انطلاق الجلسة العامة للاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بمشاركة الكويت
(كونا) — انطلقت اليوم الجمعة بمراكش أعمال الجلسة العامة للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمشاركة وفود الدول الاعضاء بينها وفد دولة الكويت الذي يرأسه وزير المالية فهد الجار الله.
ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس في رسالة موجهة إلى المشاركين إلى إعادة النظر في المنظومة المالية الدولية” والعمل على تحسينها لتصبح أكثر انصافا واستيعابا لمصلحة الجميع مؤكدا أن التصدي للتحديات العالمية يتطلب حلولا عالمية.
وأشار إلى أن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة تستدعي “إصلاح المؤسسات والقواعد التي تحكم نظام تعدد الأطراف مبينا أنه “لئن كان قدرنا أن نحيا جميعا في هذا الكوكب فلا سبيل لأي بلد ليبني مستقبله بمعزل عن مراعاة مصائر بقية البلدان”.
وشدد على ضرورة إعادة ضبط القواعد والاطر المنظمة لمعالجة إشكالية المديونية بما يجعلها تراعي ما تعانيه الفئة اأكثر مديونية من الدول ذات الدخل المنخفص من إكراهات تحد من قدرتها على المبادرة ومواجهة التحديات.
ومن جانبه أكد رئيس الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتن لعام 2023 وزير المالية الأوكراني سيرغي مارشينكو أن ثمة تحديات ضاغطة ترخي بظلالها على الاقتصادات العالمية من معالهما تباطؤ النمو وارتفاع التضخم والصدمات المناخية ونقص الغذاء.
وأشار إلى آثار هذه التحديات على بلدان العالم لاسيما البلدان ذات الدخل المنخفص والمتوسط ما يدعو إلى البحث عن تنويع مصادر التمويل لتمكين هذه الدول من الحصول على التمويلات اللازمة لتجاوز اثار التحديات مؤكدا أهمية دور البنك وصندوق النقد الدوليين في توفير الحلول لهذه التحديات.
بدوره شدد رئيس البنك الدولي اجاي بانغا على أن العالم يشهد حالة من اللايقين لاسيما على المستوى الاقتصادي تتمثل أساسا في تراجع النمو وانعدام الأمن الغذائي وانتشار الفقر والهشاشة والأزمات المناخية مشيرا إلى أن اندلاع الصراعات والحروب فاقمت من هذه الأوضاع وزادتها سوءا.
وأوضح أن هذه التحديات أدت إلى تفاقم حالة عدم المساواة وضعف النمو الاقتصادي لاسيما في البلدان النامية حيث تراجع النمو من 6 إلى 5 بالمئة خلال العقدين الأخيرين وقد تصل هذه النسبة إلى 4 بالمئة علما أن خسارة واحد بالمئة من النمو يدفع 50 مليون نسمة إلى الفقر و100 مليون إلى الفقر المدقع.
وأكد أن التزام البنك الدولي إزاء هذه التحديات يملي عليه إعادة النظر في طريقة اشتغاله لكي يستجيب لها بما يلزم من الفعالية لافتا إلى “وجود رؤية جديدة لدى البنك تشيع التفاؤل وتتطلع إلى إيجاد عالم ينعم بمقومات التنمية وخال من الفقر”.
وذكر أن البنك ماض في تعزيز أدواته المالية لزيادة قدرته على التمويل والاقراض من أجل الاستجابة للتحديات المطروحة لاسيما في مجال مكافحة الفقر والتغير المناخي وإشكالية الدين مبينا أن من شأن تعزيز هذه الأدوات أن تزيد قدرة البنك على الاقراض ب 150 مليار دولار على مدى العقد الحالي.
ومن جانبها قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستيالينا غورغييفا إن العالم يمر بمخاطر وتحديات تؤثر أكثر على الفئات الأكثر ضعفا في العالم فالتضخم وتراجع النمو والفقر والتغير المناخي هي عوامل تكرس فجوة التباعد بين البلدان وداخلها لافتا إلى أن الاجراءات “التي سنتخذها معا هي ما سيحدد مساراتنا الاساسية في المستقبل”.
وتشكل تحديات التغير المناخي والفقر والأمن الغذائي أهم محاور الاجتماعات السنوية للمؤسستين الماليتين الدوليتين لبحث إمكانيات انفتاح هاتين المؤسستين على دعم الدول منخفضة ومتوسطة الدخل وفق شروط مساعدة ومرنة بما يؤدي إلى تجاوز الاشكالات الاقتصادية والاجتماعية والانخراط في دينامية التنمية المستدامة.