«فاينانشال تايمز»: الهجوم على رفح نقطة تحوّل لانهيار العلاقات بين أميركا وإسرائيل
صبر الرئيس الأميركي على الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة «بدأ ينفد»
قالت صحيفة «فاينانشال تايمز»، إنّ صبر الرئيس الأميركي جو بايدن على الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة «بدأ ينفد»، ووجدت في تصريحاته الأخيرة إشارات إلى مصير رفح كنقطة تحوّل محتملة في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، والصراع في المنطقة.
ورأت الصحيفة البريطانية، في تجاهل إسرائيل تحذير بايدن وشنّها هجوماً برياً عنيفاً على المدينة، من دون الأخذ بالاعتبار أرواح المدنيين، سبباً كافياً لإلحاق الضرر بالجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، ومحاولات التوسط في تسوية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، علاوة على أنه سيكون عامل انهيار للعلاقات المتوترة أصلاً بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكّرت الصحيفة، في تقريرها، بأنه بعد أيام فقط من وصفه سلوك إسرائيل في الرد على هجوم “حماس” في 7 أكتوبر بأنه «تخطى السقف»، قدّم الرئيس الأميركي طلباً محدداً وإجابة فورية، حتى يوم الاثنين.
وقال بايدن إنّ العملية العسكرية المخطط لها في رفح، المدينة الواقعة على الحدود مع مصر حيث سعى 1.5 مليون شخص (أكثر من نصف سكان غزة) إلى ملاذ آمن بعد إجبارهم على ترك منازلهم: «لا ينبغي أن تستمر»، من دون «خطة موثوقة»، لضمان عدم تعرّض الناس هناك للأذى، مضيفاً أنهم «مكشوفون وضعفاء… إنهم بحاجة إلى الحماية».
ولفتت الصحيفة إلى أنّ بايدن لم يذكر تفاصيل عواقب الهجوم الإسرائيلي، ولم يدن هجوم رفح المحتمل بعبارات صريحة، كبقية حلفاء الولايات المتحدة، أستراليا وكندا ونيوزيلندا، التي أصدر قادتها بياناً مشتركاً، حذروا فيه من أن العملية ستكون «كارثية»، لكنه ذكر، يوم الجمعة، أن «توقعاته» هي ألا يقوم الإسرائيليون بأي «غزو بري واسع النطاق»، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات لوقف مؤقت لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.
وبحسب الصحيفة، تشير هذه التصريحات «الفظة» إلى مصير رفح كنقطة تحوّل محتملة في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، والصراع في الشرق الأوسط.
وتضيف الصحيفة أنه إذا تجاهلت إسرائيل تحذير بايدن وواصلت هجوماً برياً قاسياً في المدينة، من دون الأخذ بالاعتبار أرواح المدنيين، فإن ذلك سيضرّ بالجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، والمحاولات الدبلوماسية للتوسط في تسوية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي طال أمده.
وأردفت الصحيفة في تقريرها، أن ذلك قد يؤدي أيضاً إلى وصول العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو إلى «نقطة الانهيار»، ويهدد بردّ فعل عنيف أوسع من الديمقراطيين في الكونغرس، حيث يأمل الرئيس الأميركي تعزيز دعم الحزب، قبل محاولة إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل.
والأسوأ من ذلك، وفق «فاينانشال تايمز»، أنّ استمرار تحدي إسرائيل، وإحجام الولايات المتحدة عن استخدام نفوذها الذي لا مثيل له عليها، يؤجج الشكوك في مدى تأثير الولايات المتحدة حقاً في منطقة سعت للسيطرة عليها لعقود، ويشوّه صورتها في العالمين العربي والإسلامي.