اقتصاد

6 عملات شرق أوسطية مرشحة للتأرجح مجدداً في 2023

ترجح عدة عوامل أبرزها تفاقُم التضخم، ورفع الفائدة الأميركية، واستمرار الاضطرابات الجيوسياسية، والتحديات الاقتصادية الهيكلية، أن تشهد العملات التي تميّزت بالتذبذب العام الماضي مزيداً من التحرّكات في 2023.

• الجنيه المصري

البداية مع الجنيه المصري الذي كان من أسوأ عملات العالم أداءً العام الماضي.

وتكشف المؤشرات التي تقيس تقلُّب العملة تاريخياً للمدى القصير أن تأرجح الجنيه هو الأكثر تطرّفاً على مستوى العالم وفقاً لوكالة "بلومبيرغ" .

وانخفض سعر العملة المصرية على 3 مراحل خلال الأشهُر العشرة الأخيرة،  مع إعلان البنك المركزي أنه سينتهج سياسة مرنة تجاه سعر الصرف، في خطوةٍ كانت ضرورية لحصول البلاد على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي. 

وتعاني مصر شحّاً بالعملة الأجنبية منذ اندلاع الأزمة الروسية-الأوكرانية في فبراير، ورفع أسعار الفائدة الأميركية على مدار 2022، ما أدّى إلى خروج أكثر من 22 مليار دولار من الأموال الساخنة الأجنبية المستثمرة بأدوات الدَّين.

ويتوقّع "دويتشه بنك" أن تنخفض قيمة العملة المصرية بنحو 10% إلى مستوى 33 جنيهاً أمام الدولار قبل أن تستقر.

• الليرة التركية

منذ سبتمبر 2021 انخفض سعر صرف العملة التركية من 8.3 ليرة مقابل الدولار إلى 18.7 حالياً.

وتُعَدّ العملة الأسوأ أداء في الأسواق الناشئة، باستثناء البيزو الأرجنتيني، بعد انخفاضها 28.5% مقابل الدولار منذ مطلع العام الماضي.

تحدّت السلطات التركية الأعراف الاقتصادية بتجنُّبها رفع أسعار الفائدة لمجابهة التضخم، والاعتماد على أدوات بديلة، بما في ذلك التدخل بسعر الصرف والسياسات النقدية التي تعزز الاستخدام الأوسع لليرة.

ويجعل تقريب موعد الانتخابات الرئاسية إلى مايو الانتصار على التضخم أمراً ملحّاً بالنسبة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، ما يوحي بإمكانية اتخاذ إجراءات غير تقليدية على جانب العملة، لتحقيق تباطؤ دراماتيكي في التضخم إلى حدود 20% بنهاية العام.

• الليرة اللبنانية 

كانت الليرة اللبنانية الضحية الأولى للانهيار المالي والاقتصادي الذي يعانيه لبنان على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، عندما تحوّلت عقود من سوء الإدارة والفساد إلى أزمة مصرفية وديون وعملات متزامنة. 

وانكمش الاقتصاد اللبناني 60%، وفقدت الليرة أكثر من 97% من قيمتها منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019 بسبب تردّي الأوضاع الاقتصادية وامتناع المصارف عن إعطاء المودعين أموالهم بالدولار.

انهار سعر صرف العملة اللبنانية من 1500 ليرة مقابل الدولار بنهاية 2019 إلى أكثر من 57000 حالياً في السوق السوداء اليوم الخميس، منخفضةً بأكثر من 25% هذا الأسبوع فحسب.

• الدينار العراقي 

كانت دول المنطقة النفطية، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، بمنأى عن موجة التضخم التي عصفت بمعظم أسواق العالم ، كما لم تتعرض عملاتها لأي ضغوط للحفاظ على ترابطها بالدولار، بفضل إيرادات النفط المرتفعة، بما أسهم بتحقيق فوائض مالية في ميزانيات معظمها للمرّة الأولى منذ نحو عقد.

لكن العراق غرّد خارج السرب، رغم أن عائدات البلاد من صادرات النفط قفزت 53% العام الماضي عن 2021، لتتجاوز 115 مليار دولار. فشهدت أسعار المواد الغذائية في البلاد ارتفاعاً بأكثر من 50% منذ بداية العام، ويعود ذلك بشكلٍ أساسي إلى الهبوط السريع لسعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، إذ هبط بأكثر من 12% خلال شهر يناير الحالي.

وفقاً لعدّة مواقع إنترنت عراقية تتابع السوق السوداء، بلغ سعر الصرف المتداول، مطلع الأسبوع، 1600 دينار للدولار، مقابل 1460 ديناراً للسعر الرسمي.

• الليرة السورية والريال الإيراني

شحّ الدولار في السوق العراقية تعزوه حكومة البلاد والسلطات الأميركية إلى عمليات تهريب الدولار إلى دول الجوار، لا سيما إيران وسوريا، ما استدعى إنشاء منصة مشتركة بين البنك المركزي العراقي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي لمراقبة وضبط المعاملات الدولية للدولار من قِبل البنوك التجارية العراقية، في خطوةٍ للحد من غسل الأموال وتسريب الدولارات إلى دول المنطقة الخاضعة لعقوبات.

يستدلّ البعض على هذا الترابط بالإشارة إلى أنه بعد التشديد الأميركي على الدولار الخارج من العراق، بدأت عملتا إيران وسوريا بفقدان قيمتهما بشكلٍ أكبر، وذلك لاعتمادهما على الدولار الصادر من العراق. فحسب المواقع التي ترصد سعر الصرف في كل من البلدين، هبط الريال الإيراني منذ السبت إلى أدنى مستوى على الإطلاق مسجلاً 447 ألف ريال مقابل الدولار في السوق السوداء، فيما عاودت الليرة السورية وتيرة الهبوط الحادّ ليبلغ سعر الصرف، اليوم الخميس، أكثر من 6700 ليرة مقابل الدولار، مقترباً بذلك من المستوى القياسي عند 7000 ليرة لكل دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى