خبراء أميركيون: لهذا السبب سقطت إسرائيل في «فخ» حماس
• «الحركة» اتبعت إجراءات قديمة لإخفاء التخطيط لهجومها المباغت
قالت شبكة «CNN»، إن مسؤولين ومشرّعين أميركيين كشفوا أن السبب الرئيسي وراء إخفاق إسرائيل في التصدي للهجوم المباغت الذي شنته فصائل فلسطينية السبت الماضي، هو «الاستهانة بالتهديد الذي تشكّله حماس»، وكذلك «عدم الالتفات إلى مؤشرات أظهرت أن الحركة كانت تخطط لعملية واسعة النطاق».
وذكرت الشبكة الأميركية، الجمعة، استناداً إلى مقابلات أجرتها مع عشرات المسؤولين الحاليين والسابقين في الاستخبارات، والجيش، والكونجرس، أن حركة «حماس» على الأرجح أخفت تخطيط العملية باتباع إجراءات قديمة لمكافحة التجسس، مثل عقد اجتماعات التخطيط وجهاً لوجه والابتعاد عن الاتصالات الرقمية التي يُمكن تعقب إشاراتها من قبل الإسرائيليين.
ومع ذلك، يعتقد مسؤولون أميركيون أن «إسرائيل استهانت بالتهديد الذي تشكله حماس»، ولم تقر بالمؤشرات الأساسية التي أظهرت الحركة كانت تخطط لعملية واسعة النطاق.
وأشارت «CNN« إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أخفقوا في اكتشاف أن عمليات التدريب الروتينية التي تجريها «حماس»، مؤشر على أن الحركة تستعد لهجوم وشيك.
وخلص تحقيق أجرته الشبكة الأميركية إلى أن «مقاتلي حماس تدربوا على الهجوم في ستة مواقع على الأقل في جميع أنحاء غزة، من بينها موقع يوجَد على بعد أقل من ميل واحد من حدود إسرائيل».
ونقلت عن مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية الأميركية قوله: «كانت هناك العديد من المؤشرات على حدوث تغيير في موقف حماس، ثم التحول أكثر في الخطاب والموقف العلنيين نحو العنف والهجمات بشكل عام».
ولفتت «CNN» إلى أن موقف الإدارة الأميركية لم يعكس خلال الفترة السابقة للهجوم «شعوراً متزايداً بالقلق» من إمكانية اندلاع أعمال عنف، مشيرة إلى أن «التقييم السنوي للتهديدات العالمية« الذي تجريه أجهزة الاستخبارات والصادر في فبراير الماضي، «لم يذكر حركة حماس».
وفي 29 سبتمبر الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن «منطقة الشرق الأوسط أصبحت أكثر هدوءاً في الوقت الراهن، مما كانت عليه منذ عقدين من الزمن».
وأضاف سوليفان: «التحديات لا تزال قائمة»، مُشيراً إلى «التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وتابع: «لكن الوقت الذي أقضيه حالياً لمعالجة الأزمات والصراعات في الشرق الأوسط انخفض بشكل كبير، مقارنة بأي من أسلافي الذين عملوا منذ 11 سبتمبر».
ووفقاً للتقرير، امتنعت «حماس» عن الدخول في اشتباكين صغيرين على الحدود وقعا العام الماضي بين إحدى الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. واعتقدت الأخيرة أن سياستها المتمثلة في تقديم تصاريح عمل لسكان غزة والسماح للأموال القطرية بدخول البلاد قد أدّت إلى تهدئة الحركة، وفقاً للتقرير.
وقال مسؤول استخباراتي سابق لـ«حماس»، إن نجاح عملية «حماس» ربما يفوق توقعات الحركة. فيما رجح مصدر آخر مطلع على المعلومات الاستخباراتية الحالية: «أن (النتائج) فاقت توقعات حماس بشكل كبير. كانوا يعتقدون أن الهجوم سيؤدي إلى سقوط العشرات. لكنهم لم يعتقدوا أبداً أن الأمر سيصل إلى المستوى الذي وصل إليه».
وقبل 6 أيام من الهجوم المباغت على بلدات ومستوطنات إسرائيلية، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، في مقابلة إذاعية إن «حماس مقيدة للغاية، وتدرك جيداً عواقب استمرار المواجهة».
وسقط نحو 1950 شخصاً في قطاع غزة، بينهم 580 طفلاً على الأقل، وجرح نحو 7400 جراء القصف الإسرائيلي المكثف، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، فيما سقط من الجانب الإسرائيلي 1300 شخص منذ بدء هجوم الفصائل، وتجاوز عدد الجرحى 3200، فيما احتجز عشرات الرهائن.