أخبار دولية

فنانة مكسيكية: إسرائيل تمارس حرب إبادة في غزة وتطهيراً عرقياً في الضفة الغربية

قدمت عروضاً فنية أمام جدار الفصل الإسرائيلي تضامناً مع فلسطين

قالت الفنانة المكسيكية، استفانيا فيجا، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس حرب إبادة في قطاع غزة، وتطهيراً عرقياً في الضفة الغربية، مضيفة أنها قامت بعمل رمزي أمام جدار الفصل الإسرائيلي «لكسر الجدار وعبوره، بأي طريقة».

وقدمت الفنانة المكسيكية عروضا فنية أمام جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية، كرسالة اعتراض وشكوى على الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وأطلقت فيجا، على عرضها بحسب ما ذكرته لوكالة «الأناضول» عقب أداء عرضا على مقربة من الجدار الفاصل عند حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين رام الله والقدس، «‎من المكسيك إلى فلسطين، لا للمزيد من الجدران، ولا للمزيد من الحدود، لا للمزيد من العنصرية، ولا للاحتلال».

وقالت إن «الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب إبادة في قطاع غزة، وتطهير عرقي في الضفة الغربية».

ومنذ 7 أكتوبر الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى ودمارا كبيرا في المنازل والمؤسسات، فيما يواصل عملياته في الضفة الغربية عبر اقتحامات المدن والمخيمات والبلدات، أسفرت أيضا عن ما لا يقل عن 370 شهيدا وآلاف المعتقلين.

وذكرت فيجا «ما أقوم به وهو الأداء الاستعراضي الشبيه بالرقص، حيث أقوم في عرضي بالبحث عن شق في الجدار، وكيفية اختراقه عن طريق كسره عبر زرع بذور الزيتون حتى تكسر أشجار الزيتون الجدار لأنها أشجار تبحث عن كل السبل لتجد إليها طريقاً للخروج والاستمرار».

وأضافت «ما قمت به هو عمل رمزي لكسر الجدار، وعبوره، بأي طريقة، ولدي أمل أن نتمكن من إنهاء كل هذا، ليس عن طريق هدم هذا الجدار فقط، انما أيضاً إيصال رسالة ولفتة للعالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني».

وكانت إسرائيل قد شرعت في يونيو 2002 في بناء جدار على أراضي الضفة الغربية «أغلبه أسمنتي وبعضه يتكون من سياج وأسلاك شائكة»، بداعي منع فلسطينيين من التسلل، في خطوة أدانتها السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.

وفي تقارير سابقة، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن طول الجدار يبلغ 712 كيلومترا ويقع 85٪ منه داخل أراضي الضفة الغربية وليس على طول الخط الأخضر (حدود عام 1967).

وفي عام 2004 اتخذت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة قرارا استشاريا، يقضي بإدانته وتجريمه.

وكانت الفنانة وصلت الضفة الغربية يوم 2 أكتوبر الماضي، للمشاركة في عرض «النكبة.. ذاكرة جسد» مع مسرح الحرية في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة، غير أنها لم تتمكن تنفيذ العرض بسبب الاقتحامات المتكررة لجنين.

وقالت فيجا «استخدم جسدي كامرأة تواجه العنف، وكمكسيكية تحديداً تواجه عنفاً من نوعٍ ما في المكسيك، وعنف من نوعٍ آخر أراه هنا (فلسطين)».

وفي العام 2018، زارت فيجا فلسطين لأول مرة وبدأت بإجراء مقابلات في مخيمات اللاجئين حول رمز مفتاح العودة، وغيرها من رموز النكبة، ولكي تكسر قيود اللغة حاولت ترجمة ما فهمته عبر أدار استعراضي مستخدمة جسدها للتعبير من خلاله.

ومع اندلاع الحرب على غزة، وتصاعد هجمات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية عملت الفنانة على مشروع مع منظمة الدعم الدولية للشعب الفلسطيني.

وأشارت أنه خلال وجودها مع المنظمة «أدركت أن هناك أنواع مختلفة من الجدران التي صنعها الاحتلال، وأن على هذا الاحتلال ينتهي وأن على هذا الجدار أن يسقط».

وقالت الفنانة المكسيكية فيجا إنها «عاشت في الضفة الغربية وعايشت عن قرب العنف الذي يمارس على الشعب الفلسطيني»، ووصفته بـ«الفظيع جدا».

وتابعت «لقد قلناها في العالم أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية ولكن في الضفة الغربية نرى التطهير العرقي من الجنوب إلى الشمال، تطهير منهجي رهيب تمارسها الحكومة الإسرائيلية، وأعتقد أننا من منظور إنساني مطالبون بأن نتحد».

وزادت «جيد أننا كمتضامنون من أجل الإنسانية نظمنا آلاف المظاهرات من بينها مظاهرات في المكسيك، وهي طريقة لنطالب العالم للنظر الى ما يحدث».

ومضت «نحن نطلب من حكومة بلدنا أن تقوم بقطع العلاقات للقيام بشيء ما حتى ينتهي هذا (العدوان الإسرائيلي)، وهي بادرة تضامن، ومن المهم أيضًا أن نخبر العالم عن العنف الذي يواجهه الفلسطينيون ونحن معهم هنا وأننا نعيش أيضًا وسط محاولات اسكات، لأن العديد من الصحفيين، والعديد من الناشطين قد قُتلوا، أنا أيضاً عشت شيئاً من العنف بسبب دعمي لفلسطين، فأنا أيضًا أعيش هنا في المجتمع».

‎وأشارت أيضا إلى «اتهامها من قبل وسائل إعلام اسرائيلية بالإرهاب والطلب من المستوطنين مهاجمتها وترحيلها».

‎وأضافت «لقد عايشت الطريقة التي يعيش بها الناس هنا بطريقة صعبة للغاية، إذا سألتني ان كنت خائفة، أعتقد أنني خفت، لكنه كان الخوف من أجل البقاء فقط، وليس الخوف غير العقلاني».

‎ولفتت إلى أنها وخلال وجودها في الضفة الغربية تعرضت للضرب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت الفنانة المكسيكية دعمها غير المشروط للشعب الفلسطيني، لافتة أنها «لم تشهد عنفا مماثلا من قبل» .

‎ وتابعت حديثها بالقول «ما يمكنني قوله هو أن الفلسطينيين يحظون بدعمي الكامل دون أي شروط، وأنني سأواصل النضال حيثما أستطيع وعبر ما أستطيع من خندقي وهو المسرح والفنون، سأستمر في استخدام جسدي عبر طريقتي في العمل».

واختتمت قائلة «لقد سخرت فنوني من أجل الشعب الفلسطيني ، وما يمكنني أن أطلبه من لفلسطينيين والجميع هو ألا تصمتوا، إنهم يريدون إسكاتنا ، هذا ما يريدون فعله، يريدون منا أن نخاف حتى لا نفعل المزيد، حتى لا نتكلم، ولا نقاتل!».

يذكر أن 106 أيام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت حتى 19 يناير 2024، 24 ألفاً و 762 شهيداً و62 ألفاً و108 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى