محليات

الأخصائي النفسي والاجتماعي.. دور مهم وأساسي في مواجهة المخدرات بالمدرسة

(كونا) – تعتبر المخدرات إحدى أخطر الآفات في وقتنا الراهن خصوصا إذا تسللت إلى الطلبة والوسط المدرسي مع تعدد أشكال المواد المخدرة وطريقة تداولها بين أيديهم نتيجة قلة الوعي بمخاطرها وبالنظر إلى مشاكل قد يواجهها الطالب في محيطه الأسري.

ويقع على عاتق الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين مسؤولية مضاعفة وأساسية في توعية الطلاب والطالبات بمخاطر المخدرات وكيفية حمايتهم من هذه الآفة وتقديم المساعدة الفورية لمن يقع في هذه المشكلة وإرشادهم بالتدخل السريع من الاخصائيين في المدرسة لساعدتهم والوقوف إلى جانبهم.

وقالت باحث أول نفسي في مدرسة (الفيحاء) المتوسطة للبنات مريم العميري إن وظيفة الاخصائي النفسي عموما تتمثل بالتعامل مع الحالات النفسية التي يمر بها الطالب مع الأخذ بالاعتبار اختلاف الحالات النفسية باختلاف الظروف التي يمر بها كل طالب أهمها الاكتئاب والقلق والخوف والإدمان والعنف وغيرها من المشاكل النفسية وضرورة التواصل مع أولياء الأمور والمعلمين لمعرفة أسباب الحالة وجذورها والمساعدة في حلها ووضع خطة علاجية لها.

وأوضحت العميري أن الاخصائي النفسي يتولى التعامل مع حالات الاضطراب الانفعالي والسلوكي والمساهمة في البحوث والدراسات الخاصة بالخدمة النفسية ومساعدة الطالب نفسه في حل مشاكله والتغلب على الصعوبات التي قد تواجهه في دراسته وحياته ونشر الوعي بالجوانب النفسية وآثارها على الطالب.

وذكرت أنه «بفضل من الله تعالى لم نرصد أي حالة مخدرات في مركز عملي وأعتقد أن سبب انتشار المخدرات في المدارس بين الطلاب عائد إلى سهولة الحصول عليها وضعف الوازع الديني وانشغال الوالدين بأمور الحياة وإهمال الأبناء وعدم الإحساس بخطورة ذلك».

وعن طريقة الكشف عن الحالات التي تعاني من مشكلة المخدرات سواء بالتعاطي أو الإدمان أوضحت أنه يتم اكتشاف حالات الإدمان بعض الاحيان عند طريق ظهور بعض الأعراض للطالب مثل التعب أو تغير في السلوك بشكل واضح أو تجد معه حبوب أو مشروبات غريبة وفي بعض الحالات الأصدقاء قد يفشون سر إدمان صديقهم.

وبخصوص طرق الوقاية من مخاطر المخدرات لفتت إلى أن ذلك يكون عن طريق اهتمام أولياء الأمور أكثر بأبنائهم من خلال التعرف على مشاكلهم وكل ما يحتاجونه من اهتمام ورعاية وتنبيه الطلاب وتوعيتهم بمخاطر المخدرات واستغلال وقت الفراغ بأمور مفيدة.

وبينت العميري أنه إذا تم اكتشاف أي حالة تعاط للمخدرات فيتم التعامل معها بسرية تامة وبعلم مدير المدرسة والموجه الفني ويتم إبلاغ ولي الأمر بصورة هادئة وتهيئته قبل إخباره بالموضوع.

واستعرضت طرق توعية الطلاب في المدرسة عن طريق إقامة ندوات في المدارس بتوعية الطلاب بمخاطر المخدرات وهناك قيم شهرية يتم طرحها في الحصص الدراسية وهناك أيضا مراكز علاجية خاصة لحالات الإدمان في وزارة التربية.

