2.8 مليون أسرة في بريطانيا «لم تدفع فواتيرها الأساسية» خلال شهر
يرزح البريطانيون تحت وطأة تبعات جائحة كورونا الممتدة وارتدادات الحرب في أوكرانيا، مثلهم في ذلك مثل عديد من البلدان الأوروبية التي تواجه تلك التداعيات بآثار تنعكس مباشرة على كلفة المعيشة، غير أن المملكة المتحدة تتفرد بمعاناة أخرى مرتبط بتبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي والترتيبات التالية لذلك الخروج.
ومن ثمّ تبزغ أزمة تكلفة المعيشة في البلاد بشكل لافت، ورغم الخطوات التي اتخذها بنك انكلترا من أجل كبح جماح التضخم، والذي كان من أول البنوك المركزية التي اتجهت لرفع الفائدة، وفقاً لـ «CNBC عربية».
وكتعبير عن أزمة تكلفة المعيشة، كشف استطلاع حديث عن أن أسرة واحدة من كل عشر أسر بريطانية «لم تتمكن من سداد فواتيرها الأساسية».
ومع استمرار أزمة تكلفة المعيشة، تشير البيانات إلى أن ما يقرب من واحدة من كل 10 أسر في المملكة المتحدة فشلت في دفع فاتورة كبيرة في الشهر المنتهي في 10 نوفمبر، وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ أبريل 2020، طبقاً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وبحسب أحدث أبحاث «تتبع رؤية المستهلك» التي أجرتها مجموعة المستهلكين، والتي نُشرت يوم الاثنين 4 ديسمبر، قالت 9.8٪ من الأسر التي تم سؤالها إنها فاتتها أو تخلفت عن سداد قرض أو بطاقة ائتمان أو سكن أو سداد فاتورة الأسرة خلال الشهر.
وقالت هيئة المستهلك إن أبحاثها تشير إلى أن ما يصل إلى 2.8 مليون أسرة لم تدفع فاتورة كبيرة خلال تلك الفترة. ودعت الشركات إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة عملائها الذين يعانون.
قال 57% ممن شملهم الاستطلاع إنهم اضطروا إلى إجراء تعديلات مالية لتسيير أمور أسرهم في ظل الأزمة الحالية، وشمل ذلك تقليص الضروريات، أو الاعتماد على المدخرات، أو بيع الممتلكات أو الاقتراض من أجل تغطية الإنفاق الأساسي.
وأبلغ واحد من كل ستة، أو 16%، عن أنهم أهملوا وجبات الطعام بسبب ارتفاع تكاليف الطعام، في حين أعطى 8% الأولوية للوجبات لأفراد الأسرة الآخرين، ومعظمهم من الأطفال.
من جانبها، علقت مديرة السياسات في منظمة «ويتش؟»، روسيو كونشا: «من المقلق للغاية أن واحدة من كل 10 أسر فقدت مدفوعاتها الأساسية في شهر واحد». ومع اقتراب عيد الميلاد والطقس البارد بسرعة، فمن المرجح أن تتفاقم هذه الضغوط على الموارد المالية للأسر في الأشهر المقبلة.
ودعت الشركات في القطاعات الأساسية مثل مزودي الأغذية والطاقة والاتصالات إلى بذل كل ما في وسعها لمساعدة العملاء على الحصول على صفقة جيدة وتجنب التكاليف والرسوم غير الضرورية أو غير العادلة هذا الشتاء.
وقالت إن محلات السوبر ماركت يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط الهائل على المتسوقين – وخاصة العائلات وذوي الدخل المنخفض – من خلال تقديم أساسيات نطاق الميزانية بأسعار معقولة في متاجرهم الصغيرة ذات الأسعار المرتفعة.