ميشيل أوباما إلى الواجهة.. الديمقراطية الوحيدة القادرة على هزيمة ترامب
تصدرت استطلاعات الرأي الأمريكية وتفوقت على ترامب بفارق نسبة تصويت وصلت إلى 11%
تسلطت الأضواء على السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة ميشيل أوباما خلال الأسابيع الأخيرة مع الدفع باسمها بين أسماء المتوقع ترشحهم عن الحزب الديمقراطي لخلافة الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل، في حال قرر بايدن تنحيه عن الترشح أو اختار الحزب مرشحاً آخر.
ورغم إعلانها المتكرر عن عدم وجود نية لديها لخوض أي انتخابات سياسية خلال المرة الحالية، كان اسم ميشيل أوباما صاحب مفاجأة كبرى خلال الأيام الأخيرة، حيث كان الاسم الوحيد الذي كشفت استطلاعات للرأي أنه القادر على هزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب خلال الانتخابات بفارق نسبة تصويت وصلت إلى 11%.
وبحسب استطلاع لوكالة رويترز، بالتعاون مع مؤسسة Ipsos، الصادر في اليوم الثاني من الشهر الحالي يوليو، تفوقت ميشيل أوباما على ترامب في التصويت الذي شهده الاستطلاع وحصلت على نسبة 50% من تلك الأصوات مقابل 39% لصالح ترامب، وهي الوحيدة التي تقدمت عليه بين أسماء الديمقراطيين التي تضمنها هذا الاستطلاع.
لماذا تحصل ميشيل أوباما على كل هذا التأييد بين الديمقراطيين؟
تصدر ميشيل أوباما تصويتات التأييد في استطلاعات الرأي الأميركية لا يعد أمراً جديداً، فأوباما حافظت على تصنيف إيجابي بين الناخبين لأكثر من عقد من الزمن: وجد استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك عام 2011 أن أكثر من ثلاثة أخماس الناخبين أعطوها تصنيفاً إيجابياً، وهو أعلى حتى من زوجها خلال الفترة الأولى من رئاسته (56.5%)، وأعلى من الرئيس السابق بيل كلينتون (59.2%)، بحسب شبكة فوربس.
كانت قصة صعود باراك أوباما وزوجته إلى البيت الأبيض رمزاً لمرحلة شهدت حماسة للتغيير، وشعلة من أجل العمل على تحقيق العدالة والمساواة وغيرها من المبادئ، كما كان باراك أول رئيس أميركي من أصول أفريقية وزوجته كذلك أول سيدة أولى في البلاد من أصول أفريقية، وكانت تهتم بالعمل في مجال الحقوق وتجربتها تعد مصدر إلهام للكثير من الأميركيين وغيرهم أيضاً.
اكتسبت التكهنات بترشح ميشيل أوباما للرئاسة – أو لمنصب نائب الرئيس مع بايدن – زخماً في مارس، حيث طرحت أليسين كاميروتا، المعلقة على شبكة سي إن إن، ميشيل كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، وذكرت وسائل إعلام متعددة أن الديمقراطيين كانوا يلمحون بهدوء إلى حملة ميشيل أوباما وسط مخاوف بشأن ذلك.
كما أدت المخاوف بشأن سن بايدن المتقدم بعد تقرير المستشار الخاص روبرت هور الذي وصف فيه بايدن بأنه «رجل مسن ذو ذاكرة ضعيفة» إلى اكتساب هذه التكهنات زخماً آخر، لكن ميشيل أوباما رفضت في المقابل الدعوات للترشح للرئاسة مرة أخرى في بيان لشبكة NBC News.
وعلى الرغم من تأكيد ميشيل أوباما المستمر على عدم اهتمامها بالترشح للرئاسة، فإن بعض المراهنين ما زالوا غير مقتنعين. تضع منصة المراهنة Polymarket احتمالات أن تكون المرشح الديمقراطي لعام 2024 بنسبة 6%، وهو أعلى من أرقام آخرين مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي كان لديه احتمالات بنسبة 5%، بحسب فوربس.
وفي محاولة لتفسير تقدمها في استطلاعات الرأي، أشارت شبكة MSNBC، إلى أن هذا التقدم يشير إلى وجود شهية سياسية واسعة لشخص آخر غير الرئيس السابق. التحدي الذي يواجه الديمقراطيين هو تقديم شخص لهؤلاء الناخبين يكون مصدر حماسٍ لهم.
