الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع باغتيال والي غرب دافور
بعد 48 ساعة من تحذير الأمم المتحدة من تصاعد العنف في إقليم دارفور، وأن ما يشهده قد يرقى إلى «جرائم ضد الإنسانية»، اتّهم الجيش السوداني، اليوم الخميس، قوات الدعم السريع باختطاف واغتيال والي غرب دارفور.
ومع دخول النزاع شهره الثالث، قالت القوات المسلّحة السودانية في بيان إنّها تستهجن التصرّف الغادر الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع المتمرّدة، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، رغم أنّه «لا علاقة له بمجريات الصراع» الدائر منذ شهرين بين الطرفين.
وكان أبكر أحد زعماء حركات التمرّد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020، سعياً إلى وضع حد لنزاع في الإقليم امتد زهاء عقدين.
وجاء مقتل أبكر بعد ساعات من تصريحات أدلى بها لقناة «الحدث» التلفزيونية، واتّهم فيها قوات الدعم السريع بـ«تدمير» مدينة الجنينة.
وقال خلال اتصال هاتفي وأزيز الرصاص يُسمع قربه «الآن أنا أتكلم معكم والهجوم مستمر»، متهماً قوات الدعم بإطلاق قذائف «على رؤوس المواطنين» في الجنينة، حيث كان موجوداً.
ووصف أبكر ولايته بأنّها «منكوبة»، مضيفاً «اليوم الجنينة مستباحة كلّها.. كلّها دُمّرت».
وجاء هذا التطوّر بعد أقل من 48 ساعة على تحذير رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس من أن أعمال العنف في دارفور قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».
وقال بيرتس «مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر أبريل والتي اتخذت أبعاداً عرقية».
وتحدث بيرتس عن «نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية والتي يُزعم أنها ارتُكِبَت من ميليشيات عربية وبعض الرجال المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع. هذه التقارير مقلقة للغاية، وإذا تمّ التحقق منها، فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».
ويضمّ إقليم دارفور نحو ربع سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريباً. في العقدين الماضيين، تسبب النزاع فيه بمقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.
ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات الى الرئيس المعزول عمر البشير وعدد من مساعديه، بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور.
ووصف حزب الأمة القومي، أبرز الأحزاب السياسية في السودان، ما يحدث في الجنينة بأنه «جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان جعلت منها منطقة منكوبة بلا شك، مما يتطلب إعلان ذلك بصورة رسمية لتضطلع المنظمات الدولية بدورها حيال الوضع فيها».
وجاء مقتل أبكر في يوم أتمّ فيه النزاع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو شهره الثاني.
وحوّلت الحرب التي تستخدم فيها كلّ أنواع الأسلحة والطائرات الحربية والمسيرات، العديد من أجزاء البلاد إلى مناطق «منكوبة».