«غوغل» تتهم موظفاً مسلماً لديها بدعم الإرهاب
بسبب رسالة احتجاج جماعية ضد تعاون الشركة مع الكيان الصهيوني
تعرض موظف مسلم يعمل في شركة «غوغل» للاستجواب من قبل الموارد البشرية بالشركة، بسبب مزاعم تتهمه بتأييد الإرهاب، على إثر رسالة احتجاج جماعية قدمها مع موظفين لشركة التكنولوجيا العملاقة بسبب تعاونها مع الحكومة الإسرائيلية، وفق ما نقل موقع The Intercept الاستقصائي الأميركي.
وقال محمد خاتمي، وهو مهندس برمجيات في شركة غوغل، إنه كان المسلم الوحيد بين موظفي الشركة الذين وزعوا العريضة، والوحيد الذي ينتمي إلى دولة من الشرق الأوسط، وهو أيضاً الشخص الوحيد الذي استدعته إدارة الموارد البشرية لاستجوابه بشأنها.
كان خاتمي عبّر عن احتجاجه على مشروع «نيمبوس» Nimbus، وهو مشروع مثير للجدل بلغت قيمة عقده 1.2 مليار دولار، وأبرمته غوغل مع الحكومة الإسرائيلية وجيشها لتوفير أحدث أدوات الحوسبة السحابية والتعلم الآلي.
ومنذ الإعلان عن مشروع «نيمبوس» قبل عامين، أثار المشروع انتقادات واسعة النطاق داخل غوغل وخارجها، واستدعى احتجاجات قادها الموظفون وتحذيرات من جماعات حقوقية وخبراء في شؤون المراقبة والتجسس من أنه مشروع يمكن استخدامه في تعزيز اضطهاد دولة الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين.
وأرسل خاتمي، رسالة بريد إلكتروني إلى قائمتين من قوائم البريد الإلكتروني الداخلية لموظفي الشركة، في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقال فيها إن مشروع نيمبوس مشارك في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني، وهي انتهاكات تتفق مع سياق ممتد على مدى 75 عاماً آل بالصراع إلى ما حدث في 7 أكتوبر.
وانتشرت الرسالة الداخلية ووزعها الموظفون المناهضون لمشروع «نيمبوس جوجل» من خلال قوائم البريد الإلكتروني للشركة، وقالوا فيها إن شركة جوجل يمكن أن تُتهم بناءً على هذا التعاون بأنها «متواطئة فيما سيتذكره التاريخ على أنه حملة إبادة جماعية».
بعد مرور 12 يوماً من نشر الرسالة، أخبر قسم الموارد البشرية في جوجل خاتمي أنه حدد موعداً لاستدعائه والاجتماع به، ثم سُئل خلال الاجتماع إذا كانت الرسالة التي أرسلها ترمي إلى «تبرير الإرهاب الذي وقع في 7 أكتوبر».
بدوره، قال خاتمي لموقع «ذا إنترسبت» إنه لم ينزعج فقط مما وصفه بمحاولة شركة جوجل أن تضيِّق على معارضة مشروع نيمبوس، بل زاد على ذلك شعوره بالتحيز ضده بسبب دينه وعرقه.
على الرغم من أن الرسالة شارك في صياغتها وتوزيعها داخلياً مجموعة من موظفي جوجل المناهضين لنيمبوس، إلا أن قسم الموارد البشرية لم يستدعِ إلا خاتمي من بين هؤلاء الموظفين، وفقاً لما قاله خاتمي وجوش ماركسن، وهو موظف آخر شارك في توزيع العريضة الاحتجاجية.
لم يكشف خاتمي عما آل إليه اجتماعه بالموارد البشرية، إلا أنه قال إن الاجتماع كان صدمة له، مضيفاً: «كان الأمر شديد الاستنزاف عاطفياً، حتى إنني بكيت في آخر الاجتماع».
وقال خاتمي للموقع الأمريكي: «أنا الموظف المسلم والشرق أوسطي الوحيد الذي أرسل تلك الرسالة الإلكترونية»، لكن من «الغريب أنني الوحيد الذي استدعاه قسم الموارد البشرية؛ لأن بعضهم قال إنني أؤيد الإرهاب أو أبرره».
يقول الموقع الأمريكي إنه اطلع على رسالة بريد إلكتروني مشابهة أرسلها ماركسن في 18 أكتوبر أيضاً، وعلى الرغم من أن رسالة ماركسن اختلفت في بعض الأمور الصغيرة عن رسالة خاتمي، إلا أن الرسالتين تربطان هجوم 7 أكتوبر بمعاملة إسرائيل للفلسطينيين قبل هذا الهجوم.
يأتي هذا الحادث بعد عام واحد فقط من تصريح أرييل كورين، الموظفة السابقة في جوجل، بأن الشركة حاولت إجبارها على الانتقال للعمل في البرازيل لأنها نظَّمت أول احتجاج على مشروع نيمبوس.
وقد استقالت كورين بعد ذلك احتجاجاً على هذه الضغوط، واستمرت في الاعتراض العلني على المشروع.
وعلى الرغم من الاحتجاجات، لا يزال مشروع نيمبوس قائماً، ومن أسباب ذلك أن الشروط التعاقدية التي وضعتها إسرائيل في العقد تمنع جوجل من قطع الخدمة إذا تعرضت لضغوط سياسية أو حملات مقاطعة.