دار نشر فرنسية تسحب كتاباً يناقش التطهير العرقي للفلسطينيين من معروضاتها
ألّفه المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه
سحبت دار النشر الفرنسية «Fayard» كتاب «التطهير العرقي في فلسطين»، للمؤرخ الإسرائيلي والأستاذ الجامعي إيلان بابيه من الأسواق، بحسب موقع The Observatorial الأميركي.
الموقع أشار إلى أن دار النشر الفرنسية Fayard أوقفت بيع كتاب المؤرخ الإسرائيلي، الذي يدور حول التطهير العرقي للشعب الفلسطيني مع قيام دولة إسرائيل عام 1948، منذ 7 نوفمبر .
وذكرت دار النشر الفرنسية، في بيان أصدرته بشأن سحب الكتاب من العرض، أنَّ عقد الكتاب مع المؤلف انتهى في 27 فبراير 2022، فقررت سحب الكتاب من التداول في نوفمبر الماضي.
على الجانب الآخر، قوبل وقف بيع الكتاب الذي يتناول القضية الفلسطينية، التي تتصدر أجندة العالم حالياً بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، خاصةً في وقت تتزايد فيه مبيعاته، بردود فعل من الأوساط الأدبية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تعليق مبيعات الكتاب كان بسبب أنَّ Hachette Livre، الشركة الأم لدار النشر Fayard، صارت مملوكة للملياردير الفرنسي اليميني المتطرف فنسنت بولوري، بعد إتمام صفقة استحواذه عليها في نوفمبر .
ووفقاً لموقع Edistat الإحصائي الذي ينشر مبيعات الكتب في فرنسا، فإنَّ 203 نسخ من أصل 307 نسخ بِيعت من الكتاب هذا العام بيعت بعد بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
كان كتاب «التطهير العرقي في فلسطين» قد صدر لأول مرة باللغة الإنجليزية عام 2006، عن دار Oneworld Publication بأكسفورد لندن. وفي عام 2007، صدرت نسخته العربية عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في بيروت بترجمة أحمد خليفة.
وفي توطئته لكتابه «التطهير العرقي في فلسطين»، يشير إيلان بابيه إلى أن هذا الكتاب: «ليس مكرساً رسمياً لأحد، وقد كتب أولاً وقبل أي شىء من أجل الفلسطينيين، ضحايا التطهير العرقي في سنة 1948. وكثيرون منهم أصدقاء ورفاق، وكثيرون غيرهم أجهل أسماءهم، لكن منذ يوم أن عرفت عن النكبة رافقتني معاناتهم وفقدانهم وآمالهم. وعندما يعودون فقط سأشعر بأن هذا الفصل من النكبة قد بلغ أخيراً النهاية التي نرجوها، والتي من شأنها أن تتيح لنا جميعاً العيش في سلام وانسجام في فلسطين».
ويمضي إيلان بابيه في مقدمة كتابه «التطهير العرقي في فلسطين»، موضحاً أنه «بالنسبة إلى الفلسطينيين، وكل من رفض أن يبتلع الرواية الصهيونية، فقد كان واضحاً لديهم منذ زمن بعيد، سابق لتأليف هذا الكتاب، أن هؤلاء الأشخاص ارتكبوا جرائم، وأنهم نجحوا في التهرب من العدالة، وأن من الأرجح ألا تجري محاكمتهم على ما اقترفت أيديهم. وبالإضافة إلى هول الاقتلاع، فإن أشد ما يبعث الإحباط في نفوس الفلسطينيين هو أن الجريمة التي ارتكبها هؤلاء المسؤولون يستمر إنكارها تماماً، كما يستمر تجاهل معاناة الفلسطينيين منذ عام 1948».
يبدأ كتاب «التطهير العرقي في فلسطين» بتعريف للتطهير العرقي، تعريف استخدم أساساً لاتخاذ إجراءات قانونية ضد مرتكبي جرائم كهذه في الماضي، وفي الوقت الحاضر.
ويشدد إيلان بابيه على أن التعريف العام لمكونات التطهير العرقي ينطبق حرفياً، تقريباً، على حالة فلسطين، وقصة ما جرى في سنة 1948، أن التطهير العرقي جريمة ضد الإنسانية، والذين يقدمون على ارتكابه اليوم يعتبرون مجرمين يجب محاكمتهم أمام هيئات قضائية خاصة.