الكويتي سالم الظفيري.. نموذج ملهم واستثنائي في تحدي الإعاقة
(كونا ) – "ولدت معاقا لكنني سالم العقل والروح" بهذه العبارة العميقة بدأ الشاب الكويتي سالم عامر الظفيري حديثه ليقدم لنا نموذجا ملهما واستثنائيا في تحدي الإعاقة الجسدية التي لازمته منذ الولادة لكن بإصراره وعمله الدؤوب استطاع التغلب على كل التحديات التي اعترضته كشخص ينتمي لفئة ذوي الإعاقة ليكون قدوة لنا جميعا.
وأضاف الظفيري في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة احتفال العالم في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف 3 ديسمبر من كل عام "لم تكن اعاقتي عائقا في طريقي بل منحتني القوة والإصرار على التحدي لتحقيق طموحي".
وأوضح ان اعاقته الجسدية لم تكن بسبب عامل جيني بل نتجت عن وفاة شقيقه التوأم قبل ولادتهما الامر الذي تسبب له بنقص حاد في الاوكسجين فتوفي شقيقه قبل الولادة واختار الله لسالم الحياة.
وتابع "عند عمر الست السنوات استوعبت اعاقتي ولكنني آمنت حينها ان تحقيق طموحي لا يتطلب اقداما فحسب بل إصرار للتقدم نحو اهدافي لأنني مؤمن تماما بأن الإعاقة هي إعاقة العقل لا الجسد والأطراف".
وعن دعم محيطه العائلي قال "واجهت عائلتي منذ البداية صعوبات شديدة في رعايتي لكنهم لم يعزلوني عن الناس بل قدموني بكل فخر للمجتمع وذلك لإيمانهم بنشر الوعي المجتمعي لمحاربة الخجل الاجتماعي من إعاقة الأبناء".
وأضاف انه يعتزم الالتحاق بكلية الاعلام تخصص إذاعة وتلفزيون ليصبح إعلاميا متميزا كالإعلامي القدير محمد السنعوسي وزير الاعلام الأسبق رحمه الله.
وعن تجربته بالعمل التطوعي قال سالم "تطوعت في الهلال الأحمر الكويتي والدفاع المدني فضلا عن انضمامي لكثير من الهيئات الخيرية ومشاركاتي في الفرق التطوعية الاخرى وذلك بسبب حبي لعمل الخير ورسم الابتسامة على وجوه الاخرين ولم تقف (جائحة كورونا) حائلا أمام مشاركاتي في كثير من الحملات توزيع المساعدات آنذاك".
واثبت سالم بتحدي اعاقته الشديدة والدائمة سواء في تجربته الإعلامية كمحلل رياضي او مشاركاته اللامحدودة في الحملات التطوعية والمؤتمرات الدولية ان ذوي الإعاقة ليسوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع فقط بل هم قادرون على الاخذ بالمبادرة ليصبحوا نماذج ملهمة لغيرهم مؤكدا دعم الحكومة لهذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعا في جميع المجالات.
وسالم هو صاحب مبادرة أسبوع التضامن مع ذوي الإعاقة التي تهدف الى تقديم هذه الفئة بشكل اوسع وتغيير نظرة افراد المجتمع والتعرف على انجازاتهم وابداعاتهم فضلا عن دوره الفعال في الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين.
ويتحدث سالم عدة لغات اجنبية منها الفرنسية والألمانية والتشيكية والإنجليزية بالإضافة الى اللغة العربية مما يؤكد إصراره على التعلم وتطوير الذات.
وتعد الكويت من الدول الرائدة في دعم و رعاية الاشخاص ذوي الإعاقة حيث ينص الدستور الكويتي في المادة (11) على انه (تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة او المرض او العجز عن العمل كما توفر لهم خدمات التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية).
وعملت الدولة بعناية فائقة لرعاية المعاقين وذلك عن طريق دعمهم ماديا ومعنويا في كل مايحتاجونه فضلا عن كفالة حقوقهم المدنية والسياسية ودمجهم مجتمعيا ومهنيا بما يواكب التوجه العالمي.