(كونا) — اختتمت في إسبانيا اليوم الخميس أعمال قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي ركزت على الوحدة في مواجهة “العدوان الروسي” ومواصلة دعم أوكرانيا وتقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني لها.
واستضافت مدينة (غرناطة) جنوبي إسبانيا أعمال الاجتماع الثالث للمجموعة بمشاركة قادة 45 دولة وليس 47 دولة كما كان مقررا بسبب غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس أذربيجان إلهام علييف بينما شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاجتماع وطالب القادة الأوروبيين بمزيد من المساعدات لأوكرانيا.
وشهد الاجتماع أربع مجموعات عمل تناولت ثلاث قضايا رئيسية كانت الرقمنة أحدها مع التركيز على الذكاء الاصطناعي باعتباره قضية رئيسية للمستقبل سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارج حدوده وكذلك ضرورة قيادة أوروبا للتحول الرقمي مع احترام الحقوق الأساسية وضمان المساواة في الوصول للأوروبيين.
وتناولت مجموعة العمل الثانية قضايا الطاقة والبيئة والتحول البيئي وكيفية تحقيق الأهداف المناخية لعام 2050 فيما تناولت مجموعتا العمل الثالثة والرابعة قضايا التعددية والتحديات الجيوسياسية والحرب في أوكرانيا والنزاعات الأخرى في القارة.
وبعد انتهاء مجموعات العمل اتيحت مساحة لعقد اجتماعات ثنائية بين المشاركين وكان الاجتماع بين الزعيمين الأذربيجاني والأرميني الأكثر ترقبا على أمل تقريب وجهات النظر بين الطرفين لكن رئيس أذربيجان إلهام علييف قرر عدم المشاركة في القمة التي كان من المقرر ان تتناول نزاع إقليم (ناغورنو كاراباخ).
وعقب انتهاء أعمال الاجتماع توجه القادة إلى (قصر الحمراء) لإجراء زيارة خاصة وهناك التقوا مع ملك إسبانيا فيليبي السادس للالتقاط الصورة الجماعية للمشاركين في غياب زيلينسكي الذي عاد إلى أوكرانيا بعد اجتماع ثنائي مع الملك.
وقال رئيس الوزراء الاسباني المنتهية ولايته والمرشح لولاية جديدة بيدرو سانشيز في تصريح على هامش القمة ان (قصر الحمراء) هو أفضل واجهة لإسبانيا وأفضل مكان لتجمع القادة الأوروبيين لأنه رمز للحضارة والتعايش السلمي.
ودعي زعماء 20 دولة للمشاركة في الاجتماع إلى جانب قادة دول التكتل ال 27 وكذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي أعرب عن اسفه لقرار تركيا وأذربيجان عدم المشاركة في القمة.
وعقدت القمة وسط حراسة أمنية مشددة حيث يشارك في الجهاز الأمني في المدينة الأندلسية 5000 عنصر في قوات الأمن فيما تم أيضا ولأسباب أمنية إغلاق المطار الدولي وكذلك (قصر الحمراء) الذي يستقبل 8000 زائر يوميا لمدة ثلاثة أيام.
وتستمر تلك الإجراءات يوم غد الجمعة حيث تستضيف المدينة الأندلسية أيضا الاجتماع غير الرسمي للمجلس الأوروبي بمشاركة رؤساء الدول والحكومات ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لبحث قضيتين أساسيتين هما الاستقلال الاستراتيجي المفتوح وقضية توسيع الاتحاد الأوروبي كما ستتناول القمة أيضا الحرب في أوكرانيا والهجرة غير القانونية.
وتعد (المجموعة السياسية الأوروبية) ترجمة لفكرة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو 2022 في خضم صراع متنام مع روسيا بسبب الحرب التي تشنها على أوكرانيا بهدف التنسيق السياسي بشأن التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة وتقديم صورة أوروبية جامعة في مواجهة التحديات وتعزيز الامن والازدهار.
وجاء الاجتماع الأول للمجموعة في السادس من أكتوبر من العام الماضي في العاصمة التشيكية (براغ) بمشاركة 44 دولة فيما جاء الثاني مطلع شهر يونيو الماضي في العاصمة المولدوفية (كيشيناو) بمشاركة 47 زعيما وهدف إلى إظهار جبهة أوروبية موحدة في مواجهة الحرب الروسية في أوكرانيا وتأكيد الدعم الأوروبي لطموحات تلك الدولة.
وتعد المجموعة هيئة استشارية أوروبية تقدم مساحة عملية للتشاور والعمل المشترك مع الدول التي انسحبت من الاتحاد مثل المملكة المتحدة أو تلك الطامحة لدخول فضائه كما انها منصة لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز الامن والاستقرار وتوفير مساحة للقاءات الثنائية وتعزيز الحوار السياسي ومعالجة القضايا العالقة.