من جانبها قالت كبير اختصاصي اجتماعي في مدرسة (سعدى بنت عوف) المتوسطة للبنات ابتسام الماجد إن وظيفة الاخصائي الاجتماعي تتمثل بحل مشاكل الطلاب من جميع النواحي وتعزيز الثقة بالنفس لديهم.

وأضافت الماجد أن سبب انتشار المخدرات في المدارس يرجع في بعض الأحيان إلى جوانب اجتماعية سواء من شخص قريب للطالب يكون مدمنا فيتعاطاها معه أو لسبب ثان نتيجة قلة الوعي بخطورة المخدرات التي تنتشر في المدارس بأشكال متعددة فبعضها يكون على شكل حلوى أو كدواء فيدمن الطالب عليها.

ومن ناحية الوقاية ذكرت أن ذلك يكون عن طريق نشر وسائل توعوية في جميع أنحاء المدرسة كذلك عمل محاضرات وندوات تشرح مخاطر المخدرات وشرح بعض الحصص عن هذه الظاهرة مبينة أن هناك منصة تقدم فيها أي مساعدة أو استشارة للطالبات أو الطلاب وتوعيتهم عن أي موضوع معين يمرون به مما يفيد أيضا ولي الأمر إذا كانت الطلبة يعانون مشاكل معينة.

وبينت أنه «بفضل الله لم تعان أي طالبة من حالات الإدمان في مركز عملي وبشكل عام إذا تم اكتشاف حالة فيتم إبلاغ ولي الأمر وإبلاغ التوجيه بهذا الموضوع وحله وتوجيه ولي الأمر إلى المكان المناسب حيث يتعلم كيفية التعامل ومعرفة الإجراءات اللازمة والمناسبة باتخاذها».

وبالنسبة للعلاج لفتت إلى أن هناك قسما في مستشفى الصباح يتولى التعامل بسرية تامة مع الطالب وولي الأمر وتوفير العلاج المناسب له.

ولفتت إلى أنه في كل عام وبكل المدارس تطبق حملات توعوية تعرف الطلبة بأضرار المخدرات والتدخين ووضع نشرات ولوائح في المدرسة تساعد بتوعيتهم وعمل محاضرات تقوم على النصح والإرشاد.

وقالت الماجد إن أهم ما يسعى إليه الآباء تجاه أبنائهم الطلبة هو استغلال أوقات الفراغ لديهم بأمور مفيدة ويحبونها كالرياضة أو العمل في أعمال تطوعية لسد أوقات الفراغ لديهم أو ممارسة هواية يحبونها وتشجيعهم على ذلك ويكون ولي الأمر موجودا مع أسرته ولو لوقت قليل.

وأوضحت أن ذلك يترك أثرا جميلا في حياة الأبناء ويجب أن يتحدث ولي الأمر معهم ويسمعهم ويشاركهم في أمور حياتهم وهمومهم وتمضية وقت ممتع معا وإذا كانت هناك مشاكل أسرية فيجب أن تتم معالجتها ولا تؤجل ولا تهمل لأن ذلك سيترك آثارا سلبية على أسرته.

وأشارت إلى أهمية مساعدة الطالب إذا احتاج للمساعدة إذا كان يعاني من حالات الاكتئاب أو أي حالة نفسية يمر بها فمن الضروري الذهاب للاخصائي النفسي أو الاجتماعي حسب الحالة حتى تتحسن حالته ويكون بخير.

ولفتت إلى وجوب أن يقف ولي الأمر مع ابنه أو ابنته ويهتم بهما على خلفية أي أمر قد يمران به كما يتم إنقاذ أي طالب من حالات الادمان بتوفير العلاج المناسب لهم وهنا تكمن أهمية دور الأخصائي حتى يتخلص الطالب من مشاكل المخدرات وتوفير الحماية والمساندة لهم في كل الأوقات.

زر الذهاب إلى الأعلى