أزمة خبز وغذاء متفاقمة في غزة مع استمرار الحصار المشدد
يعاني قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي من تشديد الحصار واستمرار قطع الكهرباء والمياه وصعوبة إجراء الاتصالات، وهو ما اعتبرته دول وحكومات “سياسة عقاب جماعي”.
وبينما انتشرت مشاهد الزحام في غزة أمام المستشفيات، نظرًا لكثرة الضحايا الذي يقعون جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة، انتشرت أيضًا مشاهد زحام على أبواب المخابر والأسواق، بالرغم من إمكانية قصفهم من طائرات الاحتلال، إلا أن تحدي السكان لهذه الظروف دليل على كبر الأزمة ونقص الغذاء، وفقاً لـ «الجزيرة».
وروى مواطنون للجزيرة مباشر، المعاناة اليومية بسبب الحصار المشدد، وقال أحدهم “هذه طوابير ناس بدها تاكل خبز، كمان يومين لن تجده، عشان مش حتلاقي طحين”، وأردف قائلا إن الصورة أبلغ من أي كلام.
وعبّر آخر عن حال المدنيين بقوله “لا مياه، ولا كهرباء، ولا إنترنت، لا نتواصل مع الناس برة، ولا حتى مع الناس اللي جوة، مشردين بالمحافظة”.
وتساءل المواطن مخاطبا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي “هل في قوانينكم ان مليون مواطن يتشرد؟ هل في قوانينكم تقطعوا كهرباء عن المواطنين؟ هل في قوانينكم تقصفوا البيوت فوق سكانها؟”، مضيفًا “هذه مهزلة”.
وبينما يحاول الخبازون قدر وسعهم، ووفق إمكانياتهم أن يمدوا السكان باحتياجاتهم الغذائية مع قطع الكهرباء والمياه والوقود، اشتكت سيدة أخرى جاءت إلى المخبز بحثًا عن خبز لأطفالها من أنها لم تجده.
ويتكاتف المواطنون في غزة من أجل إيصال المتاح من الماء والغذاء، لكن الموارد الموجودة تنفد كل دقيقة في مواجهة تزايد الاحتياجات، ووصفت السيدة صعوبة الأيام الأخيرة في غزة “أطفال بتموت، لا مياه، ولا حمامات، ولا خبز للأطفال، هادي مش حياة، مش عيشة”.
وصباح اليوم، أعلنت سلطات الاحتلال، استئنافها إمداد جنوب قطاع غزة بالمياه بعد أسبوع من توقفها، وذلك لدفع السكان للنزوح من الشمال حيث تكثف عدوانها وغاراتها الجوية، لكن المتحدث باسم داخلية غزة قال للجزيرة مباشر إن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ولليوم التاسع على التوالي منذ 7 أكتوبر الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 2450 فلسطينيًا، وأصاب 9200 آخرين، بحسب وزارة الصحة.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.