منظمة الصحة العالمية تحذر من ارتفاع خطر تفشي الكوليرا في سوريا
(أ ف ب) – حذّرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن خطر انتشار مرض الكوليرا في سوريا "مرتفع للغاية" بعد الإعلان منذ نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009.
وأحصت وزارة الصحة السورية الإثنين وفاة شخصين، إضافة الى 26 إصابة مثبتة، غالبيتها الساحقة في محافظة (حلب)، بعدما كانت الإدارة الذاتية الكردية أفادت السبت عن تسجيلها ثلاث وفيات و"إصابات بكثرة" في مناطق سيطرتها في الرقة (شمال) والريف الغربي لدير الزور (شرق).
وقالت منظمة الصحة العالمية، ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس "تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة".
ونبّهت إلى أنّ "خطر انتشار الكوليرا الى محافظات أخرى مرتفع للغاية".
وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.
وبعد نزاع مستمر منذ 11 عاما، تشهد سوريا أزمة مياه حادة وموجة جفاف، على وقع تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وأعرب المنسق المق?م ومنسق الشؤون الإنسان?ة للأمم المتحدة في سور?ا عمران ر?زا عن قلقه الشد?د إزاء التفشي الحالي للكول?را في سوريا.
وقال في بيان الإثنين "بناء على تق??م سر?ع أجرته السلطات الصح?ة والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لم?اه غ?ر آمنة مصدرھا نھر الفرات وكذلك استخدام م?اه ملوثة لري المحاص?ل".
وأضاف "يُعد تفشي الوباء أيضاً مؤشراً على نقص الم?اه الحاد في كافة أنحاء سور?ا"، ما قد يشكل "تھد?داً خطيراً للناس في سوريا والمنطقة".
وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في أبريل، أدى النزاع الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.