مصر: المسجد الأقصى سيظل عصياً على السيطرة من الاحتلال الإسرائيلي
(كونا) – أكدت مصر اليوم الاربعاء ان المسجد الاقصى سيظل عصيا على السيطرة عليه من جانب سلطات الاحتلال ومحاولاتها التقسيم الزماني والمكاني له.
جاء ذلك في كلمة القاها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد عرفي لدى ترؤسه الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بناء على طلب الاردن لبحث الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها القدس الشريف.
وأكد السفير عرفي أن انتهاكات قوات الاحتلال الاسرائيلي لحرمة المسجد الاقصى "تضيف خطأ جديدا فوق اخطاء عديدة ومستمرة ومتكررة بلا تدبر بخطورة مآلاتها على استقرار اوضاع ومصالح الجميع بما فيهم الاسرائيليين أنفسهم".
ولفت الى أن الاجتماع الطارئ يعقد كاستجابة سريعة ولازمة على الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها القدس الشريف ولا يزال على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي.
واشار الى ان الاحتلال الاسرائيلي انتهك بشكل سافر وممهنج وخطير للغاية حرمة المسجد الاقصى المبارك في تحد سافر لمشاعر المسلمين في جميع انحاء العالم والبالغ عددهم زهاء ملياري نسمة "اي ربع قوام البشرية كلها".
واكد ان ما حدث يستثير ايضا مشاعر غير المسلمين من اصحاب الديانات الأخرى ومن ذوي الضمائر الحية لافتا الى ان فلسطين لم تكن قضية العرب المركزية فسحب بل هي قضية الضمير الانساني برمته.
وشدد في الوقت ذاته على ان "الأقصى بمساحته البالغة 144 ألف متر سيظل على مكانته السامقة في قلوب المسلمين بالعالم أسره فهو جزء من عقيدتهم وتبيان لايمانهم".
وأكد السفير عرفي ان "المسجد الاقصى كان ولايزال وسيظل مكانا حصريا لعبادة المسلمين وحدهم ولا يحق لغيرهم مشاركتهم به" مضيفا ان "الاقصى سيظل قائما وشاهدا عندما يحين الحين وتقام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ومن جانبه أكد مندوب الاردن الدائم لدى الجامعة العربية السفير امجد العضايلة اهمية وحدة الموقف وتعزيز الجهود وتكثيفها للوقوف في وجه تصرفاتٍ مدانة ومرفوضة تقوم بها اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) التي لم تضع اي اعتبار لحرمة شهر رمضان الفضيل والحقوق الانسانية والقانونية والدينية.
وشدد العضايلة في كلمة مماثلة على أن ما يشهده المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف من اقتحامات واعتداءات من قبل شرطة الاحتلال على المتواجدين فيه تستلزم من الجميع التحرك واستمرار بذل الجهود على مختلف الصعد لوقف هذه السلوك العدواني.
كما اكد ادانة الاردن الشديدة لهذا التصرف المرفوض والمدان الذي يستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها مشددا على ضرورة اتخاذ جميع الخطوات والاجراءات التي من شأنها وقف هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير والتحذير من مغبته.
وشدد على ضرورة "تحميل اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة" مؤكدا رفض الأردن وادانته أية خطوات اسرائيلية من شأنها المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
واكد مطالبة الاردن الثابتة بضرورة الكف عن جميع الإجراءات المستهدفة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها ورفضه لأي محاولات للتقسيم الزماني والمكاني فيها والتي ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وشدد العضايلة في الوقت ذاته على استمرار الاردن في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ومواصلة مشاريع الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة "انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها".
وحمل اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) مسؤولية سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والمصلين فيه مشددا على أن "اسرائيل تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لهذا التصعيد الذي يقوض الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة ومنع تفاقم العنف الذي يهدد الأمن والسلم".
واكد العضايلة موقف الاردن الراسخ والثابت في نصرة القضية الفلسطينية ومطالبة المجتمع الدولي بتلبية الحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد كذلك على مسؤولية المجتمع الدولي بتطبيق القرارات ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين من جانب مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة مؤكدا ان الجهود المتواصلة لتحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم لا يمكن لها أن تحقق ثمارها طالما تستمر هذه الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية التي تقوض فرص السلام.
وجاء الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية لاتخاذ موقف عربي موحد إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وفي ضوء التطورات التي يشهدها الأقصى جراء اقتحام شرطة الاحتلال الاسرائيلية للحرم القدسي الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين والمعتكفين فيه.