متحف عمان الوطني يفتتح معرض «مجموعة الصباح الآثارية»
بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية الكويتية
(كونا) — افتتح المتحف الوطني في سلطنة عمان اليوم الخميس معرض (زينة: بهاء سلاطين الهند من مجموعة الصباح الآثارية في الكويت) بالتعاون مع دار الآثار الإسلامية الكويتية.
وأعرب الأمين العام للمتحف جمال الموسوي في كلمته خلال حفل الافتتاح عن عميق تقديره ل(دار الآثار الإسلامية) بدولة الكويت وللمشرف العام على الدار الشيخة حصة صباح السالم الصباح لما بذلته من جهود جبارة وثابتة للحفاظ على التراث الإسلامي الفريد ونشره.
وقال إن المعرض يأتي استكمالا لمسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح عبر مجموعة مقتنيات نادرة واستثنائية من مقتنيات الفن الإسلامي الفريد وهي من أروع وأكبر مجموعات الفن الإسلامي الرائد على مستوى العالم.
وأضاف أن المعرض يسهم بتعزيز قيم التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين الشقيقين إذ بذلت الجهود وسخرت الإمكانات من قبل الجانبين لافتتاح أول معرض فني إسلامي من نوعه في السلطنة بالتعاون مع (دار الآثار الإسلامية) بالكويت وهي دار فنية عريقة تعنى بالترويج للفنون الإسلامية النادرة.
من جانبه قال رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء (دار الآثار الإسلامية) بالكويت بدر البعيجان في كلمته “اننا في هذا المقام نستحضر ذكرى الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح صاحب الرؤية الثاقبة الذي استطاع بحسه التنموي والفني أن يقدم للكويت الكثير في هذا المجال المهم فجاءت (مجموعة الصباح الآثارية) كجزء من تلك الرؤية”.
وأعتبر البعيجان أن (مجموعة الصباح الآثارية) إحدى أهم المجموعات الفنية في العالم حيث تمكن الشيخ ناصر طيب الله ثراه خلال عقود قليلة من احتضان منتجات الحضارة الإنسانية من فترات تاريخية موغلة بالعمق من الألفية الثالثة قبل الميلاد ومدة بزوغ فجر الإسلام إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
وأضاف أن “هذا المعرض الذي يجمعنا اليوم هو نتاج رحلة استغرقت عقودا من البحث والدراسة في مصوغات وحلي ومجوهرات تجسد مهارات وإتقان وجودة ابتكار قدمها صاغة وفنانو الهند للعالم”.
وفي هذا السياق قال رئيس الوفد الكويتي وممثل (مجموعة الصباح الاثارية) الشيخ عبدالله ناصر صباح الاحمد الصباح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة الافتتاح إن مشاركة دار الآثار الإسلامية تأتي تلبية دعوة أشقائنا في سلطنة عمان للتعريف بما تمتلكه الدار من بعض مقتنياتها التاريخية وتعريف زوار المعرض على مجموعة المقتنيات النادرة والاستثنائية من الفن الإسلامي الفريدة.
وأضاف أن احتضان السلطنة لهذه المقتنيات يأتي لتنوع معالمها وشواهدها التاريخية والثقافية إلى جانب اسهام المعرض في توطيد العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين الشقيقين الكويت وعمان.
وافاد بأن المشاركة بالمعرض تأتي بهدف المحافظة على ثقافة الحضارة الإسلامية والحضارات الاخرى وتسليط الضوء على جمالياتها والتعريف بها من خلال عرض المقتنيات والآثار التي تزخر بها تلك الحضارات العريقة.
وأوضح أن إقامة المعرض تأتي تخليدا لذكرى الشيخ ناصر الصباح رحمه الله والاحتفاء بشغفه بالتاريخ والفن والثقافة وحبه لجمع التحف الثمينة والبحث عن الآثار التي تعود الى العصور القديمة واقتنائه لعدد كبير من القطع الاثرية والنادرة التي تعود لتلك الحقب السابقة.
وذكر أن مسيرة (دار الآثار الإسلامية) بدأت منذ عام 1983 على يد الراحل الشيخ ناصر الصباح وزوجته الشيخة حصه صباح السالم الصباح بامتلاك مجموعة آثارية شكلت عناصر افضل متاحف الكويت والعالم التي تعرض التحف الإسلامية اذ تشتمل على مجموعة من فنون العالم الإسلامي تحت اسم (مجموعة الصباح الآثارية).
من جانبه اعرب سفير دولة الكويت لدى سلطنة عمان الدكتور محمد الهاجري في تصريح ل(كونا) عن سعادته بحضور حفل افتتاح المعرض الذي تضمن مقتنيات اثرية ونادرة للشيخ ناصر الصباح رحمه الله وزوجته الشيخة حصه الصباح مشيدا بالجهود التي بذلها الراحل في سبيل اقتناء نوادر الكنوز التاريخية.
وقال إن ما تقوم به (مجموعة الصباح الاثارية) يضاف إلى سلسلة النجاحات والانجازات التي حققتها على كل المستويات المحلية والاقليمية والدولية معبرا عن فخره واعتزازه بالاشادات التي تلقتها المجموعة بإقامة هذا المعرض الكويتي في سلطنة عمان الشقيقة.
وأكد السفير الهاجري أهمية تنظيم مثل تلك الفعاليات والمعارض في تجسيد العلاقات الثنائية والمتميزة بين البلدين الشقيقين علاوة على رفع مستوى التعاون الوثيق والتبادل الثقافي والفني بين الكويت وسلطنة عمان.
ويحتوي المعرض على مجموعة مقتنيات من حلي ومجوهرات نادرة قام باقتنائها الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح رحمه الله والتي يعود تاريخها إلى الحضارة الاسلامية في الهند ابان عصر “سلاطين دلهي” وسلاطين “السلالة المغولية”.
ومن ضمن المقتنيات حجر (خراج علم) وهو حجر كريم نقشت عليه اسماء ستة من اهم حكام الدولة التيمورية (ألغ بيك) والصفوية (شاه عباس) والمغولية (جهانكير) و(شاه جهان) و(أورانزيب) اضافة إلى الملك الافغاني (احمد در درن).
ويضم المعرض أيضا اكبر عملة من الذهب الخالص (12 كيلو) تحمل اسم (جهانكير) ابن (أكبر شاه) إلى جانب السيوف والخناجر وحلي الزينة المرصعة بأحجار كريمة.
وتعمل (دار الاثار الاسلامية) تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويتي وتقوم بالإشراف عليها الشيخة حصة الصباح.
وتسعى (دار الاثار الاسلامية) إلى نشر الوعي الحضاري والانساني والتشجيع على التذوق الفني واظهار الوجه المشرق للكويت حول العالم عبر المشاركة في المعارض الدولية في كل القارات لإيصال رسالتها التنويرية والثقافية.