محليات

ألعاب الفيديو أحد العوامل المروّجة لآفة المخدرات تحتاج إلى مزيد من الرقابة الأسرية

• هدى جعفر: بعض الألعاب تًرسل رسائل غير مباشرة عن تأثير المخدرات بأنها تنشّط الفرد

• محمد الرشيدي: الجهاز الذكي في يد الطفل والمراهق سلاح خطير جداً على مستقبله وحياته

(كونا) – بالرغم من ان المخدرات باتت قضية تؤرق المجتمعات والحكومات بشكل عام الا ان محاربتها اصبحت متعلقة بكافة مكونات المجتمع ومؤسساته بشكل مباشر انطلاقا من الاسرة التي تمثل عماد المجتمع.

وتواكب وزارة الداخلية كل ما يستجد على الساحة من خلال مراقبة المستجدات في اساليب الترويج واماكن وطرق نشر آفة المخدرات التي لطالما ارقت الجهات الامنية من اجل حماية ابناء الوطن.

ولا يمكن ان يتوقع المرء للوهلة الاولى ان ابنه الذي يجلس ويلعب في العاب الفيديو في غرفته قد يستطيع ان يروج من خلالها للمخدرات او يبحث عنها.
ومن الخطأ ان يظن البعض ان تجارة المخدرات والترويج لها من خلال برامج التواصل الاجتماعي سهلة التخفي بعد تطور تقنيات التحري من خلال الانترنت.
ويجب ان يتم تسليط الضوء على مكامن الخلل النفسي لتوعية الاسرة وتجنيب الطفل الوقوع في شرك المخدرات وتوعية اولياء الامور ليكونوا على دراية بكل ما من شانه ان يكون مصدر خطر على ابنائهم.

وفي هذا السياق قالت رئيسة قسم علم النفس بالانابة في جامعة الكويت الدكتورة هدى جعفر ان الالعاب الالكترونية انتشرت بشكل واسع في معظم دول العالم ويقضي الافراد وخاصة الاطفال ساعات كثيرة يستخدمونها في حال انشغال الوالدين.

واضافت ان الفراغ الذي يعيشه الابناء سهل عليهم التسلية من خلال مثل هذه الالعاب وخاصة أن الكثير منها يحتوى على إثارة وتحد وهذا الذي يشد الاطفال لاستخدامها.

وذكرت ان الدافع الاساسي لتناول المخدرات هو التجربة والرغبة في التعرف على شيء جديد ثم تتكرر التجربة للاستمتاع المزيف بتأثير المخدرات الى أن تصبح عادة وادمان لا يمكن التخلص منه بسهولة.

وافادت جعفر ان بعض الالعاب الالكترونية ترسل رسائل غير مباشرة عن تأثير المخدرات بأنها تنشط الفرد وأنها رمز للقوة والرجولة والمتعة وأنها سلوك عادي لا ضرر منه فيحاول الطفل تقليدها حتى يحصل على نفس النتائج.

واشارت الى ان مشكلة الطفل أنه لا يستطيع التمييز بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي وخاصة عندما يقضي وقتا طويلا جدا في استخدام الالعاب الالكترونية.
وبينت ان الاطفال يتبعون الايحاءات بسبب تكرارها والمدة الطويلة التي يقضيها الطفل في استخدام هذه الالعاب.

واكدت ان عدم وجود نموذج يقتدي به في حياته مثل الأم أو الأب أو الأخوة قد يكون مبررا لان يتخذ من الشخصيات في الالعاب الالكترونية قدوة له ويكون الاشخاص الذين يتواصلون معه في الالعاب هم نموذجه الذي يشرح له أمور الحياة ومصدر للاجابات لبعض التساؤلات التي تراود خياله عند استخدامه للالعاب الالكترونية.

واوضحت انه وفقا لنظرية العالم (بنادورا) فإن الطفل يتعلم سلوكياته من تقليده لسلوكيات النماذج في حياته فإذا كانت هذه النماذج شخصيات إلكترونية فبالتأكيد سيتبعها.

ومن جهته قال رئيس لجنة الامن السيبراني في اتحاد الاعلام الالكتروني محمد الرشيدي في تصريح مماثل ان العاب الالكترونية (الاون لاين) تعتبر أكبر خطر يواجهه الأبناء باعتبارها بيئة خصبة لتجمع الأعمار والثقافات المختلفة وهناك جهات منظمة وعصابات تستهدف الأطفال والمراهقين داخل هذه الالعاب.

وذكر ان من أبرز المشكلات دخول عصابات وجهات منظمة بمبالغ كبيرة جدا للاعلان داخل هذه الالعاب "تدعو الأطفال والمراهقين الى رذائل عدة ومنها المخدرات وتوجيههم الى ثقافات تتنافى مع ديننا الاسلامي والعادات والتقاليد".

واضاف ان هذه الالعاب تعتبر المكان الأمثل والبعيد عن رقابة أغلب أولياء الامور لاعتقادهم ان الأبناء في مكان آمن داخل المنزل متناسين ان في لعبة الفيديو عالما مليئا بالاجرام والمتاجرة.

واوضح ان الجهاز الذكي اصبح في يد الطفل والمراهق سلاح خطير جدا على مستقبله وحياته إن لم يكن هناك رقابه من أولياء الامور على ابنائهم وقد يتم استغلالهم في ترويج المخدرات وتعاطيها او الاستغلال الجنسي.

وشدد على اهمية ان لا يسمح اولياء الامور "بترفيه الابناء من خلال العاب الالكترونية الا تحت الرقابة" مؤكدا انها خطر كبير اذا لم يكن هناك وجود عائلي ملازم.

ولفت إلى أهمية أن تكون هذه الالعاب مناسبة لاعمارهم قبل اللعب وذلك من خلال التقييم العمري لهذه اللعبة في ورقة الارشادات وتفعيل اعدادات العمر داخل الاجهزه الذكية.

زر الذهاب إلى الأعلى