محليات

معهد التمريض.. 60 عاماً في توطين المهنة وسد نقص الكوادر

(كونا) – 60 عاماً مضت من العمل المتواصل في معهد التمريض الذي يحتفل الخميس بذكرى انشائه تميزت بالكفاءة العالية من خلال خطة استراتيجية استهدفت تخريج كوادر وطنية وتطوير وتحديث البرامج التعليمية لتواكب أحدث المعايير العالمية وتوطين مهنة التمريض وسد نقص الكوادر الوطنية في المنظومة الصحية.

وتعتبر مهنة «ملائكة الرحمة» من المهن الإنسانية في مجال متابعة الحالة الصحية للمرضى وتعد من أنبل المهن وأكثرها انسانية على مر التاريخ تتجلى فيها أعظم المعاني والقيم الإنسانية الأصيلة وتعكس الضمائر النقية لأصحاب الأيادي البيضاء من الممرضات والممرضين الذين يعطون دون حدود لتحقيق الأمن الصحي.

وهذه المهنة الإنسانية النبيلة والسامية لا يمتهنها سوى القادرين على حمل المسؤولية في مواجهة الامراض حماية للارواح ويقفون في الصفوف الأمامية ليكونوا خط الدفاع الأول يسطرون أروع الأمثلة في التفاني في العمل بروح قتالية عالية ضد شراسة الأمراض واتباع كل الوسائل الممكنة لتخفيف أوجاع المرضى.

وحرص المعهد منذ انطلاقته قبل ستة عقود على تحديث برامجه لإعداد نخبة من منتسبي «الجيش الأبيض» المهنيين القادرين على تقديم العناية المتميزة لمواجهة تحديات ومتطلبات المجتمع من جهة ومتغيرات نظم الرعاية الصحية من جهة أخرى.

وفي هذه المناسبة قال مدير المعهد ندبا عبدالعزيز الرويح الأربعاء ان المعهد يستهدف توطين المهنة وسد نقص الكوادر الوطنية بالمنظومة الصحية والعمل المستمر على تطوير وتحديث البرامج التعليمية في المجال التمريضي لتواكب أحدث المعايير العالمية.

وأشار الى أن التوطين يكون من خلال تشجيع الطلاب والطالبات على الانخراط في المهنة وخلق بيئة محفزة لافتا الى ان هذا ما يعمل عليه المعهد مثمنا الدور الإنساني والمهني الحيوي الذي يقوم به منتسبو الهيئة التمريضية في المنظومة الصحية.

وأكد ان المعهد يعمل بكفاءة عالية لإعداد نخبة من الممرضين المهنيين القادرين على تقديم العناية المتميزة لتناسب تحديات ومتطلبات المجتمع من جهة ومتغيرات نظم الرعاية الصحية من جهة أخرى.

وأشاد الرويح بالتاريخ العريق للمعهد الذي جعل منه معهدا رائدا محليا واقليميا يقوم بتلبية احتياجات سوق العمل الصحي وامداده بالكوادر المدربة في مجال التمريض وخدماته المتعددة.

ومن ناحيته قال مدير المعهد السابق الدكتور وائل حمادة ان المعهد يعتبر احد أقدم المؤسسات التعليمة في الكويت ويعد رافد أساسيا في مد سوق العمل بكوادر فنية مدربة في مجال الرعاية التمريضية منذ 60 عاما.

وأكد حمادة ان الهدف من إنشاء المعهد كان تخريج كوادر فنية مدربة في مجال الرعاية التمريضية السريرية لسد النقص الشديد في اعداد الممرضات في وزارة الصحة في ذلك الوقت لذا كانت تبعيته لـ(الصحة) وكان يقتصر القبول فيه على الاناث الحاصلات على شهادة المتوسط.

ولفت الى ان نشاط المعهد لم يكن يقتصر على برنامج التمريض العام فقط بل استحدث برامج تخصصية مثل برامج امراض نساء والولادة والتمريض الجراحي وصحة مجتمع وبعدها استحدث برنامج مشرفات صحيات للصحة المدرسية.

وأوضح ان الأمانة العامة للصحة لمجلس التعاون الخليجي أوصت في عام 1977 بان تكون شهادة الأول الثانوي او ما يعادلها هي شهادة القبول لبرنامج التمريض العام لدى دول مجلس واتخذ معهد التمريض هذه التوصية لتصبح احد شروط القبول لبرنامجها في دولة الكويت.

وقال انه من منطلق حرص الدولة على مواكبة التطور العلمي والأكاديمي فقد عملت على انشاء صرح علمي كبير تمثل بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مما كان له الأثر الفاعل والهام في دفع عجلة التنمية والنهوض بالمنظومة التعليمية والتدريبية.

وذكر ان تبعية معهد التمريض انتقلت من وزارة الصحة الى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في عام 1988 لافتا الى انه في عام 1992 تم قبول اول دفعة من الذكور في برنامج التمريض العام ليصبح المعهد بعدها يقبل الاناث والذكور.

وأشار الى انه من منظور تطوير المهنة ورفع كفاءة الخريج حرص المعهد على معادلة شهادة التمريض العام بشهادة الثانوية العامة بالتخصص وذلك بعد موافقة وزيرة التربية ووزير التعليم العالي في عام 1996 مما كان له الأثر الكبير بمخرجات المعهد لتكملة دراستهم الجامعة في تخصص العلوم التمريضية.

وقال ان المبنى الجديد للمعهد الذي يعد أحد أفضل المباني هندسيا حيث يحتوي على أفضل النظم التعليمية والتدريبية من مختبرات وقاعات دراسية كان بمثابة انطلاقة جديدة باستحداث برامج صحية وتطوير البرامج الحالية لتواكب هذه البرامج ببرامج عالمية في المؤسسات التعليمية المناظرة لها.

وأشار الى انه في عام 2017 حصل المعهد على الاعتماد المؤسسي ومن ثم الاعتماد الأكاديمي لجميع البرامج التدريبة في المعهد من الأكاديمية الفرنسية المنبثقة من وزارة التعليم العالي الفرنسية.

ولفت الى انه استنادا الى توصية وزارة الصحة وبموافقة مجلس الوزراء خلال جائحة كورونا بالاستعانة بطلبة وطالبات التمريض آثر المعهد سد هذا النقص بطلابه وطالباته وأعضاء الهيئة التدريبية وتم توزيعهم على المحاجر الصحية المختلفة.

وافتتح معهد التمريض أبوابه في 27 أكتوبر 1962 بمسمى كلية التمريض وهو أول مؤسسة تعليمية لدراسة التمريض في الكويت وكان يقبل الطالبات الحاصلات على شهادة الدراسة المتوسطة وكانت مدة الدراسة ثلاث سنوات للحصول على شهادة التمريض العام.

زر الذهاب إلى الأعلى