رياضة

«أوابك»: تأثير صناعة السيارات الكهربائية على الطلب العالمي للنفط محدود

ستتطلب وجود بنية تحتية قادرة عل نقل الكميات اللازمة من الكهرباء

(كونا) – أكدت دراسة جديدة صادرة عن الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) بعنوان (السيارات الكهربائية.. الواقع والآفاق) اليوم الأربعاء أن تأثير التوسع في صناعة السيارات الكهربائية على معدل الطلب العالمي على النفط محدود خلال المدى القصير والمتوسط على الأقل.

ونقلت الدراسة عن الأمين العام للمنظمة جمال اللوغاني قوله إن النقل هو شريان الحياة الاقتصادية وسط هيمنة السيارات المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي حتى الآن على أسواق النقل مشيرا إلى ما تشهده السيارات الكهربائية من زخم متزايد واهتمام واضح من قبل المستهلكين والحكومات بدأت ملامحه تتضح منذ عام 2008.

وبين اللوغاني أن تبني السيارات الكهربائية حاليا كبديل كامل للسيارات التقليدية «أمر في غاية الصعوبة» ويواجه العديد من العوائق بينما تتوفر خيارات أخرى في هذا المجال مثل تحسين تقنيات المركبات لرفع أدائها وتحسين طريقة السائقين في قيادة مركباتهم ورفع كفاءة انسيابية الطرق بتبني شبكات متطورة من الجسور والأنفاق.

ولفت إلى مناقشة الدراسة للمنظور البيئي للسيارات التقليدية من ناحية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل والتأثير المتوقع لاستخدام السيارات الكهربائية على ظاهرة تغير المناخ.

وأوضح أن مصطلح «صديقة للبيئة» الذي يتردد بكثرة عند الحديث عن السيارات الكهربائية يحتاج إلى تقييم دقيق بعيدا عن التعميمات والافتراضات فالتأثير البيئي الكامل لهذه السيارات يعتمد على العديد من العوامل بما في ذلك سلاسل الإمداد ودورة حياة البطارية ومصدر الكهرباء وعوامل أخرى.

وذكر أنه بالرغم من العوائق الحالية إلا أن التأثير البيئي للسيارات الكهربائية يبدو جليا في الحد من التلوث في المدن المزدحمة ويمكن أن يكون أكثر وضوحا في حال توليد الكهرباء اللازمة لهذه السيارات من مصادر مستدامة.

وبين أن تكاليف السيارات الكهربائية مرتفع مقارنة بتلك العادية وحاجتها إلى الدعم الحكومي في المرحلةالحالية مشيرا إلى أن الأرباح المنظورة من ذلك ليست دوما أرباحا مالية مباشرة وأن العائد الاقتصادي والبيئي الإيجابي مستقبلا قد يشكل مبررا كافيا لهذا الدعم.

وأفاد بأن هذا ما يؤكده الاهتمام الواسع من أغلب الدول العربية بالسيارات الكهربائية وسعيها إلى توظيفها في مجال التنمية والنقل المستدام بما يلائم تطلعاتها نحو المساهمة الفعالة في الحد من التلوث البيئي وتبني معايير بيئية عالمية علاوة على دورها المهم في خفض استهلاك المشتقات البترولية وتحقيق وفر من النفط يضاف إلى صادراتها.

وشدد اللوغاني على ضرورة بحث عدد من النقاط الأساسية في مجال التحول إلى السيارات الكهربائية ومنها نقطة الضغط على شبكة الكهرباء والتي تمثل تحديا لا يستهان به إذ أن الطلب على الكهرباء سوف يزداد بالتناسب مع ازدياد هذه السيارات ما يعني أهمية وجود بنية تحتية قادرة عل نقل الكميات اللازمة من الكهرباء.

وأضاف أنه حتى اليوم لا تساهم مصادر الطاقة المتجددة بما يكفي لتأمين الطلب اللازم ما يعني أن الوقود الأحفوري سيحمل عبء توليد الطاقة وبالتالي فإن الطلب العالمي على النفط لن يتأثر بشكل ملحوظ بارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية على الأقل خلال المدى القصير والمتوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى