محليات

جامعة الكويت توفّر وظائف داخل مرافقها بنظام الساعات

(كونا) – «التشغيل الطلابي» تجربة مثمرة تتيحها جامعة الكويت لطلبتها للاستفادة من وقت فراغهم بنشاط نافع يزيد معارفهم ويصقل مهاراتهم عبر عدة فرص تتواءم مع رغباتهم وتحقق طموحاتهم مقدمة لهم مكانا مناسبا للاعداد الجيد ما يفتح لهم آفاقا واسعة لشغل وظائف مستقبلية واعدة.

وتميزت الجامعة بتوفير تلك الفرص من خلال تشغيل طلبتها بنظام الساعات داخل مرافق الكلية التي ينتسب إليها الطالب مع مراعاة جدوله الدراسي وتنسيقه مع العمل دون تعارض مع المحاضرات.

ولهذا «التشغيل الطلابي» ايجابيات كثيرة أبرزها توفير فرصة عمل يحصل الطالب من خلالها على مدخول مالي شهري نظير الساعات التي يعمل بها علاوة على إشغاله بما يفيد في وقت الفراغ الجامعي.

وفي هذا الإطار قالت رئيسة قسم علم النفس بالانابة في الجامعة الدكتورة هدى جعفر اليوم الاربعاء إن «التشغيل الطلابي» خدمة تقدمها الجامعة عن طريق عمادة الشؤون الطلابية وفقا لشروط محددة مثل المعدل العام وعدد الساعات اليومية التي يمكن أن يشتغل بها الطالب.

وأكدت أن «التشغيل الطلابي» يخدم الأقسام العلمية والطلبة بتقديم مساعدة للأقسام العلمية من خلال تشغيلهم مع أعضاء هيئة التدريس في بعض المهام العلمية مثل المساهمة في إجراء البحوث وجمع البيانات والبحث في المصادر العلمية وبعض المهام التنسيقية.

وذكرت انه يتم ايضا الاستعانة بالطلبة العاملين في حال نقص عدد الموظفين أو المساعدين العلميين لتوفير الوقت والجهد الاضافي على أعضاء هيئة التدريس.

واوضحت أنه يمكن تبادل المعلومات والأفكار بين الطالب والدكتور من خلال احتكاكهما بالعمل في تقديم المقترحات التي تفيد الدكتور وذلك «عن تجربة شخصية مع الطلبة الذين لا تخلو اقتراحاتهم من الأفكار الابداعية والابتكارية».

واضافت ان هذا التشغيل يزيد من خبرة الطالب في جمع البيانات وإجراء البحوث والتوجيه المباشر وزرع علاقة ودية بينه وبين أساتذته موضحة ان ذلك يعطي الالهام للطالب ويرغبه بأن يكون ضمن اعضاء هيئة التدريس مستقبلا.

وبينت ان هذه الخدمة تساعد بقية العاملين بالقسم مثل السكرتارية لإنجاز بعض المهام في الظروف الطارئة حيث يشاركون في التنسيق للندوات والمؤتمرات وبعض الأنشطة الاخرى وخاصة في حال النقص في عدد العاملين بالقسم.

وأعربت عن أملها بان يتم زيادة عدد الطلبة في التشغيل الطلابي لكل قسم علمي وأن يعمل الطالب مع أكثر من دكتور حتى يكتسب مزيدا من الخبرات بما يتوافق مع شروط التشغيل الطلابي.

ومن جهته قال مدير ادارة الرعاية الاجتماعية في جامعة الكويت وائل العبيد في تصريح مماثل أن قسم التشغيل الطلابي ينسق مع مراكز العمل المحددة من خلال مخاطبتها لطلب توفير فرص عمل داخل مرافق الجامعة.

وذكر العبيد أنه خلال الفصلين الاول والثاني يتم استقبال الطلبة الراغبين في العمل حسب الشروط المطلوبة ومنها ان يقتصر التشغيل على الطلبة المسجلين في جامعة الكويت.

وشدد على أن لا يكون الطالب من الحاصلين على أكثر من إنذار عام كما لا يسمح لطلبة الدراسات العليا وطلبة مركز اللغات بالعمل بنظام الساعات وأن لا يعمل الطالب في نفس مركز العمل الذي يكون فيه أحد أقاربه من الدرجة الاولى.

