خبير أميركي: ضرورة تطوير الإجراءات الوقائية للتصدي للجرائم الإلكترونية
(كونا) – أكد خبير أمريكي في الأمن الالكتروني ضرورة دعم وتطوير الإجراءات الوقائية لمكافحة خطر الجرائم الالكترونية التي تزداد بشكل مطرد والتي باتت أكثر تعقيدا وتشكل خطرا حقيقيا على المؤسسات والشركات في كل أرجاء العالم.
وقال العنصر السابق في وكالة المخابرات المركزية (سي أي ايه) والدبلوماسي الأمريكي السابق كريستنسن غاليرمو في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة ان الوقاية هي الطريقة الأكثر كفاءة والأقل تكلفة ماليا ومعنويا مقارنة بإجراءات ردة الفعل بعد وقوع الجريمة الالكترونية.
وأضاف غاليرمو الذي يعمل محاميا شريكا في مؤسسة (K&L Gates) العالمية في العاصمة الأمريكية واشنطن انه يقوم بتقديم خبرته في الكويت عبر مجموعة من المحاضرات وورش العمل الموجهة للمتخصصين في مجال الأمن السيبراني في الوزارات المختلفة والقطاعين النفطي والخاص هذا الأسبوع يتحدث فيها عن الإجراءات الوقائية في مؤسساتهم والتصدي للحالات والسيناريوهات المحتملة المختلفة التي قد تخترق أنظمتهم وبياناتهم بالتعاون مع السفارة الامريكية لدى الكويت.
وأشار الى ان الولايات المتحدة تعد أكثر الدول عرضة للجرائم الرقمية بأنواعها لوجود أكبر عدد من نقاط الدخول أو الكمبيوترات مبينا ان البنية التحتية للانترنت عالمية وان حماية الشبكات الالكترونية في الدول المختلفة لاسيما الكويت ودعم أمانها سيؤثران إيجابا أيضا على الأمن السيبراني للولايات المتحدة مباشرة.
وأكد ان التشارك في المعرفة والخبرات ومناقشة السيناريوهات المختلفة للجرائم الالكترونية سيساعدان الدول ومؤسساتها عموما على تجنب الأزمات الكارثية التي قد يشكلها اختراق الفضاء الرقمي والبيانات للشبكات الالكترونية.
ولفت الى ان الجرائم السيبرانية تشهد ازديادا كبيرا اذ يشير تقرير صادر في 2020 من مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة (أف بي أي) الى ان عدد الهجمات الالكترونية يوميا يفوق 2000 هجمة حول العالم وان مجموع الخسائر المادية في هذا العام وصل الى 2ر4 مليار دولار أمريكي.
وقال غاليرمو ان المجرمين الرقميين يقومون بشكل منتظم باحتجاز أنظمة شركات كبرى حول العالم ويطلبون فدية قد تصل الى 50 مليون دولار في هجمات الكترونية تسمى ببرامج الابتزاز (رانسوموير) التي تحتجز البرنامج ومشغلي الحواسيب والشبكة وبياناتها أو حتى بنيتها التحتية كاملة كرهائن ثم يطلبون فدية مالية للافراج عنها.
وأشار الى عدد من الهجمات الرقمية الموثقة حول العالم والتي استطاع من خلالها المجرمون السيبرانيون شل حركة أنابيب الوقود والطاقة اضافة الى هجمات طالت عددا من المستشفيات مبينا ان تلك الهجمات خلفت اضرارا جسيمة في شتى المجالات وتسببت في خسارة العديد من الأرواح.
وتساءل غاليرمو عن الخسائر والمخاطر الكبيرة التي تحدث عندما تنقطع شبكة الانترنت أو "نفقد السيطرة عليها والتي نعتمد عليها بشكل كامل في أجهزتنا اليومية المتعلقة بالصناعة والطب والمواصلات والسيارات الذكية والكاميرات والتلفزيونات والسيارات وحتى أجهزة اعداد القهوة".
وشدد على ضرورة الاستثمار في دعم وتطوير الإجراءات الوقائية لمكافحة الجرائم والاختراقات السيبرانية خصوصا "اننا نتجه الى الاعتماد الكلي على الفضاء الرقمي لقضاء حاجاتنا اليومية مهما كانت بساطتها".
وعن أفضل طرق الوقاية الشخصية من الهجمات الالكترونية نصح غاليرمو بعدم استخدام نفس كلمة السر في الحسابات المختلفة مثل البريد الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وجعلها أكثر صعوبة وتعقيدا بإضافة أرقام غير متسلسلة على سبيل المثال علاوة على استخدام تقنية التحقق بخطوتين التي توفرها العديد من الخدمات والبرامج الرقمية إضافة الى تحديث الأجهزة الالكترونية عموما فور صدور تحديثات لها.