الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤبّن الأمير الراحل
المشاركون وقفوا دقيقة صمت حداداً على روحه الطاهرة.. مستذكرين مناقبه ومآثره
أبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء فقيد دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية سمو «أمير الحكمة والعفو والسلام» أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد – طيب الله ثراه.
وخلال جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة لتأبين المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد وقف المشاركون دقيقة صمت حداداً على روحه الطاهرة، مستذكرين مناقبه ومآثره.
وفي هذه المناسبة قال رئيس الجمعية دينيس فرانسيس في كلمته بمستهل الجلسة «تميز عهد الأمير الراحل بالخدمة العامة والالتزام بمبادئ الوحدة والكرامة والتضامن وكان معروفاً ببراعته الدبلوماسية على المستوى الوطني والخارجي».
وذكر فرانسيس أن الأمير الراحل طيب الله ثراه «كان يحظى باحترام كبير باعتباره موحداً»، واستشهد بقيادته الحكيمة للبلاد نحو التقدم ومحافظته على تقاليدها في التعددية.
ولفت إلى أن انتخاب دولة الكويت لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة هو رمز لرؤية الأمير الراحل -طيب الله ثراه- لعالم أكثر سلاماً، مؤكداً أن تلك الرؤية «ستكون مفيدة في إيجاد حل دائم للأزمة في غزة».
ودعا رئيس الجمعية العامة الأعضاء إلى تكريم إرث سمو أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته «اليوم يجمعنا الحزن على وفاة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أمير دولة الكويت الراحل، وأود أن أتقدم بخالص التعازي لأسرة سموه ولحكومة وشعب الكويت».
واستذكر غوتيريش مناقب سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه بقوله «كرس الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حياته لشعب الكويت وعلى مدى ما يقرب من ستة عقود – على الصعيدين المحلي والعالمي – خدم على أعلى المستويات الحكومية عبر مجموعة متنوعة من المناصب الوزارية».
وأضاف «وبعيداً عن حدود الكويت كان سموه رجل دولة محترما فقد كان مناصراً حازماً للدبلوماسية الوقائية – وهو النهج الذي ساعد في تحديد دور الكويت بجميع أنحاء منطقة الخليج وحول العالم».
وتابع الأمين العام بقوله عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد «لقد كان صوتاً ثابتاً للاستقرار الإقليمي والعالمي والسلام والتعددية – وهي القيم والأهداف ذاتها التي تبث الحياة في هذه القاعة».
ولفت إلى أن سمو الأمير الراحل طيب الله ثراه «كان إنسانياً كريماً حيث ساعد في تخفيف المعاناة الإنسانية وحشد الدعم لملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء المنطقة والعالم، ويظل التزامه الشخصي بالحلول الجماعية لتحقيق السلام مصدر إلهام».
وذكر غوتيريش «بينما نكرم ذكرى الشيخ نواف الأحمد دعونا نتذكر أيضاً التزاماتنا – في هذه القاعة وفي المجتمعات حول العالم – تجاه المبادئ التي دافع عنها».
واستشهد بمبادئ سمو الأمير الراحل داعياً إلى «التحلي بالحكمة في قراراتنا وتصرفاتنا وندرك تأثيرها على العالم من حولنا وعلى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى أن نتسامح مع بعضنا البعض ونتقبل اختلافاتنا ونتفهم وجهات نظر بعضنا البعض ونحترم قيمة كل شخص».
وأعرب الأمين العام عن أطيب تمنياته لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم.
وفي ختام كلمته أكد الأمين العام أمام الجمعية العامة أن الأمم المتحدة ستواصل شراكتها القوية وصداقتها مع دولة الكويت «بينما نعمل على بناء عالم أفضل وأكثر سلاماً وتسامحاً لجميع الناس».
بدوره قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي في كلمته «لقد فقدت دولة الكويت والأمتان العربية والإسلامية العابد الزاهد الحاكم العادل ذا التواضع والتراحم رحم الله قائدنا وحبيبنا ووالدنا حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح».
وأضاف السفير البناي أن «صفحات التاريخ ستذكر بأن الكويت والعالم أجمع فقد أميرا آثر بنفسه على راحة شعبه ورفاهه وآثر بملذات الدنيا ليغنم بالآخرة فرحم الله من أحب شعبه وأوفى لهم فبادلوه الحب والوفاء».
وتابع «إن الكلمات لن تعبر عما في قلوبنا والدموع لن تغسل الحزن والشجن ولكننا نصبر أنفسنا عندما نستعرض مسيرة حياة سموه الزاخرة والتي سيخلد التاريخ مناقبها ومآثرها المليئة بالعطاء في تنمية دولة الكويت ونهضتها وازدهارها والحفاظ على أمنها واستقرارها وصون وحدتها الوطنية ولحمة أبنائها قاطبة».
وذكر البناي أن «دولة الكويت والأمتين العربية والإسلامية ترثي سموه رحمه الله وتقول له كريما كنت عزيزاً عشت قوياً سرت بلادا أنرت وحين رحلت قلوب فطرت فأنت الذي إذا غبت حضرت».
وأكد السفير الكويتي أن «سمو الأمير الراحل كان وما زال وسيظل حاضراً في ضمائرنا ووجداننا، فسيبقى نواف الخير والعطاء والرحمة والتسامح خالدا في قلوب شعب تباكى على رحيله وتسابق إلى تشييعه فالتاريخ يكرم ويبجل من أفنى حياته لخدمة الناس».
وأعرب البناي عن تقديره للأشقاء والأصدقاء بقوله «لقد غمرتمونا بمشاعركم الصادقة ومشاركتكم عزائنا وحزننا، فإن المصاب واحد وإن التفافكم حولنا يؤكد على أن فقيدنا هو فقيدكم فلقد فقد العالم رجلاً جسّد أسمى معاني الإنسانية والرحمة قبل أن يفقد العالم حاكماً».
وختم مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي كلمته بالقول «وإذ نؤبّن سموه رحمه الله فإننا نبارك لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد تأديته اليمين الدستورية أمام السلطتين التشريعية والتنفيذية في بيت الشعب».
ولفت البناي إلى أنه «في مثل هذه الحالات يتجلى شموخ الدستور المحكم لدولة الكويت ومن أرسى قواعده وآلياته من الآباء المؤسسين قبل ستة عقود من الزمن والتي نظمت انتقال السلطة بأجمل وأحكم أشكالها».
وأضاف «نتضرع إلى الباري عز وجل أن يوفق أمير بلادنا حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، وأن يُهيء له سُبل التوفيق والنجاح لمواصلة مسيرة الخير والنماء والإسهام في قيادة بلدنا العزيز إلى ما نصبو إليه من رفعة».