ممثل سمو الأمير وزير الخارجية يترأس وفد الكويت بقمة عدم الانحياز في أذربيجان
(كونا) – ترأس ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله وفد الكويت في أعمال قمة مجموعة الاتصال لحركة عدم الانحياز المنعقدة اليوم الخميس في عاصمة جمهورية أذربيجان باكو.
وتناولت القمة سبل دعم وتعزيز الجهود الدولية المشتركة للحد من التداعيات الاقتصادية والصحية والأمنية لجائحة كوفيد – 19 والتباحث في التدابير اللازمة للتصدي للتهديدات المستقبلية المماثلة.
وقد ألقى ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وزير الخارجية كلمة الكويت لهذه لقمة جاء نصها على النحو التالي: «فخامة الرئيس / الهام علياف — رئيس جمهورية أذربيجان الصديقة.
معالي السيد / تشابا كوروسي— رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
معالي السيد أنتونيو غوتيريش — أمين عام الأمم المتحدة.
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي والسعادة،،، السيدات والسادة،،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، يشرفني بداية أن أمثل سيدي حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وأن أنقل تحيات سموه وحرصه على مشاركة دولة الكويت بشكل فعال في قمة اليوم وذلك لما تحمله من أهمية بالغة في ظل التداعيات المستمرة التي أفرزتها جائحة كوفيد-19 والتي تحتم علينا التباحث حول أنسب سبل التعافي وإعادة البناء نحو الأفضل.
كما يطيب لي أن أعرب عن جزيل الشكر وخالص التقدير لفخامة الرئيس الهام علياف ولحكومة أذربيجان وشعبها الصديق على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والاعداد والتنظيم المميزين لاجتماعنا هذا الذي يأتي استكمالا لدورها البارز في قيادة حركتنا طوال السنوات الماضية والمتسمة بالرصانة والاتزان.
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي والسعادة،،، إن تجربة العالم مع تفشي جائحة كوفيد 19 وما أفرزته من تداعيات وانعكاسات بما تمثله من تحد استثنائي لا يعترف بحدود جغرافية أو مستويات اقتصادية وتقسيمات عرقية واجتماعية. كما طالت مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كل ذلك أثبت بما لا يدع مجال للشك بأننا مطالبون وأكثر من أي وقت مضى بدعم السياسات القائمة على التعاون والعمل الدولي المشترك. إن التغلب على مثل هذه الأزمات المستجدة لا يمكن أن يتم دون حلول مبتكرة وخلاقة وضمن إطار يستند على توحيد الجهود والرؤى وإرادة سياسية صادقة وواعية وقناعة راسخة بأن العالم بأكمله يواجه تحديا مشتركا لا يمكن لدولة أو مجموعة من الدول التغلب عليها بشكل منفرد.
أصحاب الفخامة والسمو والمعالي والسعادة،،، إن قسوة الجائحة تعكسها وبشكل واضح وصريح الأرقام والإحصائيات الدولية فمن أعداد الضحايا والتي تجاوزت أكثر من 8ر6 مليون نسمة ومن الإصابات المسجلة لأكثر من 672 مليون حالة إضافة إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والانكماش الاقتصادي الحاد الذي لم يواجهه العالم منذ أكثر من تسعين عاما الامر الذي وضع العمل الدولي المتعدد الأطراف أمام محك يتسم بالمصيرية بين قابلية الاستمرار أو التوقف والانحسار.
وتاريخيا لعبت الأوبئة بجسامة آثارها وعمق تداعياتها أدوارا مفصلية باعتبارها دافعا قويا للتغيير وإعادة البناء نحو الأفضل. ولا شك أن أكبر التحديات التي واجهها المجتمع الدولي جراء تداعيات أزمة كوفيد-19 يكمن في إيجاد آلية توزيع عالمي عادل وآمن للحصول على اللقاحات لكل الدول وخاصة الدول النامية والاقل نموا وذلك للوصول لمستويات التحصين الشاملة.
وفي هذا السياق فقد حققت دولة الكويت إحدى أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين وفي الإطار العالمي تواصل دولة الكويت دعم الجهود الدولية لمكافحة وباء كوفيد-19 وذلك سعيا منها لتعزيز الأمن الصحي العالمي ومن هنا تقع علينا كدول أعضاء في حركة عدم الانحياز مسؤولية التعاون فيما بيننا لمواجهة آثار هذه الجائحة وغيرها من التحديات والظروف غير المسبوقة التي تواجه عالمنا اليوم.
وبالرغم من اختلاف البيئة الدولية عما كانت عليه حينما أنشئت حركة عدم الانحياز الا انه يتوجب علينا التمسك بمبادئنا الأساسية والمتمثلة بأهمية التعاون المشترك والتنسيق فيما بيننا بغية الوصول إلى ما نصبوا اليه جميعا بخلق بيئة دولية تؤمن تحقيق التنمية والازدهار لشعوبنا وتعمل على تعزيز الأمن والسلم الدوليين. ومن هنا أود أن أعرب عن خالص التقدير للدور الهام والفعال والبناء لجمهورية أذربيجان الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز في قيادة حركتنا إبان هذه الأزمة من خلال حرصها على انتظام سير أعمال اجتماعاتها على الرغم من الشلل الذي أصاب كافة التجمعات الإقليمية والدولية آملا أن يصاحب اجتماعنا هذا كل التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،».