المجلس الوطني للثقافة يفتتح ورشة عمل لاستخدامات التقنيات والتكنولوجيا النووية في توصيف وحفظ الآثار
بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وخبراء وعلماء آثار
(كونا) – افتتح المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اليوم الأحد، فعاليات ورشة عمل وطنية للاطلاع على استخدامات التقنيات والتكنولوجيا النووية في مجال توصيف وحفظ الآثار بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وخبراء وعلماء آثار، في مكتبة الكويت الوطنية.
وقال الأمين العام للمجلس بالإنابة محمد الجسار في كلمته خلال افتتاح الورشة التي تستمر أربعة أيام، ان الاهتمام بالآثار مهم جداً من ناحية التنقيب عن الآثار ودراستها إذ أن هذا النوع من الورش يساهم بشكل كبير في تطوير مهارات وقدرات العاملين في مجال الاثار والمتاحف.
وأشاد الجسار بجهود المنظمين والمشاركين في هذه الورشة معربا عن أمله بتحقيق نتائج تساهم في تطوير العمل في مجال الآثار وتفيد المهتمين في ذلك.
بدوره قال مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس محمد بن رضا في كلمته ان هذه الورشة جاءت ضمن إطار دورة التعاون التقني المقبلة 2025-2026 لتكون مبادرة تعزز أطر التعاون بين المستويين الوطني والمحلي ومختلف الجهات الوطنية ذات الاهتمام الجاد في مجال الآثار.
وأوضح بن رضا أن الورشة تتضمن جانب نظري في طرح المحاضرات والمناقشات العلمية وجانب عملي في التطبيقات العملية لمحاولة توثيق وتوصيف المقتنيات الأثرية.
وأكد أن الورشة تساهم في رفع مستوى الثقافة والمعرفة لمستخدمي تلك التقنيات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة إذ أن لها دور فعال أيضا في مجالي البحث العلمي وحفظ وتوثيق التراث خاصة في الوقت الحالي لما يشهده من ثورة تكنولوجية عالمية.
ومن جهته قال المفوض التنفيذي للتعاون الدولي وضابط الاتصال الوطني للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤول مختبر القياسات الاشعاعية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور نادر العوضي ان ورشة العمل تهدف إلى رفع الوعي للجهات ذات العلاقة بعلم الاثار حول الإمكانات المتوقعة للتقنيات النووية في توصيف الآثار والعلاج بالإشعاع وسبل الاستفادة من التقنيات النووية في الآثار ودراسة احتياجات الكويت لهذه التقنيات.
وأضاف العوضي أن الورشة تهدف أيضا إلى إجراء مسح للاحتياجات الوطنية وتحديد المتطلبات الوطنية ذات الأولوية مع الأخذ في الاعتبار القدرة الحالية والمخطط لها للتقنيات النووية في مختبرات القياس الإشعاعي التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية.
وذكر ان الكويت أحرزت بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقدما ملموسا في تسخير العلوم والتكنولوجيا النووية في مختلف المجالات ذات الأهمية منها الاجتماعية والاقتصادية الوطنية تحت رعاية مكتب الاتصال الوطني الذي يستضيفه معهد الكويت للأبحاث العلمية منذ عام 2002.
وأشار إلى العلاقة الوطيدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أدت إلى تحقيق إنجازات كبيرة في مجموعة واسعة من تطبيقات الإشعاع والتكنولوجيا النووية بدءا من قطاعات الصحة والمياه والزراعة مرورا بالأنشطة الصناعية وحماية البيئة وغيرها.
وبين انه على سبيل المثال يمكن استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي النووي (NMR) لتحديد وجود مواد عضوية تحت الأرض مثل العظام أو الخشب كما يمكن استخدام تقنية المسح الضوئي بالأشعة السينية (XRF) لتحديد وجود المعادن في التربة والتي قد تكون مؤشرا على موقع أثري.
وفي التحليل أفاد بأن التقنيات النووية تساعد في تحليل القطع الأثرية لتحديد تكوينها وتاريخها على سبيل المثال يمكن استخدام تقنية التأريخ بالكربون المشع لتحديد عمر القطع الأثرية كما يمكن استخدام تقنية التصوير المقطعي المحوسب (CT) لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية مما يساعد على فهم بنائها الداخلي.
ولفت العوضي إلى أن التقنيات النووية تعد أداة قيمة لأخصائيي علم الآثار إذ تساعدهم على اكتشاف وتحليل وحفظ القطع الأثرية وتستخدمالتقنيات النووية في مجال علم الآثار لأغراض عديدة منها التنقيب والتي تساعد في اكتشاف المواقع الأثرية التي قد تكون غير مرئية للعين المجردة.
وأشار إلى أن التقنيات النووية تساعد في الحفاظ على القطع الأثرية من التلف من خلال استخدام تقنية المعالجة الإشعاعية لقتل البكتيريا والفطريات التي قد تضر بالقطع الأثرية كما يمكن استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي النووي (NMR) لإصلاح الشقوق والتصدعات في القطع الأثرية.
وأعرب عن ثقته بنتائج الورشة التي سينتج عنها توصيات لإعداد استراتيجية تعزز التعاون على المستوى الوطني والدولي بين مختلف الجهات المهتمة بالآثار وتطوير البنية التحتية البحثية المطلوبة بالإضافة إلى صياغة مفهوم مشروع تعاون فني وطني للكويت يترجم هذه الاستراتيجية لتقديمها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار دورة برنامج التعاون التقني المقبلة 2025-2026.