عميد كلية الآداب: المعارض الفنية تمد جسور التبادل الثقافي وتلاقي الحضارات بين الشرق والغرب
(كونا) – أكد عميد كلية الآداب بجامعة الكويت الدكتور عبدالهادي العجمي، اليوم الخميس، أهمية تنظيم المعارض الفنية في مد جسور التبادل الثقافي وتلاقي الحضارات والشعوب وربطها بثقافات الشرق والغرب في التاريخ الإنساني المشترك.
جاء ذلك في كلمة للدكتور العجمي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للاعلان عن استضافة الكويت الاثنين المقبل المعرض الفني والتجريبي (الإسكندر الأكبر.. مد جسور التواصل بين الشرق والغرب) للفنان اليوناني الراحل ماكيس فارلاميس والذي يستكشف فيه نسخته المتسامحة من الملك المقدوني.
وقال العجمي إن المعرض الذي سيقام بالتعاون مع السفارة اليونانية لدى الكويت يضم 70 عملا متنوعا ما بين الرسم والنحت وسيستقبل الجمهور على مدى أربعة اسابيع مبينا أنه يعد نافذة ثقافية مهمة للتراث الاغريقي وتاريخه بالمنطقة.
وأضاف أن المعرض سيسلط الضوء على تاريخ المنطقة عبر التركيز على التجربة الفريدة للملك المقدوني الإسكندر الأكبر الذي استطاع خلال حوالي عقد من الزمن من السيطرة على المنطقة ما بين الهند واليونان.
وأفاد بأن الاسكندر الاكبر أمر ببناء قلعة في جزيرة أطلق عليها (إيكاروس) وهي حاليا جزيرة فيلكا في الكويت لتكون محطة مهمة في تاريخ المنطقة والحضارة الهلنستية والتغييرات الاقتصادية والسياسية خاصة الثقافية «والتي بلا شك غيرت التاريخ بالإقليم كله».
وذكر «أنه على الرغم من عدم دقة ما كتب عن الإسكندر الأكبر الا انه يتفق مع موضوع الفنان فارلاميس في المعرض وهو اعتبار الإسكندر الأكبر كفكرة جسدت روح التسامح ورؤى العولمة في إطار الأسرة العالمية الواحدة والتي تحترم خصوصيات وثقافة كل شعب كما زعم ما قام به الملك حين قام بالسيطرة على المنطقة في القرن الرابع قبل التاريخ الميلادي وتركه الشعوب وثقافاتها كما هي».
من جانبه قال سفير اليونان في الكويت والبحرين كونستانتينوس بيبيريجوس في كلمة مماثلة خلال المؤتمر إن المعرض يهدف الى تسليط الضوء على تاريخ الملك الإسكندر الأكبر وما قام به من دور مهم في نقل الحضارة الإغريقية بالمنطقة لاسيما في جزيرة فيلكا التي كانت أرضا لقاعدة عسكرية استطاع من خلالها الاستمرار في إمداد نفوذه على الحضارة الفارسية عبورا إلى باكستان والهند.
وأوضح السفير بيبيريجوس أن الإسكندر الأكبر جسد روح التسامح وتعايش الأديان حين ترك الشعوب التي سيطر عليها عبر ممارستهم لحرية التعبير الثقافي والديني مؤكدا «أنه ربما نحتاج هذه الرسالة العالمية الآن أكثر من أي وقت مضى».
ودعا الجمهور الكويتي الى حضور المعرض واستكشاف الوجوه المختلفة للملك الإسكندر الأكبر متمنيا أن يكون أحد الجسور الثقافية والحضارية الناجحة في دعم العلاقات الثنائية ما بين اليونان والكويت التاريخية في شتى المجالات الإنسانية.