• نعاني أزمة صحية شديدة جداً
دعا د. جمال الهمص، مدير المستشفى الكويتي التخصصي في قطاع غزة، إلى وقف الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع؛ لإنقاذ السكان، مؤكداً أن القطاع الصحي في غزة «سقط وانتهى».
وقال د. جمال الهمص، في حديث لموقع «الخليج أونلاين»، الأحد، إن الكادر الطبي في المستشفى الكويتي بمدينة رفح، يعاني من «أزمة شديدة جداً»؛ وذلك «لأسباب عديدة وعوامل كثيرة، أبرزها أننا نتعامل مع عدد كبير من السكان الذين نزحوا إلى محافظة رفح، خاصةً محافظة الشمال والمنطقة الوسطى وخان يونس».
وأضاف: «غالبية السكان انتقلوا بمجملهم إلى محافظة رفح، ومن ثم أصبحت رفح تعج بالسكان، وهم يعيشون مأساة؛ نظراً إلى عدم وجود أماكن لإيوائهم وعدم وجود مياه صحية وصرف صحي ومتابعة صحية بسبب هذا الكم الكبير من السكان».
وتابع مدير المستشفى الكويتي قائلاً: «السبب الثاني يتعلق بالكمية القليلة التي تصل إلينا من المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية التي نحن بحاجة ماسة إليها».
وزاد أن ثالث الأسباب يتعلق بقلة الكوادر الطبية، موضحاً أن “هذه الكوادر إما أنها استُهدفت وإما أنها تشتتت ولم يعد بالإمكان التواصل معهم، بسبب صعوبة الاتصالات، ومن ثم فمعظم الطواقم الطبية خرجت عن الخدمة”.
كما أكد الهمص أن الطواقم الطبية الموجودة في مستشفيي الكويتي ومستشفى أبو يوسف النجار وهما مستشفيان يتعاملان مع الإصابات والأمراض المزمنة في رفح، لا تفي بالمطلوب؛ بسبب نقص العدد.
وأضاف أن السبب الرابع يتعلق بالحاجة لتقديم الخدمة الطارئة للمصابين الجدد أو الذين يحتاجون إلى متابعة طبية، من الذين أصيبوا أو أجروا عمليات جراحية، لافتاً إلى أن “أعدادهم كبيرة جداً، وهنا في المستشفى ازدحام كبير “.
يؤكد الهمص أنهم في المستشفى الكويتي ضاعفوا بشكل كبيرٍ حجم استيعاب السعة السريرية، مبيناً:”كنا نتعامل مع ثلاثة أسرَّة في قسم الطوارئ، ونحن اليوم نتعامل مع 25 سريراً، وهذا يعني أننا ضاعفنا العدد 800%، لكنه أيضاً لا يفي بالمطلوب”.
الحل الوحيد الذي يطرحه مدير المشفى الكويتي يتمثل بثلاث نقاط: “أولاً وقف العدوان، وثانياً فتح المعابر وإدخال المساعدات وعلى رأسها المستلزمات الطبية، وثالثاً عودة النازحين إلى أماكن سكناهم”.
الهمص يؤكد أن مستشفيي الكويتي والنجار، يتعاملان مع “مليون و300 نسمة يقطنون حالياً رفح، وهذا العدد كبير جداً لا يمكننا في المستشفى الكويتي ومستشفى النجار مهما كانت القدرات والإمكانات، أن نفي بالعدد، لأن 50% من تعداد السكان بالقطاع أصبحوا في رفح”.
ويتابع قائلاً: “المنظمة الصحية في غزة سقطت، ولا نقول ستسقط، بل هي سقطت وانتهت، ولم يعد بإمكاننا تقديم الخدمة الطبية اللازمة”.
يشير الهمص إلى أن “معظم مؤسساتنا الصحية تلقت تهديداً ومنها المستشفى الكويتي برفح، وهذا المستشفى أول من تم تهديده بالاستهداف، المستشفيات في شمال غزة والوسطى تم استهدافها بصورة مباشرة وخرجت من الخدمة، وللأسف هي مستشفيات كبيرة ومستشفيانا في رفح الكويتي والنجار لم يكونا يفيان بالحاجة حتى قبل الحرب والنزوح”.
وعليه يؤكد وجود حاجة لتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يجرم استهداف المؤسسات الصحية.
وأعرب الهمص عن شكره لدولة الكويت حكومة وشعباً وللمنظمات والمؤسسات الإنسانية الكويتية “على ما قدمته من معروف”.
وقال: “رغم أن المعابر مغلقة فإن معظم المساعدات تصل من دولة الكويت، وهي رائدة في هذا المجال، ونحن على تواصل مع المؤسسات والجمعيات الكويتية. هناك كميات كبيرة من المساعدات التي ترسلها الكويت لغزة، لكنها مكدسة إما في العريش وإما بين العريش ورفح، ولم يصل منها إلا القليل، ونطالبهم بمزيد من الدعم”، مؤكداً أنه رغم كل الصعوبات “سنواصل تقديم الخدمات الصحية لشعبنا في هذه الظروف الطارئة”.
جدير بالذكر أن المستشفى الكويتي التخصصي أسس عام 2007 في مدينة رفح بغزة، ويقدم خدماته لنحو 100 ألف مواطن فلسطيني.
وكان القطاع الطبي في غزة تحت دائرة الاستهداف لدى قوات الاحتلال منذ بداية الحرب، حيث ارتكبت مجزرة وحشية بقصفها مستشفى “المعمداني” في غزة، والذي راح ضحيته أكثر من 471 شهيداً.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة 22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.