من هي ميشيل أوباما؟
ميشيل لافون روبنسون، والتي عرفت باسم ميشيل أوباما فيما بعد، هي محامية، وكاتبة، وزوجة الرئيس الرابع والأربعين والحالي باراك أوباما.
ولدتميشيلفي17يناير1964فيجنوبشيكاغو،وهيابنةماريان،ربةالمنزل،وفريزرروبنسون،عاملفيمحطةتنقيةالمياهبالمدينة،بحسبموقعEncyclopaedia Britannica
درست ميشيل علم الاجتماع والدراسات الأميركية الأفريقية في جامعة برينستون حيث حصلت على البكالوريوس في عام 1985 في نيوجيرسي قبل الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة هارفارد والتي تخرجت منها عام 1988، لتنضم إلى مكتب المحاماة «سيدلي وأوستن» في شيكاغو، حيث التقت لاحقاً بزوجها باراك أوباما.
وسعياً وراء مسار وظيفي يرتبط أكثر بالخدمة العامة، أصبحت ميشيل في عام 1991 مساعدة لعمدة شيكاغو ريتشارد إم دالي. وفي العام التالي، تزوجت هي وباراك. وخلال الفترة من عام 1992 إلى عام 1993، شغلت ميشيل منصب المفوض المساعد لإدارة التخطيط والتنمية في شيكاغو.
وفي عام 1993 أسست ميشيل فرع شيكاغو للحلفاء العموميين، وهو برنامج تدريب على القيادة للشباب. وشغلت منصب المدير التنفيذي للفرع حتى عام 1996.
في عام 1996، أصبحت ميشيل العميد المساعد للخدمات الطلابية في جامعة شيكاغو، حيث ساعدت في تنظيم برامج التوعية المجتمعية بالمدرسة. وفي عام 2002 أصبحت المديرة التنفيذية للشؤون المجتمعية والخارجية في الجامعة، ثم في عام 2005 أصبحت نائبة رئيس الشؤون المجتمعية والخارجية للمركز الطبي بالجامعة.
عندما أعلن زوجها ترشحه لترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة لعام 2008، لعبت ميشيل دوراً بارزاً في حملته. أخذت إجازة من منصبها في الجامعة لتكرس نفسها بشكل كامل للحملة مع الحفاظ على الوقت لرعاية ابنتيها الصغيرتين. ولأنها متحدثة ماهرة، فقد عارضت زوجها بشدة خلال السباق التمهيدي الطويل للحزب الديمقراطي، وفي يونيو 2008، أصبح باراك المرشح المفترض للحزب.
أضفى انفتاح ميشيل أثناء الحملة الانتخابية وفي المقابلات طابعاً إنسانياً على زوجها من خلال مناقشة أخطائه، وهو ما جعلها محبوبة لدى الكثيرين. وأشار إليها مساعدو الحملة الانتخابية على أنها الأقدر على الإقناع بين الناخبين غير الملتزمين الذين حضروا التجمعات الانتخابية.
أصبحت ميشيل أوباما السيدة الأولى خلال الفترة من 2009 وحتى 2016، وذلك بعد تولي زوجها مهام نصبه في 20 يناير 2009، والذي أعيد انتخابه في عام 2012.
باعتبارها السيدة الأولى، كانت الفرصة متاحة لميشيل لممارسة هوايتها المفضلة عبر المشاركة في العمل العام، وكان لها عدد من المبادرات الرئيسية، للدفاع عن النساء، وصحة الأسر، والتعليم العالي، والتعليم الدولي للمراهقات.
وشاركت ميشيل في قضايا مختلفة، لا سيما دعم الأسر العسكرية وإنهاء السمنة لدى الأطفال. وفي محاولة لتعزيز الأكل الصحي، قامت بزراعة حديقة نباتية في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في عام 2009.
ميشيل أوباما لها العديد من المؤلفات منها كتاب عن مذكراتها «Becoming» في عام 2018 والذي استمر أكثر من 130 أسبوعاً في قائمة نيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعاً، وبيعت أكثر من 15 مليون نسخة حول العالم، وفازت بجائزة جرامي، إلى جانب عدد من المؤلفات الأخرى.