محليات

وسائل الإعلام والجهات المعنية بالدولة تضطلع بدور مهم في التصدي لخطر المخدرات

(كونا) – يشكّل الإدمان على المخدرات في العصر الحالي خطرا يهدد المجتمعات العالمية مع الثورة التكنولوجية الحالية وذوبان الحدود وانصهار الثقافات وقرب المسافات الامر الذي يجعل كل فرد في أي مكان بالعالم عرضة للوقوع في شرك الإدمان.

وما ان يكتشف العالم وسيلة جديدة من وسائل التعاطي والإدمان ويتداعى الى محاربتها والتحذير منها حتى تسارع الآفة في تغيير جلدها وشكلها متخذة من الحرباء في سلوكها قدوة ومن السبع في افتراسه منهاجا.

والدولة بكل مؤسساتها وطاقاتها وكوادرها ولاسيما وسائل الاعلام المختلفة تهب في وجه غزو المخدرات بكل اشكالها لمجتمعنا وتضرب بيد من حديد بسلطتها على يد تجار الخراب ودمار الشعوب فهي العين الساهرة والحصن المنيع لحماية أبنائها وفلذة كبدها.

وفي هذا السياق قال أستاذ الاعلام في جامعة الكويت الدكتور حسين إبراهيم ان وسائل الاعلام أصبحت في العصر الحديث وسيلة ذات تأثير قوي على المجتمعات وهي أداة فعالة «ليس فقط في مكافحة المخدرات وانما في مكافحة جميع الجرائم والظواهر السلبية التي تدهم المجتمعات».

وأضاف الدكتور إبراهيم ان على الاعلام دور ومسؤولية اجتماعية تفرضها اخلاقيات المهنة في التوعية بمخاطر الإدمان بكل اشكاله خصوصا ادمان المخدرات والمواد السامة مشيرا الى ان خطر المخدرات ليس فقط على من يتعاطاها وانما يشمل جميع افراد المجتمع.

وشدد على خطورة تقصير وسائل الاعلام بكل أنواعها سواء التقليدية منها او وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة بـ «الاعلام الرقمي الجديد» في القيام بدورها ومسؤوليتها الاجتماعية المنوطة بها.

وأوضح ان وسائل التواصل الاجتماعي تعد الوسيلة الانجع في هذا العصر لمكافحة آفة المخدرات والادمان عليها لكثرة استخدامها وانتشارها مشيرا الى ان الإدمان ينتشر عادة بين الفئات العمرية الصغيرة لكثرة اقبالهم على هذه الوسائل.

واكد الدكتور ابراهيم ضرورة معرفة العاملين في الحقل الإعلامي الوسيلة الإعلامية المناسبة لمكافحة أنواع الإدمان المختلفة داعيا المؤسسات المعنية بمكافحة المخدرات الى الاستعانة بذوي الخبرة في المجال الإعلامي لصياغة الرسالة الإعلامية المناسبة لنوع الإدمان والفئة العمرية والجنسية المستهدفة واختيار المضمون والمحتوى المناسب.

واعتبر ان الوسائل الإعلامية تعد خط الدفاع الأول في مكافحة الإدمان بعد دور الوالدين والاسرة من خلال بث الرسائل التوعوية في المدراس والجامعات والنوادي الرياضية والمجمعات التجارية التي يرتادها الشباب والمراهقون الذين يعدون اكثر عرضة للوقوع في الإدمان.

وبين ان مكافحة الإدمان والمخدرات تعد مسؤولية مجتمعية ووطنية كبرى يتشارك فيها جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وكذلك الافراد والأهالي من اجل حماية النشء والجيل الجديد من خطورة الإدمان.

ومن جانبها اكدت استشارية علاج الإدمان منى اليتامى انه في الفترة السابقة كان دور الاعلام في مكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات لا يرتقي الى مستوى الخطورة التي تشكلها معضلة المواد المخدرة على النشء مشيرة الى انه بعد تيقظ الدولة الى هذه المشكلة «أصبح للاعلام دور كبير ومؤثر في هذا السياق».

وشددت اليتامى على ضرورة اخذ رأي الأشخاص والجهات المعنية والمتخصصة في مكافحة المخدرات والادمان والابتعاد عن قليلي الخبرة محذرة من خوض غير المختصين في هذا المجال «الشائك والمعقد»، الامر الذي قد ينتج عنه نتائج عكسية.

وأوضحت ان المواد المخدرة اصبحت مختلفة بأعراضها وطريقة استخدامها وهي دائما متجددة ومتغيرة داعية الى استخدام الطريقة المثلى والمناسبة عند التعامل مع المدمن «فالمدمن يكره مبدأ النصيحة او المواجهة المباشرة».

وأشارت الى بعض الطرق المبتكرة في التعامل مع المدمن من خلال إيصال الفكرة والنصيحة اليه من دون تنفيره لافتة الى ان بعض أنواع الإدمان يصعب اكتشافه خصوصا في مراحله المبكرة.

وذكرت ان بعضا من خصائص الشخص المدمن والتي من الممكن للاهل ان يلاحظوها تتمثل في تغيير الأصدقاء وطلب المال بكثرة وزيادة المشاكل مع المحيطين به واضطراب المزاج وخسران الوزن وكثرة الغياب عن المدرسة او العمل.

زر الذهاب إلى الأعلى