«التليغراف»: البحرية الأمريكية تستعد للحرب في الخليج العربي
ذكرت صحيفة التليغراف في تقرير أن القوات الإيرانية حاولت الصعود على متن سفن تجارية ترفع أعلامًا أجنبية تبحر عبر مضيق هرمز الضيق إلى الخليج أو خارجه، نحو 20 مرة في السنوات الثلاث الماضية، ونجحوا مرتين في غضون أسبوعين فقط هذا الربيع، من الاستيلاء على سفينة اتهموا طاقمها بالاصطدام بسفينة إيرانية، وأخرى زعموا أنها متورطة في نزاع قانوني في إيران.
الناقلة ريتشموند فويجر
وأضافت الصحيفة، أنه بعد فتح الزوارق الحربية الإيرانية النار على الناقلة ريتشموند فويجر التي ترفع علم جزر البهاما في 5 يوليو، فقد البنتاغون صبره، وأعلن أنه سينشر مدمرة ومقاتلات F-16 وF-35 لتعزيز القوات الأمريكية، بما في ذلك مقاتلات F-22 الشبح وزوج من المدمرات، الموجودة بالفعل في الشرق الأوسط.
وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ، إن القوات الإضافية ستدافع عن المصالح الأمريكية وتحمي حرية الملاحة في المنطقة.
مضايقات عمليات الشحن
وأوضحت الصحيفة أن القوات الإيرانية ضايقت عمليات الشحن في الخليج العربي بشكل متقطع لعدة عقود، وأكثر من مرة، تصاعدت المضايقات والرد الأمريكي، إلى حرب بحرية، وفي كل مرة كانت كارثة بالنسبة لطهران.
أحداث عام 1987
ففي عام 1987، حولت البحرية الأمريكية سفينتين نفطيتين إلى قواعد عائمة لقوات العمليات الخاصة، وفي 21 سبتمبر، هاجمت طائرات هليكوبتر أمريكية سفينة إيرانية تزرع الخليج بالألغام المتفجرة، ما أجبر الطاقم على التخلي عن السفينة.
وبعد أيام قليلة، ركزت المروحيات على 3 زوارق دورية إيرانية اشتبه الأمريكيون في أنها تتجه لشن هجوم على ناقلة، وفتحت الزوارق النار وردّت طائرات الهليكوبتر فأغرقتها جميعا.
وبعد 17 شهرًا، وتحديدا في 16 أكتوبر 1987، أصاب صاروخ إيراني ناقلة نفط كويتية، ما أدى إلى إصابة 19 شخصًا، وردا على ذلك أضرمت 4 مدمرات أمريكية النيران في منصتي نفط قديمتين كانت القوات الإيرانية تستخدمهما كقواعد للزوارق السريعة المسلحة.
أحداث عام 1988
ووقع القتال الأكثر دموية بعد 6 أشهر، وتحديدا في 14 أبريل 1988، عندما ضربت فرقاطة أمريكية لغمًا إيرانيًا أثناء مرافقتها للناقلات عبر الخليج العربي، وقادت حاملة الطائرات «يوس إس إس إنتربرايز» هجومًا انتقاميًا قويًا.
وهاجمت مدمرتان أمريكيتان وسفينة هجومية برمائية تحمل كتيبة من مشاة البحرية الأمريكية منصة نفطية كان الإيرانيون يستخدمونها كقاعدة، ثم داهمت زوارق إيرانية سريعة 3 سفن شحن مدنية، ومع انسحاب الإيرانيين، طاردتهم قاذفات إنتربرايز، وأغرقت زورقًا سريعًا بقنابل عنقودية.
وعندما أطلق زورق إيراني صاروخًا مضادًا للسفن على مجموعة من السفن الحربية الأمريكية دون أن يصيبها رد الأمريكيون بإطلاق النار بإغراق الزورق.
واستخدمت طائرات من إنتربرايز قنابل موجهة بالليزر لإغراق طرادة إيرانية وإلحاق أضرار جسيمة بأخرى، وقتل ما لا يقل عن 56 إيرانيًا في القتال.
ولقي اثنان من مشاة البحرية الأمريكية حتفهما عندما تحطمت طائرتهما الهليكوبتر، وانسحب الجيش الإيراني بعد تعرضه للقصف.
القوات الأمريكية في الخليج
وعليه فإن السنوات الماضية لم تكن لطيفة على الأسطولين الإيرانيين، البحرية النظامية والذراع البحري لفيلق الحرس الثوري، إذ لا يزال معظمهم يذهبون إلى البحر في نفس القوارب السريعة والطرادات خفيفة التسليح التي كانت لديهم في الثمانينيات.
وفي المقابل، تشمل الأصول البحرية الأمريكية في الخليج، إضافة إلى المدمرات الثلاث: F-16s و F-22 وF-35 الخفية، ناقلة نفط سابقة بطول 760 قدمًا حولتها البحرية إلى قاعدة عائمة لقوات العمليات الخاصة وطائرات الهليكوبتر.
حرب مفتوحة
وذكرت الصحيفة أنه إذا تصاعدت موجة المضايقات البحرية الحالية إلى حرب مفتوحة، كما حدث في الماضي، فتوقع نفس النتيجة التي حدثت في عامي 1987 و1988، من حرق وإغراق السفن والمنصات الإيرانية ووقوع الكثير من الإيرانيين قتلى.