وبين أنه يسمح للطالب بالعمل بجميع الاقسام العلمية والمختبرات والمكتبات وأيضا الاقسام الادارية بالكليات وبالادارات المختلفة في عمادة شؤون الطلبة ومكتبة الطالب موضحا انه يتم التشغيل يكون بحد أقصى 40 ساعة بالشهر بمعدل 10 ساعات أسبوعيا وثلاث ساعات يوميا ويتقاضى الطالب مبلغ «دينارين ونصف» مقابل كل ساعة عمل بمجمل «100 دينار» كحد أعلى للساعات بالشهر الواحد.

وأضاف العبيد انه تقع مسؤولية تكليف الطالب بالمهام الوظيفية على مراكز العمل وتدريبه لمزاولة الاعمال الموكلة اليه ومتابعة أدائه وتقييمه حرصا على مساعدته في انتاج العمل بالمستوى المطلوب.

وذكر أن قسم التشغيل الطلابي يحفز ويشجع الطلبة للعمل بأفضل أداء وتوعيتهم بأن العمل له أثر كبير على بناء الشخصية ويعد الطالب الاعداد الامثل للحياة العملية في شغل أي وظيفة مستقبلية.

وأشار إلى أن قسم التشغيل الطلابي يحرص على التنسيق بين ساعات العمل والساعات الدراسية للطالب ويتم طلب الجدول الدراسي للطالب لتحديد ساعات العمل المتاحة في أوقات الفراغ فقط.

وأفاد أنه يتم تنسيق الجدول حيث لا تتعارض ساعات العمل مع وقت الدراسة بمعدل ثلاث ساعات يوميا مؤكدا حرص الجامعة على أن لا ينشغل الطالب عن دراسته فيؤثر ذلك سلبا على تحصيله الدراسي.

وذكر العبيد ان قسم التشغيل الطلابي يهدف لاستثمار وقت فراغ الطالب واستغلاله بالشكل الامثل لما يعود عليه بالنفع والفائدة وتنمية مهاراته وقدراته وترسيخ مبدأ اهمية العمل وتأهيله لسوق العمل مستقبلا متسلحا بخبرات علمية وعملية وتكون له افضلية التوظيف عند التقدم لأي وظيفة بعد التخرج.

وإزاء التجربة العملية التي زاولها قال الطالب سلمان العنزي ان العمل من خلال التشغيل الطلابي يضيف خبرة مهمة إلى السيرة الذاتية ويساعد على التميز من خلال تعلم الاستقلالية والثقة بالنفس مؤكدا ان العمل يجعل الطالب مسؤولا عن جدوله الزمني وواجباته واستغلال الفراغ بالفائدة.

وتابع العنزي «التشغيل جعل مني اعرف كيف أعمل كجزء من فريق أو بمفردي»، موضحاً ان استخدام التواصل الجيد واتخاذ القرارات إلى جانب إدارة الوقت وتخطيط الجدول الزمني هي مهارات يصقلها العمل في جميع جوانب الحياة.

وأشار الى ان التشغيل يساعد على حسن استثمار أوقات الفراغ استثمارا إيجابيا من خلال التخطيط الفاعل والمنظم لاستثمار وقت الفراغ واستغلال القدر الأكبر منه في الأعمال المفيدة التي تساعد على بناء الشخصية الامر الذي يعطي فرصة جيدة للانخراط والمشاركة في الحياة الجامعية.

ومن ناحيتها أوضحت الطالبة حوراء الصايغ قائلة ان «التشغيل الطلابي منحني فرصة عمل جعلتني أخرج من منطقة الراحة وأدى ذلك الى تنمية وصقل مهاراتي الاجتماعية والشخصية وهذا ما كنت أتطلع إليه كي اتجاوز تأثير الإنغلاق والعزل الاجتماعي نتيجة لجائحة (كورونا) التي مررنا بها».

وبينت أن من الأفضل أن نستغل أوقات الفراغ لتكون مفيدة فلا تؤدي الى ضرر على الصحة النفسية فلا يترتب على ذلك آثار عكسية، موضحة أن التشغيل الطلابي هو المكان المناسب الذي يستطيع الطالب استثمار وقته وطاقته فيه و«يكون حصاده له أثر ايجابي في المستقبل الوظيفي».

زر الذهاب إلى الأعلى