات.. فالإعلام شريك أساسي في إنجاح التظاهرات الكبرى واختيار هذا الشعار لم يأت من فراغ.
مبنى اللجنة الأولمبية القطرية تزين بألوان «الأدعم»، حيث طالبت اللجنة بالتشجيع بصوت واحد ومساندة المنتخب القطري بكل قوة في المونديال العالمي.. فمن خلال الملصق الذي حمل صورة الكابتن والقائد المخضرم حسن الهيدوس، تم إرسال رسالة للجماهير القطرية من أجل المؤازرة والتشجيع لتحقيق نتائج مميزة في البطولة المنتظرة.
وبالنسبة لمبنى مواقف برج البدع فقد تجمل بأعلام الدول الـ 32 المشاركة، حيث تتواجد أعلام منتخبات، قطر والسنغال والإكوادور وهولندا، وإنجلترا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وويلز، والأرجنتين والسعودية، والمكسيك، وبولندا وفرنسا وأستراليا والدنمارك، وتونس وإسبانيا وكوستاريكا وألمانيا، واليابان وبلجيكا وكندا والمغرب وكرواتيا، والبرازيل وصربيا وسويسرا والكاميرون، والبرتغال وغانا والأوروغواي وكوريا الجنوبية.
أما تميمة كأس العالم FIFA قطر 2022 «لعيب»، فقد سجلت حضورها في جميع مناطق وشوارع الدوحة، حيث ترمز إلى شخصية مرحة جاءت من عالم افتراضي لا يمكن معرفة جنسها، واعتادت على متابعة بطولات كأس العالم عبر التاريخ، والتفاعل مع أبرز لحظاتها، كما تتحلى بروح المغامرة والاستكشاف وتقديم المساعدة.
وسيتواجد «لعيب» الشخصية الكرتونية المرحة في كل مكان للترحيب بجماهير كرة القدم من أنحاء العالم.. وبإمكان «لعيب»، الذي يحمل صفات الشجاعة والإلهام، كسر حواجز الزمان والمكان للانتقال من مكان لآخر حول العالم، وإلى عالم افتراضي يجمع كل تمائم كأس العالم السابقة.
هذه التحضيرات لم تكن وليدة اللحظة أو الصدفة، وإنما هي نتيجة جهود جبارة بفضل تكاتف جميع الجهات في الدولة، ولعل أبرز مثال على حفل القرعة الذي احتضنته قطر في الأشهر القليلة الماضية بحضور أبرز الشخصيات العالمية المرموقة في مجال كرة القدم، وقد أشادوا جميعا بما شاهدوه، سواء خلال الحفل، الذي بلغ درجة عالية من الامتياز، أو التجهيزات والملاعب التي رأوها في زياراتهم السابقة، واطّلعوا على تطورها في زياراتهم التالية.
دوحة الخير نجحت مبكرا في بعث رسائل طمأنة لجميع زوار المنطقة بقدرتها على استقبال وضيافة جميع الوافدين إليها، سواء في الفنادق أو المنازل، أو في قرى المشجعين المجهزة بكل وسائل الراحة، أو حتى من خلال السفن التي سترسو في الموانئ البحرية في تجربة فريدة.
وكان التركيز على أدق التفاصيل أسلوب قطر من أجل إبهار العالم، مثلما فعلت في الأحداث العالمية السابقة التي برعت في تنظيمها، مثل: بطولة العالم لألعاب القوى 2019 بمشاركة أكثر من 2000 رياضي من مختلف دول العالم، وتنظيم كأس الخليج (خليجي 24)، وتنظيم بطولة العالم لكرة اليد عام 2015، علاوة على الدوري الماسي لألعاب القوى، وبطولة العالم للملاكمة، وبطولة قطر الدولية للسباحة، وبطولة العالم لألعاب القوى للمعاقين، وغيرها من البطولات، التي حققت فيها الدوحة نجاحات نالت الإشادات الدولية.
قطر عاصمة الرياضة العالمية استكملت بنجاح استعداداتها للعرس الكروي الأكبر في العالم، وها هي تفتح أبوابها لضيوفها الكرام من مشجعي المونديال، وتدعوهم لعيش تجربة ممتعة غير مسبوقة ستظل محفورة في أذهان الملايين حول العالم، بداية من إطلاق صافرة انطلاق المونديال يوم 20 نوفمبر، وحتى صافرة الختام في 18 ديسمبر المقبل.. فالدوحة تعيش اليوم على أنغام نهضة رياضية كبيرة.