بلومبيرغ: قفزة بأسعار التأمين على السفن بالبحر الأحمر
هجمات الحوثي ضاعفت المخاطر أمام التجارة
تتزايد تكلفة التأمين ضد مخاطر الحرب على السفن التي تبحر عبر البحر الأحمر؛ ما يضيف عائقاً محتملاً آخر أمام التجارة التي تمر خلال ممر مائي وصفته البحرية الأمريكية بأنه صار خطيراً للغاية، وفقاً لتقرير نشرته «بلومبيرغ» الأميركية، الإثنين 15 يناير 2024.
شركات التأمين تتقاضى الآن ما بين 0.75% و1% من قيمة السفينة للإبحار عبر المنطقة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وهي قفزة كبيرة منذ استهدفت الغارات الجوية الأميركية والبريطانية الحوثيين في اليمن، في نهاية الأسبوع الماضي.
كما يتعين على مالكي السفن والمستأجرين المُستعدين للمخاطرة بالإبحار عبر البحر الأحمر التفضيل بين ما إذا كان من الأرخص دفع تكاليف التأمين الإضافية والمتزايدة بالإضافة إلى رسوم عبور قناة السويس، أو بدلاً من ذلك اتخاذ الطريق الطويل حول رأس الرجاء الصالح؛ الذي بدوره يرفع فواتير الوقود بسبب طول المسافة.
محللو شركة Clarksons Securities الاستثمارية، قالوا في تقرير، إن «أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب للسفن شهدت ارتفاعاً كبيراً؛ لذا قد يجد أصحاب السفن والمستأجرون أنَّ إعادة توجيه شحناتهم حول أفريقيا أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بتحمل التكاليف المُجمَّعة لرسوم عبور قناة السويس وأقساط التأمين».
إنَّ إضافة نسبة 1%، تكلفة تأمين ضد الحرب على سفينة حديثة البناء بقيمة 100 مليون دولار، يعني أنَّ الشركات قد تضطر إلى الإبحار عبر الأجزاء الأخطر في البحر الأحمر وخليج عدن لدفع مليون دولار فقط، وتتحدد التغطية التأمينية عموماً وفق نسبة مئوية من قيمة السفينة خلال فترة زمنية معينة.
يوم الإثنين 15 يناير ، أُصيبَت سفينة تجارية أمريكية، بصاروخ أثناء إبحارها في خليج عدن، ما يسلط الضوء على المخاطر المستمرة التي تتعرض لها السفن في المنطقة. جاء ذلك في الوقت الذي سلطت فيه مجموعة «Bimco» التجارية الرئيسية الضوء على تحذير البحرية الأميركية من أنَّ شركات الشحن يجب أن تفكر في تجنب المرور عبر المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت وزارة النقل الأمريكية تنبيهاً محدثاً ينصح سفنها التجارية بتجنب المرور عبر جنوب البحر الأحمر حتى إشعار آخر. وكان تنبيه سابق قد حذر السفن من البقاء بعيداً عن تلك المنطقة لمدة 72 ساعة فقط.
مونرو أندرسون رئيس العمليات في شركة Vessel Protect المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية واختصاصي التأمين، قال: «إنَّ الأسعار تتزايد؛ ما يعكس احتمالات المخاطر الكبيرة والمبهمة داخل البحر الأحمر. وتكمن الصعوبة الرئيسية التي يمثلها الوضع الحالي في معدل التغير في ملف المخاطر الذي يؤدي إلى تسعير أكثر تقلباً بكثير مما هو عليه الحال عادةً».