البحرين.. متحف اللؤلؤ بمجلس سيادي ضمن أفضل 50 تصميماً عالمياً
على قائمة مجلة مونوكول العالمية
ليس من شيء يزهر كما تفعل الثقافة وفي مملكة البحرين مواسم الثقافة يانعة طوال العام وتحاكي كل الشهور بين مهرجانات وفعاليات ومبادرات ومشاركات تتفاعل بشكل حي مع كل ما يزهر وينبض إبداعا في كل بقعة من العالم.
وفي عام 2024 واصل الموروث الثقافي البحريني طريقه نحو العالمية بتلك الخصوصية الإنسانية التي يتميز بها تلك الخصوصية الثمينة والنادرة كحبات الدانات بين لآلئ البحرين الفاخرة حيث حقق “متحف اللؤلؤ بمجلس سيادي” لقبا عالميا في إبريل الماضي من هذا العام 2024 كأفضل متحف جديد اختارته مجلة مونوكل العالمية ضمن أفضل 50 تصميما وعملا إبداعيا عالميا في مجالات البناء والعمارة والترميم والإنتاج للعام 2024.
وحصد متحف اللؤلؤ بمجلس سيادي هذا الإنجاز المعماري المهم بكونه ضمن موقع “مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” بمحافظة المحرّق وفي إطار النسخة الرابعة من جوائز المجلة التي تحتفي بأفضل الأعمال الإبداعية على مستوى دول العالم. وصرحت هيئة البحرين للثقافة والآثار بأن تتويج متحف اللؤلؤ بجائزة مجلة مونوكل المرموقة هو تكريم للجمال العمراني والقيم الثقافية التي يمثّلها المتحف وموقع مسار اللؤلؤ كما يعكس التزام الهيئة المستمر بمواصلة جهود الحفاظ على تاريخ وتراث وثقافة البحرين وتعزيز مكانتها كمركز رائد في مجال الحفظ والترميم الأثري والتنمية المستدامة.
وتناولت المجلة متحف اللؤلؤ ومجلس سيادي عبر مقال تطرق إلى ملامح وتفاصيل مشروع الترميم والتصميم المعماري بتفنيد وشرح التوجه التصميمي للمتحف والذي جعل منه أيقونة متوازنة ما بين التراث والحداثة وهو ما يعد طريقة مثالية من أجل تعريف الزوار على أحد أشهر جوانب التراث الثقافي للبحرين.
ويحتوي متحف اللؤلؤ الذي صممه المهندس الهولندي “آن هولتروب” على بعض من أقدم اللآلئ المثقوبة في البحرين مع معرض للآلئ من حقبتَي دلمون وتايلوس من مجموعة متحف البحرين الوطني كما يحتوي على مختارات من مجموعة مطر للمجوهرات ولآلئ آل محمود إضافة لقطع أرشيفية لمجوهرات اللؤلؤ من مجموعة كارتيير العالمية الشهيرة.
أما مجلس سيادي فيعدّ نموذجا مميزا وجميلا للعمارة البحرينية بزخارفه الجميلة المنقوشة على الجص ويتكون من أربعة طوابق وتم تشييده عام 1859 حيث يعتبر أحد أقدم المباني الحجرية في مدينة المحرّق ويعتبر مثالا فريدا لمجالس تجار اللؤلؤ التي كان يتم فيها استقبال التجار من أقاصي البلاد آنذاك مثل الهند وأوروبا.
ومن المعروف أن “مسار اللّؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” تم إدراجه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي الإنساني عام 2012 ضمن ثلاثة مواقع تراثية بحرينية مدرجة على القائمة العالمية للتراث إلى جانب قلعة البحرين ومقابر تلال عالي الأثرية.
ويرتبط موقع التراث العالمي “مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” بالإرث الفريد لعصر صيد اللؤلؤ في البحرين من خلال العمارة والتراث الحضري لمدينة المحرق القديمة فضلا عن ثلاثة من مصائد اللؤلؤ “الهيرات” الموجودة في المياه الإقليمية الشمالية للبحرين. ويشكل مشروع مسار طريق اللؤلؤ أكبر متحف مفتوح في منطقة الخليج العربي ويتجاوز بفكرته ومضمونه فكرة المتحف التراثي الواحد إلى سلسلة من المباني التراثية والتاريخية المرشحة ليصل عددها إلى 15 وتشمل (3) مصائد لؤلؤ شاسعة تقع في المياه الإقليمية الشمالية التابعة لمملكة البحرين وخط ساحلي واحد بأقصى جنوب جزيرة المحرق و(9) مجمعات عمرانية تاريخية تتضمن 17 معمارا إنسانيا فريدا وتتوزع جميعها ضمن النسيج الحضري العريق لمدينة المحرق إضافة إلى سلسلة من المباني والمواقع والساحات العامة والخدمات للزوار والسياح.
ويعتبر المسار تجسيدا لإرث البحرين العريق كشواهد على التراث الثقافي لاقتصاد اللؤلؤ من خلال الإضاءة على مصائد اللؤلؤ في جزيرة المحرق والتي اعتبِرَت على مدى قرون عاصمة للؤلؤ في منطقة الخليج العربيّ وليس البحرين فحسب وذلك لكونها أكثر المدن ازدهارا واتّصالا بهذا الاقتصاد العريق.
لا عجب إذا أن ينبهر العالم بهذا الموروث الثقافي والاقتصادي العريق والذي قدم البحرين وعرّفها بأنها “دانة الخليج” والدانة هي حبة اللؤلؤ الكبيرة المثالية الاستدارة- حيث شكلت لآلئ البحرين المعروفة بجمالها وصفائها أساس اقتصاد المملكة لقرون عديدة قبل اكتشاف النفط مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي وأسرت الكنوز المستخرجة من بحارها الخيرة انتباه وإعجاب الشعوب والزوار من مختلف بقاع العالم.