محليات

التظليل الحراري.. ضرورة طبية ووقائية من أشعة الشمس تحددها ضوابط منظمة

الكويت إحدى أكثر دول العالم تعرضاً لأشعة الشمس ولأوقات طويلة

فيما تعد الكويت إحدى أكثر دول العالم تعرضاً لأشعة الشمس ولأوقات طويلة بما يعنيه ذلك من ارتفاع درجات الحرارة لتتجاوز 50 درجة مئوية صيفاً، يحاول الكثيرون التعامل مع هذه الأجواء سواء في المركبات أو المباني من خلال اللجوء إلى مواد عازلة أو مظللة.

ومنذ عقد من الزمن تقريبا لم يكن معروفاً في الكويت ما يسمى بـ«التظليل أو العازل الحراري» لكن حاليا لا تكاد تجد سيارة إلا وقد ظللت حراريا بنوافذها تجنبا وحماية من أشعة الشمس القوية التي تتسبب بحرارة كبيرة داخل السيارة فوجود «التظليل الحراري» يمنع الأشعة من الدخول بنسبة عالية للسيارات فضلا عن استخدامه في المباني بشكل عام.

ويعرف التظليل الحراري بأنه لاصق شفاف «توجد منه درجات من الشفاف حتى اللون الأسود» ويتم لصقه على النوافذ ويعمل على عكس مجرى أشعة الشمس بالتالي يمنع تلك الأشعة من الدخول إلى المكان الذي يريد الشخص حمايته منها سواء كان ذلك سيارة أو منزلا أو أي نوافذ مبنى بالإضافة إلى حبس الهواء البارد داخل المكان أطول فترة ممكنة.

وفي هذا الشأن قال أحد ملاك شركات التظليل الحراري محمود العبدالله، إن التظليل الحراري مهم وأمر حيوي للسيارات إذ يقي من أشعة الشمس الضارة ويحمي من الأشعة فوق البنفسجية وبإمكانه تقليل دخول الأشعة بنسبة تصل إلى 99 في المئة وثبت ذلك علميا عبر تجارب عالمية مما جعل الكثير من الناس يتجهون لتركيب التظليل فور شراء سيارة جديدة.

وأضاف العبدالله أنه على مستخدمي التظليل الحراري اختيار المكان المناسب والأكثر ثقة تجنباً للمنتجات المقلدة وإن كانت أكثر تكلفة لضمان الحصول على الوقاية المطلوبة.

علاوة على ذلك تبرز الحاجة إلى التظليل الحراري لدواع طبية إذ يعاني الكثيرون حساسية ضد أشعة الشمس.

وقال استشاري أمراض الجلدية وجراحة الجلد ورئيس وحدة جراحة الجلد بمركز أسعد الحمد الدكتور إبراهيم العرادي، إن أشعة الشمس تنقسم إلى نوعين الأول تحت الحمراء وهي من الصعب أن تصل لجسم الانسان أما الثاني فهي الأشعة فوق البنفسجية وهي النوع الضار للجلد وتنقسم لثلاثة أنواع A وB وC حيث يعتبر A وB أكثر ضررا على جلد الإنسان بينما C لا يشكل ضرراً مباشراً.

وأضاف العرادي أن أضرار الأشعة فوق البنفسجية الـ A وB من الممكن أن تسبب الحروق الشمسية وهو أمر شائع خاصة لذوي للبشرة الحساسة وهم أكثر فئة معرضة حيث إن كمية الضوء التي تصل للجلد كبيرة جدا وأكثر مما يتحمله بالتالي تنتج عنه حروق جلدية ويتكون احمرار على شكل بقعة وتتكون فقاعة وبعدها يبدأ الشخص بالشعور بحكات على الجلد بشكل متتال وشبه دائم ومزعج.

وأوضح أن أفضل طريقة لتجنب أشعة الشمس الضارة هي وضع حماية عن الشمس عبارة عن دهان أو مرهم واقي «Sunblock» على الأجزاء التي قد تتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر لكن الأفضل من ذلك هو ارتداء أكمام طويلة وتغطية الجسد عبر الملابس وهي الطريقة الأكثر فاعلية.

ولفت إلى أن التظليل الحراري على السيارات فعّال جداً للوقاية من أشعة الشمس وثبتت فعاليتها في كبح الأشعة عبر تجارب من مختصين في مجال التظليل.

ومن الناحية المرورية والأمنية فإن وزارة الداخلية لا تسمح بوضع جميع أنواع التظليل الحراري لذلك صدر القرار الوزاري رقم 864 لسنة 2020 بشأن تعديل المادة رقم 46 مكرر بتظليل الزجاج والذي تضمن السماح بتركيب الزجاج المضلل أو الملون لجميع أنواع المركبات على ألا تقل درجة الشفافية عن 30 في المئة وألا تزيد على 70 في المئة من شفافية الزجاج أو الرقائق الشفافة أو بكليهما لجميع النوافذ عدا النافذة الأمامية «أمام السائق» التي تنطبق عليها شروط ومواصفات أخرى لاعتبارات مرورية وأمنية.

وتقوم الإدارة العامة للمرور «إدارة الفحص الفني» دورياً بحملات تفتيش على ورش إصلاح وصبغ السيارات ومحلات الزينة بالتنسيق والتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وبلدية الكويت وتحرير المخالفات للمحلات إذ تم إغلاق عدد منها وإبعاد الأشخاص المخالفين للقرار الوزاري.

في السياق قال المثنى الهزاع وهو أحد مستخدمي التظليل الحراري في تصريح لـ«كونا» إنه يعاني مرضا جلديا مزمنا في حال تعرض جسمه للشمس وأن التظليل الحراري لمركبته أحدث فارقا كبيرا وأصبح بإمكانه الخروج أكثر خلال ساعات النهار وإنجاز أعماله بشكل طبيعي دون معاناة.

وأفاد مستخدم آخر ثامر الفريح بأن التظليل الحراري جزء لا يتجزأ من سيارته إذ ساهم في إنجاز حياته بأريحية أكثر خلال النهار خصوصا وأن مقر عمله يبعد لأكثر من ساعة من مكان إقامته مما يعرضه لأشعة الشمس لفترات طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى