أنظار الملايين في بريطانيا والعالم تتجه لمتابعة مراسم تتويج الملك تشارلز.. غداً
تتجه أنظار الملايين في بريطانيا وحول العالم للعاصمة البريطانية لندن لمتابعة مراسم تتويج صاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث ملكا للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، غدا السبت في احتفال تغلب عليه الفخامة والأبهة التي تعكس تقاليد أسرة يعود تاريخها إلى ألف عام.
وتعيش العاصمة البريطانية لندن حالة من التأهب القصوى تحضيراً لهذا الحدث، وسيكون حفل التتويج حافلا بالرموز والتقاليد والأعراف الممتدة لقرون وبالكثير من اللقطات المبهرة، ومن أكثر الأشياء التي ستشد الأنظار التيجان التي سيرتديها الملك، وكذلك العربة الملكية الذهبية التي ستنقله من كنيسة وستمنستر، المكان التقليدي لتتويج ملوك إنجلترا، في قلب العاصمة لندن إلى قصر باكنغهام المقر الرسمي للملك.
ومن المفترض أن يعكس الاحتفال دور الملك اليوم والتطلّع إلى المستقبل، مع التجذّر في التقاليد والعظمة التاريخية، ورغم أنّ تشارلز الثالث البالغ من العمر أربعة وسبعين عاما أراد احتفالاً أبسط وأقصر من الاحتفال بتتويج والدته الراحلة إليزابيث الثانية، أمام جمهور من الضيوف يقتصر على ألفي شخص من القادة الأجانب، والملوك، والمسؤولين المنتخبين، وشخصيات المجتمع المدني، إلّا أنّ بعض الخطوات تبقى غير قابلة للتغيير.
من المقرر أن يتوجه تشارلز وزوجته الملكة كاميلا التي ستتوج خلال الحفل، إلى كاتدرائية وستمنستر التي تقام فيها المراسم في أحدث عربة ملكية، وهي عربة اليوبيل الماسي التي صُممت للاحتفال بمرور 60 عاما على اعتلاء الملكة إليزابيث عرش بريطانيا، واستخدمت أول مرة عام 2014.
وبمجرّد حضوره إلى الكنيسة، سيتم تقديم الملك للجمهور الذي سيحييه، قبل أن يؤدي اليمين، وسيقدّم أعضاء العائلة الحاكمة تحيّة إجلال للملك، ومن المقرر أن تكون مدة المراسم أقصر من المدة التي استغرقتها مراسم تنصيب والدته الراحلة إليزابيث قبل 70 عاما كما سيكون الحدث مختلفا بعض الشيء عن تنصيب الملكة الراحلة عام 1953، لا سيما من حيث الحجم، ليتماشى جزئيا مع العصر الحديث، ويعكس أزمة تكاليف المعيشة الحالية.
وفي طريق العودة إلى قصر باكنغهام، سيستخدم تشارلز وكاميلا أقدم عربة ملكية، وهي العربة الملكية المذهبة التي تعود إلى 260 عاما، التي استخدمت في كل مراسم التنصيب منذ عهد الملك وليام الرابع عام 1831، واستخدمها أول مرة جورج الثالث للذهاب لحضور الافتتاح الرسمي للبرلمان عام 1762 عندما كان لا يزال ملكا للمستعمرات الأمريكية الخاضعة لبريطانيا.
وتم منذ أسابيع نقل عدد من المجوهرات والتيجان الملكية الثمينة من برج لندن، حيث يتم تخزين المقتنيات الملكية – خصوصا المجوهرات – لتحضيرها لحفل التتويج قبل نقلها إلى كنيسة وستمنستر التي ستكون مسرحا لهذا الحفل. وسيتزامن الحدث الذي سيجذب آلاف السياح البريطانيين والأجانب إلى لندن مع بدء عطلة نهاية أسبوع مليئة بالاحتفالات من بينها حفلات محلية وحفل موسيقي في قلعة وندسور.