الأمم المتحدة: 300 مليون شخص يتعاطون المخدرات في جميع أنحاء العالم
أكثر من 39 مليوناً منهم يعانون من اضطرابات صحية جراء التعاطي
(كونا) – حذرت مديرة المكتب التنفيذي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي اليوم الخميس من العواقب المدمرة لانتشار المخدرات في العالم اذ اصبحت هذه القضية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم مما يعيق التقدم تحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة.
وقالت والي لدى افتتاح اعمال الدورة الـ67 للجنة الامم المتحدة لمكافحة المخدرات في فيينا ان “التقديرات الاممية تشير الى ان ما يقارب 300 مليون شخص يتعاطون المخدرات في جميع انحاء العالم ويعاني اكثر من 39 مليونا منهم من اضطرابات صحية جراء ذلك”.
وقالت ان “المخدرات الاصطناعية غيرت المشهد مما جعل انتاج وتهريب وتوزيع مواد قوية للغاية ومميتة في كثير من الاحيان ارخص واسهل” مبينة ان “المخدرات الاصطناعية.. باتت اليوم تهيمن على الاسواق وتتسبب في عدد قياسي من الوفيات بسبب الجرعات الزائدة”.
وأوضحت ان اساليب انتاج المخدرات ونماذج الاتجار بها تطورت من خلال تعاون الجماعات الاجرامية الاصغر حجما والاكثر تشرذما واصبحت تتميز بدرجة عالية من التخصص والترابط عبر قطاعات مختلفة من سلاسل التوريد.
واكدت والي الحاجة المتزايدة والملحة لمساعدة المزارعين في العثور على سبل أخرى للعيش بعيدا عن زراعة المخدرات.
وقالت في هذا الخصوص ان هذه المسالة بالغة الأهمية في أفغانستان حيث أدى حظر الأفيون إلى خفض زراعة الأفيون بنسبة 95 في المئة ولكنه لم يترك للمزارعين سوى القليل من البدائل للحصول على مداخيل.
واشارت الى ان مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات يساعد آلاف الأسر الزراعية في سبع دول ونحن بحاجة إلى دعم هؤلاء لخلق المزيد من الفرص.
كما اكدت والي حق الجميع في الصحة مشيرة الى ان الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات يحتاجون إلى الحصول على علاج فعال وطوعي ومع ذلك فإن شخص من كل خمس اشخاص منهم فقط يتلقون العلاج.
وتطرقت والي في كلمتها الى الذكاء الاصطناعي قائلة إنه يتعين الاستعداد للتعاطي مع التحديات والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي واستكشاف الاستخدامات مثل مراقبة شبكة الاتصال (الويب) وتتبع الأدوية المصممة مع منع المتاجرين من استغلال أدوات مثل التعلم الآلي.
واشارت الى ان مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يعمل على أرض الواقع بتدريب عشرات الآلاف من الممارسين كل عام لتحسين قدرات الحظر وإنشاء شبكات عبر الحدود بالإضافة الى مساعدة العديد من البلدان على تنفيذ قرارات الجدولة وتوفير الدعم لمئات المختبرات الوطنية. واكدت والي الحاجة إلى مواكبة الوتيرة السريعة للاتجار غير المشروع بالمخدرات وتحسين جمع واستخدام البيانات لتوجيه وتقييم الاستجابات.
واكدت ان مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يسعى إلى إتاحة بيانات عالمية موثوقة لا سيما من خلال التقرير العالمي للمخدرات والتقارير الإقليمية والدراسات الاستقصائية المتعلقة بالزراعة مشددة على الحاجة الى تحقيق اقصى قدر من التعاون لتحقيق التغطية والدقة ومعالجة الفجوات الكبيرة في البيانات خاصة في أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
وتشارك دولة الكويت في اعمال الدورة ال67 التي تستمر حتى 22 مارس الحالي بوفد يترأسه سفيرها لدى النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا طلال الفصام.