الاحتلال يدمر المسجد العمري الكبير بالكامل في مدينة غزة
استهدفت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي المسجد العمري الكبير في غزة، الذي يعد من أقدم مساجد القطاع ورمزًا من رموزه التاريخية، ودمّرته بالكامل.
وظهر مواطنون وهم ينفضون الغبار عن الكتب والمصاحف التي دُفنت تحت الأنقاض مرددين “حسبنا الله ونعم الوكيل”، وفقاً لـ «الجزيرة.نت».
واعتبروا أن استهداف أقدم مساجد القطاع الذي لم يسلم من آلة البطش الإسرائيلية، بمثابة شاهد جديد على جرائم الحرب ضد قطاع غزة، وقال أحدهم متحسّرًا “تاريخ فلسطين كله فيه، كان يرتاده آلاف الناس، 10 آلاف مصلٍ كل جمعة، مساحته واسعة ومكان له قدسيته لأهل غزة، تاريخ بحاله راح”.
وأكد أنه لا مبرر لاستهداف المساجد “فهي لله ويقصدها عامة الناس وحوله بعض الأسواق”، وقال آخر في أسى “مين بده يعوض مساجد ربنا، هذا ربنا اللي مصبّرنا على اللي إحنا فيه، صابرين على الجوع والعطش لكن ما لها بيوت ربنا؟!”.
ووصف ثالث المشهد قائلًا “حجم الدمار بيحكي كل شيء، الاحتلال يتعمّد محو كل معالم قطاع غزة الأثرية، الجامع العمري من أكبر المساجد، تم تدميره بالكامل، محوا كل معالمه، كان هو تقريبًا وقصر الباشا آخر معلمين قديمين في غزة عمره أكثر من 3 آلاف سنة، اتدمر بالكامل ما خلوا شيء منه”.
وقال رابع “الواقع الحجر بيحكي مش البشر، حجر عمره 3700 سنة كنا بنذكر فيه الله، إيش ذنبه؟ فيه صواريخ؟! أذى مين؟! مساجد ربنا ما لها؟ أين المسلمون؟!”، وختم “كانت زيارته نزهة نذكر فيها الله، حيطانه بتحمل كل الذكريات”.
ويعد المسجد العمري الكبير من أقدم المساجد وأعرقها في قطاع غزة، أسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويعد ثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى ومسجد أحمد باشا الجزار، وأطلق عليه اسم “الجامع العمري” تكريمًا للخليفة عمر بن الخطاب، و”الكبير” لأنه من أكبر مساجد قطاع غزة.
كان معبدًا في العصر الروماني ثم تحول لكنيسة، وبعد الفتح الإسلامي أصبح أكبر مسجد في قطاع غزة، وصفه ابن بطوطة بالمسجد الجميل، ويقع المسجد في قلب مدينة غزة القديمة المعروفة اليوم بـ”البلد” في حي الدرج جنوب شرق ساحة فلسطين بجوار سوق القيسارية (سوق الذهب)، وسوق الزاوية الأثري.
وقبل أيام، أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة إبادة شاملة “ممنهجة وموجهة” تستهدف قطاع الثقافة والتراث الفلسطيني بمكوناته المادية وغير المادية بشكل مباشر، سعى من خلالها لمحو الذاكرة الوطنية وتعزيز تشويه الحقائق ومحاربة الرواية الفلسطينية.
وشملت الانتهاكات الإسرائيلية، تدمير المباني التاريخية والأثرية والثقافية، إذ بلغ مجموع ما تم رصده من مبان مدمرة في قطاع غزة، وفق التقرير، 207 مبانٍ، من أبرزها المسجد العمري وكنيسة القديس برفيريوس، و26 مركزًا ثقافيًا ومسرحًا، بالإضافة إلى استهداف المتاحف وسرقة لقى أثرية والاعتداء على المؤسسات الثقافية، وطالبت الأمم المتحدة بسرعة التدخل.