طوفان الأقصى.. خسائر بمليارات الدولارات واستنزاف اقتصادي للاحتلال الإسرائيلي
أرفف الأسواق خالية.. تقييد شراء المياه والخبز والحليب
• الشيكل يتجاهل تدخلات بنك إسرائيل ويتراجع إلى قاع 2016
كبدت معركة طوفان الأقصى الاحتلال الإسرائيلي خسائر بمليارات الدولارات وأوقعت استنزافا اقتصاديا كبيرا له، حسب إبراهيم الخصاونة استشاري شؤون مالية واقتصادية للشرق الأوسط.
وقال الخصاونة في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر: “بدأنا نسمع عن مطالبات مالية تصل إلى 8 مليارات دولار وقد تتجاوز ذلك، وسمعنا عن فرقاطة أمريكية ستأتي لشرق البحر الأبيض المتوسط على متنها نحو 5 آلاف جندي هؤلاء لهم تكلفة أيضا”.
وأضاف: “الـ8 مليارات دولار التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدة أولية بالإضافة إلى المساعدات العسكرية ومنها ترميم القبة الحديدة التي انهارت أمام أناس يستخدمون أدوات بسيطة وبدائية، ودخلوا بمظلات بمراوح بدائية يستخدمها أي محل ميكانيكي في فلسطين، هذه الأدوات التي استخدمت أحدثت استنزافا اقتصاديا كبيرا للاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع: “نتحدث عن 8 مليارت مساعدات عاجلة إلى جانب المساعدات العسكرية التي يمكن أن تتجاوز الملياري دولار، بالإضافة إلى خسائر القطاع السياحي وقطاع الطيران والقطاع الاقتصادي الذي شل تماما في مناطق الغلاف ومناطق أخرى وحتى تل أبيب”.
وختم الخصاونة حديثه بالقول: “كل هذا الشلل الذي أصاب العدو له تكلفة اقتصادية كبيرة يجب ألا يغفل عنها من يريد أن يحكم ضميره: لمن الكفة الراجحة الآن؟”.
تقييد شراء المياه والخبز والحليب في إسرائيل
أعلنت “شوفرسال”، وهي أكبر سلسلة لمتاجر البقالة في الكيان الصهيوني، ، تقييد شراء المنتجات الغذائية الأساسية بسبب تزايد الطلب عليها.
وقال المدير العام للسلسلة أوري فاترمان لهيئة البث والاذاعة الإسرائيلية “بسبب الأعباء الثقيلة والصعوبات والنقص في عدد من المنتجات، قررنا تقييد شراء منتجات الغذاء الأساسية، مثل المياه والبيض والخبز والحليب”.
وجاءت الخطوة بعد أن أوصت الجبهة الداخلية في إسرائيل السكان بالتزود بالمياه والمنتجات الغذائية لمدة تكفي 72 ساعة، قبل أن يتم حذف المدة الزمنية لاحقا.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا تُظهر خلو أرفف المتاجر من المنتجات الغذائية.
وشهدت المتاجر في الكيان الصهيوني زحاما كبيرا بعد توصية رسمية بتخزين كميات كبيرة من الماء والغذاء (مواقع التواصل)
بدوره، قال رئيس سلطة الطوارئ القومية في وزارة الأمن يورام لاردو للقناة 14 الإسرائيلية إن “الإقبال المُبالَغ فيه من الجمهور على المحال التجارية” هو سبب الأزمة.
وأوضح أنه “لا يوجد نقص في المواد الغذائية”، مضيفا أنه “إذا استمر هذا الإقبال المُبالَغ فيه فحينها سيستمر النقص”.
ولكن لاردو أشار إلى أن بعض العاملين في المتاجر تلقوا استدعاء للجيش.
وقال “لا يوجد مبرر لهذا الإقبال، وأحد أهم الأمور المطلوبة هو تهدئة الجمهور وأن يفهموا أن كل شيء متوافر”، مضيفا أنه في “اللحظة التي يعود فيها الشراء إلى طبيعته، نستطيع إعادة تعبئة الرفوف”.
الشيكل يتراجع إلى قاع 2016
تراجع سعر صرف الشيكل الإسرائيلي، إلى أدنى مستوياته أمام الدولار الأمريكي منذ 2016، متجاهلا محاولات بنك إسرائيل الحفاظ على استقرار العملة المحلية.
وبحسب بيانات أسعار الصرف في التعاملات الآسيوية يباع الدولار الأمريكي بـ3.95 شيكلات، وهو أدنى مستوى له منذ جلسة 29 يناير 2016.
وطغت الضغوط السياسية والأمنية التي تواجهها إسرائيل بسبب الحرب على قطاع غزة وتصاعد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان، على جهود بنك إسرائيل في الحفاظ على سعر صرف مستقر.
وأعلن بنك إسرائيل عن برنامج للحفاظ على الشيكل من التقلبات الناجمة عن معركة طوفان الأقصى، عبر بيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من العملات الأجنبية في الأسواق المحلية.
وإضافة إلى البرنامج الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار، وينفّذ حسب الضرورة، سيوفر البنك السيولة للسوق من خلال آليات المبادلة في السوق بما يصل إلى 15 مليار دولار، وفق بيان صدر عنه.
وأشار إلى أنه سيعمل في السوق خلال الفترة المقبلة، من أجل تخفيف التقلبات في سعر صرف الشيكل، وتوفير السيولة اللازمة لاستمرار حسن سير عمل الأسواق.
وأطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية في قطاع غزة، السبت معركة طوفان الأقصى، ردًّا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم، ولا سيما المسجد الأقصى.
ومقابل ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية السيوف الحديدية وواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشة متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ العام 2006.