اهتمام أوروبي – خليجي بتعزيز التعاون الثنائي
(كونا) – أعرب دبلوماسيون من دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي عن الاهتمام بتعزيز التعاون والعلاقات بين الكتلتين الإقليميتين.
جاء ذلك خلال اجتماع لوفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية عقد في بروكسل مساء الخميس.
وقالت رئيسة وفد العلاقات مع دول شبه الجزيرة العربية في البرلمان الأوروبي هانا نيومان إن الموضوعين المدرجين على جدول الأعمال يركزان على انتخاب نائب لرئيس الوفد بالإضافة إلى زيارة الوفد المقبلة إلى سلطنة عمان.
وأشارت إلى أنه بعد استقالة النائب البلجيكي مارك تارابيلا في يناير الماضي أصبح مقعد النائب الثاني لرئيس الوفد البرلماني شاغرا.
واختار أعضاء الوفد الحاضرون في الاجتماع بالتزكية النائب الدنماركي بالبرلمان الأوروبي نيلز فوغلسانغ (38 عاما) نائبا للرئيس.
وقال نائب الرئيس الجديد في خطاب مقتضب "أمامنا الكثير من العمل في الاتحاد الأوروبي ووفد العلاقات مع شبه الجزيرة العربية بشأن مختلف القضايا".
وقال فوغسانغ الذي يتمتع بخبرات في مجال الطاقة إن التعاون في مجال الطاقة "مهم للغاية لكلا الجانبين".
وتابع "سينصب تركيزي على الحوار حول حقوق الإنسان والديمقراطية وكذلك التعاون في مجال الطاقة الذي يجب أن يصبح أخضر.. نتطلع إلى العمل معا".
وقالت نيومان إن الوفد سيعقد في 18 يونيو المقبل اجتماعا بشأن تمكين المرأة في الخليج ويخطط أيضا للقيام بزيارة إلى اليمن في يوليو.
وأشارت إلى أن وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية سيقوم في منتصف شهر مايو بزيارة إلى سلطنة عمان لعقد اجتماع برلماني يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين.
ومن جانبها قالت رئيسة شعبة شبه الجزيرة العربية والعراق في دائرة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي آنا ماريا باناجيوتاكوبولو إن دائرة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي "تقدر كثيرا التعاون مع البرلمان الأوروبي ونرى أنه من الضروري التخطيط لسياسة مشتركة للمنطقة معا".
وأكدت أن اعتماد البيان المشترك للاتحاد الأوروبي بشأن إرساء شراكة استراتيجية مع الخليج في مايو 2022 "يوفر قاعدة صلبة لشراكة أكثر شمولية".
كما أكدت أن الخطة الخمسية المشتركة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي اعتمدت في فبراير 2022 تحرز "تقدما على الرغم من بعض الصعوبات".
وشددت على أهمية مواصلة إشراك الشركاء الخليجيين "لتعزيز العلاقات في مجموعة واسعة من المجالات".
ووصفت المنطقة بأنها تكتسب أهمية كبيرة مشيرة إلى أن دائرة العمل الخارجي الأوروبية تخطط لافتتاح بعثة جديدة في عمان عام 2024 لتكون الخامسة في منطقة الخليج بعد الكويت والسعودية والإمارات وقطر.
وأعلنت أن الاجتماع الوزاري الأوروبي – الخليجي المقبل سيعقد في مسقط على الأرجح في أكتوبر المقبل خلال الرئاسة العمانية لمجلس التعاون الخليجي.
وقالت إن "عمان تلعب دورا رئيسيا في الأمن البحري وأيضا في جهود الوساطة" في العديد من الملفات ومنها إيران واليمن مشيرة إلى أن التعاون الثنائي يتوسع أيضا في مجالات رئيسية مثل الطاقة النظيفة.
وقالت إن الاجتماع البرلماني الأوروبي – العماني الثاني عشر للاتحاد الأوروبي سيعقد في الفترة من 13 إلى 17 مايو في مسقط واصفة اياه بأنه سيكون "حدثا مهما" لاستشراف سبل توطيد الروابط الأوروبية الخليجية لاسيما أن عمان تتولى الرئاسة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
وأكدت النائبة اليونانية باناجيوتاكوبولو أن زيارة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع شبه الجزيرة العربية إلى عمان ستكون "فرصة جيدة" للدفع باتجاه مزيد من التقريب بين المنطقتين.
وتعليقا على السفر بدون تأشيرة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد الأوروبي قالت "إنها قضية مهمة في جدول أعمالنا الثنائي.. نعتقد بقوة أنه يجب أن يكون لدينا استراتيجية لإلغاء التأشيرة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي".
من جانبها استعرضت سفيرة سلطنة عمان في بروكسل رؤى الزدجالية العلاقات العمانية – الأوروبية في المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية والثقافية وسلطت الضوء على الفرص الواسعة لتعزيز التعاون الثنائي.
وقالت "إن سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي لديهما العديد من المصالح المشتركة بما في ذلك الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي والتبادلات الثقافية".
من جانبه قال المستشار ببعثة مجلس التعاون الخليجي في بروكسل عبدالوهاب بشارة في مداخلته إن دول مجلس التعاون الخليجي تقدر الدور المهم للبرلمان الأوروبي في تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه في هذا السياق رحبت دول مجلس التعاون الخليجي باعتماد البيان المشترك المتعلق بالشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج.
وأعرب في هذا الصدد عن رغبة مجلس التعاون الخليجي في تعزيز الحوارات البرلمانية بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي واستمرار الاجتماعات المنتظمة بين برلمانات ومجالس شورى ونواب وأمة دول مجلس التعاون الخليجي والبرلمان الأوروبي. وشدد على أن هذه اللقاءات والحوارات تساهم في تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وتوطيد التعاون في العديد من المجالات السياسية وتحسين التفاهم المتبادل.
ومن جانبها قالت نيومان "يسعدني أن أرى أن دول مجلس التعاون الخليجي تقوم الآن بدور أكثر فاعلية.. ربما يرجع ذلك إلى وجود الأمين العام الجديد (جاسم البديوي) وهو صديق لنا.. أعتقد أنه يعرف جيدا كيفية التحاور مع الاتحاد الأوروبي ".
وكان البديوي شغل منصب سفير دولة الكويت لدى بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو) في بروكسل مدة ست سنوات قبل أن يتولى منصبه الجديد أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي بالرياض في فبراير الماضي.