مسؤولة رفيعة في الـ «سي آي إيه» تنشر صورة داعمة لفلسطين
فايننشيال تايمز: إعلان سياسي نادر أثار مخاوف إدارة بايدن
كشف تقرير لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، الثلاثاء 28 نوفمبر 2023، أن مسؤولة كبيرة بوكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه»، نشرت صورة مؤيدة لفلسطين على فيسبوك، بعد أسبوعين فقط من عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي.
الصحيفة وصفت ذلك بأنه بيان سياسي علني «نادر» لضابط استخبارات كبير بشأن الحرب التي أثارت انشقاقاً وخلافات داخل إدارة الرئيس جو بايدن.
حيث قامت نائبة مدير وكالة الاستخبارات للتحليل، بتغيير صورة غلافها على فيسبوك في 21 أكتوبر الماضي، إلى صورة رجل يلوح بالعلم الفلسطيني، في إشارة إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، في حين لم تذكر الصحيفة اسم المسؤولة الأمريكية بسبب «قلق» وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن سلامتها.
المسؤولة نفسها وفي منشور منفصل عبر فيسبوك أيضاً، نشرت صورة شخصية مع ملصق مكتوب عليه «فلسطين حرة» مثبتاً على الصورة، في حين قال أحد الأشخاص المطلعين على الصورة إنها نُشرت على فيسبوك منذ سنوات وقبل وقت طويل من الصراع الحالي، وفق فايننشيال تايمز.
ولفتت الصحيفة إلى أن نشر صور سياسية بشكل مفرط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبر خطوة «غير عادية للغاية» بالنسبة لمسؤول استخباراتي كبير.
يأتي ذلك مع تصاعد التوترات داخل الإدارة الأميركية حول ما إذا كان ينبغي للرئيس جو بايدن ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لوضع حد لعدوانها على قطاع غزة.
لكن الصحيفة نقلت عن شخص مطلع، أن مسؤولة الاستخبارات «محلّلة محترفة تتمتع بخلفية واسعة في جميع جوانب الشرق الأوسط»، معتبراً أنه «لم يكن المقصود من هذا المنشور [العلم الفلسطيني] التعبير عن موقف بشأن الصراع»، وأضاف أنها نشرت كذلك منشورات على فيسبوك تتخذ موقفاً ضد معاداة السامية.
ولم تستجِب مسؤولة وكالة المخابرات المركزية لمحاولة الوصول إليها عبر موقع «لينكدإن»، لكنها حذفت، أمس الإثنين، الصور المؤيدة لفلسطين والمشاركات غير ذات الصلة من العام ونصف العام الماضيين من صفحتها، بحسب الصحيفة.
فيما أعرب أربعة من مسؤولي المخابرات السابقين عن «دهشتهم» من قيام أحد نائبي المدير المساعدين التابعين لرئيس قسم التحليل، بنشر صورة على فيسبوك تظهر وجهات نظرها السياسية «الواضحة» بشأن قضية «مثيرة للخلاف».
وكانت مسؤولة الاستخبارات نفسها في السابق تشرف على إنتاج الموجز اليومي للرئيس، وهو عبارة عن مجموعة من المعلومات الاستخبارية السرية للغاية التي يتم تقديمها إلى الرئيس في معظم الأيام.
كما أن نائب مدير وكالة المخابرات المركزية للتحليل ومساعديه مسؤولون عادة عن الموافقة على جميع التحليلات المنشورة داخل الوكالة.
في السياق ذاته، نقلت فايننشيال تايمز عن مسؤول استخباراتي سابق قوله: «إن النشر العلني لبيان سياسي مثير للجدل بشكل واضح من قبل مدير تحليلي كبير في منتصف الأزمة يظهر سوء تقدير واضحاً»، مضيفاً أن بعض أعضاء مجتمع الاستخبارات كانوا قلقين من أن المنشور يعبر عن تحيز يمكن أن يقوض عمل مديرية التحليل التابعة للاستخبارات الأمريكية.
بدورها، قالت وكالة المخابرات المركزية في بيان لها: «إن ضباط وكالة المخابرات المركزية ملتزمون بالموضوعية التحليلية، التي هي جوهر ما نقوم به كوكالة. قد يكون لدى ضباط وكالة المخابرات المركزية وجهات نظر شخصية، لكن هذا لا يقلل من التزامهم، أو التزام وكالة المخابرات المركزية، بالتحليل غير المتحيز».
يشار إلى أن حملة الدعم القوية التي قدّمها بايدن لإسرائيل، في الوقت الذي شنت فيه قوات الاحتلال تدميراً غير مسبوق في غزة أدى لسقوط أكثر من 15 ألف شهيداً؛ أدّت إلى انقسام الموظفين في الإدارة الأمريكية.
كما استضاف كبار المسؤولين جلسات استماع مع الموظفين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الأخرى، في محاولة لفهم ومحاولة تهدئة مخاوفهم بشأن نهج الرئيس وعدم ضغطه على إسرائيل لوقف إطلاق النار.
ويشهد قطاع غزة منذ صباح الجمعة 24 الشهر الحالي، هدنة مؤقتة استمرت 4 أيام، وأُعلن مساء أمس الإثنين تمديدها يومين إضافيين، تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى بين «حماس» والاحتلال الإسرائيلي، بموجب وساطة قطرية مصرية أمريكية.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 15 ألف شهيد فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و«كارثة إنسانية غير مسبوقة»، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.