محليات

وسائل التواصل سلاح ذو حدين بأيدي مرشحي «أمة 2023»

• إبراهيم الهدبان: المهارة تكمن في كيفية تطويع «السوشيال ميديا» لخدمة المرشح

• ناصر المجيبل: الإعلام الجديد ساحة مفتوحة للمنافسة الانتخابية لا يمكن تحديد المنتصر فيها

• يوسف الديحاني: عامل ومكون رئيسي لحملات المرشحين.. ولا يمكن تجاهل الطرق التقليدية

(كونا) – ربما بات مألوفاً أن يحرص المرشحون إلى الانتخابات البرلمانية «أمة 2023» على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها في مخاطبة الرأي العام واستقطاب قواعدهم الانتخابية بنشر صور و«بوستات» ومقاطع مصورة وبث مباشر وغيرها، نظراً لأهميتها في حمل رؤاه وأفكاره وبرنامجه إلى الناخبين.

لكن أهل الاختصاص فيما يسمى بالإعلام الجديد لهم آراء ينبغي التوقف عندها وتقوم على أن لعبة الإعلام سلاح ذو حدين والعبرة هي في الاستخدام الأمثل والمدروس، بمعنى أن المشكلة ليست في الوسيلة بحد ذاتها إنما في الوعي والعقلية ومضامين الرسالة الانتخابية ومجمل أبعادها وظروفها واستخدام مجمل ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.

وبهذا الشأن قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور إبراهيم الهدبان إن القنوات الخاصة والمقر الانتخابي والندوات الانتخابية واللقاءات الصحفية كانت في الماضي وسائل المرشحين للوصول إلى الناخبين، لكن وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين فيها استطاعوا إيصال صوت المرشح لعشرات الآلاف من الناخبين دون الحاجة إلى الخروج من منزله أو حتى افتتاح مقر انتخابي.

وأضاف الهدبان أن لعبة الأرقام بدأت بين المرشحين فالمهارة في استخدام «الفيس بوك» و«تويتر» و«تيك توك» وغيرها هي التي قد تُحدث فارقاً في النتائج، مبيناً أن الوعود الانتخابية يمكن إيصالها عن طريق وسائل التواصل دون الحاجة لوجود صحفيين متخصصين أو كتّاب مخضرمين في وقت تكمن المهارة في كيفية تطويع «السوشيال ميديا» لخدمة المرشح.

وذكر أن الهدف من الحملات الانتخابية هو وصول المرشحين لأكبر عدد من الناخبين في الدائرة التي تمثلهم، لكن ربما لا تزال بعض الاعتبارات والمصالح الضيقة للناخبين هي المحرك الأساسي لتصويتهم.

وبيّن أن المرشح يعمل على الوصول لأكبر شريحة من الناخبين كي يخبرهم بما يريدون سماعه، أي الوعود التي يقدمها عن القوانين التي سيحاول المشاركة في إصدارها كي يخدم مصالح ناخبيه.

في المقابل أفاد بأن كثيراً من الناخبين يبحثون عن مصالح ضيقة خاصة بهم حتى لو كانت تتعارض مع القوانين والتشريعات، لاقتناعهم بأن حصولهم على الخدمات لا يمكن أن يترك آثاراً سلبية على الاقتصاد والمالية العامة للدولة.

من جانبه قال الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة الكويت الدكتور ناصر المجيبل، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم طرق التأثير على الناخب خصوصاً إن وجدت المواد الإعلامية التي تلامس وجدان الناخب وعقله.

وأوضح المجيبل أن هذا لا يغني عن التواصل المباشر مع الناخبين نظراً إلى طبيعة المجتمع الكويتي، لكن أعتقد أن التواصل المباشر سيقل تأثيره مع مرور الوقت وسط التغييرات الثقافية والفكرية التي يمر فيها الجيل الشاب في الكويت.

وبسؤاله إن كانت وسائل التواصل الاجتماعي كافية لوحدها في القيام بحملة انتخابية وإنجاح المرشح وفوزه بمقعد نيابي، أوضح أن تلك الوسائل لا تعتبر مؤثراً بذاته بل هي وسيلة لإيصال تأثير السياسي نفسه بالتالي الوسيلة ليست إلا أداة تستخدم لتسويق شخصية سواء كانت مميزة أو غير ذلك.

وأكد حقيقة أن «الإعلام الجديد» سلاح ذو حدين بالنسبة للمرشحين، لأنه لا يمكن التحكم بردة الفعل المقابلة خصوصاً في ظل وجود منافسة انتخابية، فالمرشح كما أنه ينشر رسالة هناك منافسون يعملون على رسالة معاكسة وهذا يجعل الإعلام الجديد ساحة مفتوحة للمعارك لا يمكن تحديد المنتصر فيها إلا بقوة أدواته ورسالته.

بدوره قال الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة الكويت الدكتور يوسف الديحاني، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت عاملاً ومكوناً رئيسياً لكل حملات المرشحين في كل المستويات الانتخابية.

وأضاف الديحاني أنه في الكويت وخصوصاً مع الحجم الهائل لكتلة الناخبين في كل دائرة باتت منصات التواصل الاجتماعي الطريقة المثلى لإيصال وجهة نظر وأطروحة المرشح لشريحة كبيرة من الناخبين لم يكن بسهولة لولاها الوصول إليهم.

وأوضح أن الناخب بمجرد تصفح هذه المنصات يستطيع الدخول والتعرض لآراء ووجهات نظر مرشحين مختلفين مما يثري لديه الحصيلة المعلوماتية، وبالتالي يشكل رأيه بالطريقة التي تتوافق مع تطلعاته.

وذكر أنه في الكويت هناك شريحة لا بأس بها لا تتعامل مع محتوى وسائل التواصل الاجتماعي ولا تبني وجهات النظر عن طريق ما يدور في هذه المنصات، لذلك في الكويت لابد للمرشح ألا يتجاهل الطرق التقليدية في الوصول للناخب.

وأيّد مقولة أن استخدام الإعلام الجديد سلاح ذو حدين بالنسبة للمرشحين لأن وسائل التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لانتشار الشائعات بطريقة سريعة جداً، والفرد الذي يتفاعل مع الشائعات سواء بطريقة واعية أم لا يقوم بنشر هذه الشائعات.

وأشار الديحاني إلى أن الجانب الإيجابي من هذه المنصات أنها تساعد وبطريقة مثالية أن يطلع الناخب على محتوى المرشح وأطروحاته سواء خلال حملته الانتخابية أم قبلها، وفي المقابل المرشح ومن غير بذل جهد كبير كما في السابق يستطيع الوصول لشريحة كبيرة.

وعن كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في قناعات وآراء الناخبين ومحددات ذلك، أوضح أنه بالفعل هناك تأثير كبير ولنضرب مثالاً على ذلك منصة «تويتر» فالتغريدة ذات المحتوى الذي يدعم توجهاً أو رأياً معيناً وحصلت على رقم كبير من إعادة التغريد «ريتويت» والإعجاب أو تم ترويجها من حسابات ذات متابعين كثر تفترض نظرية «دوامة الصمت» أي أن المتابعين الذي يختلفون مع وجهة نظر التغريدة يلتزمون الصمت بالتعبير عن رأيهم خوفاً من العزلة الاجتماعية ظناً منهم أن محتوى التغريدة يمثل الرأي العام.

زر الذهاب إلى الأعلى