قرار غير مسبوق.. إيطاليا تسعى لمنع إنتاج اللحوم المصنعة
• 60 ألف يورو غرامة على المتاجر التي تبيع لحوم المختبرات
• كولديريتي: الطعام الاصطناعي يتم الترويج له من قبل كبار رجال الأعمال بدوافع مشبوهة
أعلنت الحكومة الإيطالية عن خطط لحظر إنتاج وبيع اللحوم المصنعة وغيرها من الأغذية المصنعة في المختبرات، وذلك بغية الحفاظ على “صحة المستهلكين” ولحماية “التراث الغذائي” للبلاد، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية.
وفي حال إقرار القانون فإن الغرامات على البقالات والمتاجر قد تصل إلى 60 ألف يورو مع احتمال إغلاقها أيضا، وفقاً لـ «الحرة».
وأوضح وزير الزراعة والسيادة الغذائية، فرانشيسكو لولوبريجيدا، أن “إيطاليا هي الدولة الأولى التي تقول (لا) للأغذية الاصطناعية، والأمر لا يتعلق فقط بالصحة أو جودة الطعام، بل أيضا، وأقولها بكل فخر، نهدف إلى حماية ثقافتنا وتقاليدنا”.
وتشهد صناعة اللحوم الاصطناعية، التي يتم إنتاجها عن طريق زراعة الخلايا الحيوانية، ازدهارا كبيرا في بلدان عدة مثل سنغافورة والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، حيث أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في نوفمبر الماضي، أن الدجاج الذي جرى إنتاجه في المختبر في كاليفورنيا صالح للأكل.
ويأتي مشروع القانون الجديد، في الوقت الذي تركز فيه حكومة رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، اليمينية على دعم الطعام الإيطالي التقليدي.
وكانت ميلوني قد أعلنت هذا الشهر عن خطط لحظر الدقيق المعتمد من الاتحاد الأوروبي المصنوع من صراصير الليل والذي يستخدم في إنتاج البيتزا والمعكرونة.
وتقوم روما أيضا بحملة كبيرة لإدراج المطبخ الإيطالي على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وفي المقابل، قال لوتشيانو كونت، عالم الأحياء الذي يعمل في مجال الأغذية الاصطناعية بجامعة ترينتو الإيطالية، إن شرائح اللحم المختبرية يمكن أن تقلل من الحاجة إلى الأبقار، التي تنتج غاز الميثان بما يعادل حوالي 14 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
ونبه إلى أن تربية الماشية تتطلب أيضًا كميات كبيرة من المياه وتؤدي إلى تدمير المحميات الطبيعية في أميركا الجنوبية.
وأوضح كونت أنه “ومع زيادة عدد السكان عالميا، سنحتاج إلى الكثير من مصادر البروتين وبالتالي يجب تلبية تلك الاحتياجات دون مضاعفة تربية قطعان المواشي”.
وأعرب عن حزنه الشديد لطرح مشروع القانون للمصادقة، مردفا: “أبحاثنا لا تهدد الثقافة الإيطالية.. ويجب أن يكون القرار متروكًا للمستهلك”.
وكانت جماعة الضغط الزراعية التي تدعم مشروع القانون “كولديريتي” قد زعمت، أن الأغذية الاصطناعية تشكل تهديدًا لقطاع إنتاج الغذاء في إيطاليا، والذي يولد ربع الناتج المحلي الإجمالي.
وقال رئيس كولديريتي، إيتوري برانديني، لصحيفة “التايمز” إن الطعام الاصطناعي يحتمل أن يكون “ضارًا بالصحة ويتم الترويج له من قبل كبار رجال الأعمال بدوافع مشبوهة”.
ووفقًا لجماعة الضغط الزراعية، فقد جرى استثمار 1.4 مليار يورو في الأغذية الاصطناعية في العام 2021.
وأضاف برانديني أنه من خلال تغيير علف الأبقار وتحويل غاز الميثان المنبعث من روثها إلى مصدر للطاقة، تمكنت إيطاليا من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتجها ماشيتها إلى 5 في المائة من إجمالي الغازات التي تنتجها بقية القطاعات في البلاد، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 14 في المائة.
ويبدو أن الإيطاليين يدعمون تناول لحوم حقيقية، حيث قال 84 بالمئة في استطلاع أجرته كولديريتي إنهم يعارضون أكل شرائح اللحم المختبرية.
وفي نفس السياق، قال فيتوريو كاستيلاني، وهو صحفي مختص بالطعام: “في إيطاليا، وخاصة في الشمال، يعتبر الناس من آكلي لحوم، ورغم الحديث عن حمية البحر الأبيض المتوسط، فأنني أرى الجماهير في المتاجر تقبل على شراء اللحوم بنهم”.