«وول ستريت جورنال»: جهود لاحتواء عودة «داعش» في سوريا
التنظيم يحاول استعادة توازنه وتنظيم صفوفه في الصحراء السورية
تسعى قوات الكوماندوز الأميركية، في شمال شرقي سوريا، لاحتواء عودة تنظيم «داعش» الذي فرض ذات يوم سلطته وسطوته على مناطق شاسعة وملايين الناس، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم يحاول استعادة توازنه مرة أخرى وتنظيم صفوفه في الصحراء السورية، كما يقوم بتدريب الشباب مرة أخرى.
تمثل محاولة عودة تنظيم «داعش» الأخيرة تحديًا مختلفًا عن التحدي الذي فرضه في أوج قوته، عندما كان مئات المتشددين يندفعون عبر القرى المعزولة والمدن المزدحمة بالدبابات والشاحنات الصغيرة المحملة بالرشاشات. والآن تعمل المجموعة في خلايا أصغر مسلحة بالبنادق والفخاخ المتفجرة.
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن 153 هجوماً في سوريا والعراق. وهو يبني صفوفه من خلال تلقين الشباب أفكاره سراً في معسكرات تحتجز الآلاف من زوجات وأطفال مقاتلي التنظيم المعتقلين.
ونقلت الصحيفة عن ضباط من الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية ـ وهي قوات يقودها الأكراد وساعدتها الولايات المتحدة في هزيمة الجماعة المسلحة قبل خمس سنوات ـ أن تنظيم «داعش» يحشد قواته في صحراء البادية السورية، ويقوم بتدريب المجندين الشباب ليصبحوا انتحاريين ويوجهون الهجمات على القوات المتحالفة.
وقد ضاعف المقاتلون المتشددون وتيرة هجماتهم في سوريا والعراق هذا العام، مستهدفين نقاط تفتيش أمنية، وتفجير سيارات مفخخة، والتخطيط لتحرير آلاف الرفاق المسجونين منذ استعادت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة آخر مدينة تحت سيطرة تنظيم «داعش».
وأشار تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى حملة لم تحظ بتغطية إعلامية كافية، حيث تنفذ الطائرات الأميركية غارات جوية، وتوفر مراقبة جوية حية لقوات سوريا الديمقراطية البرية التي تنفذ غارات على خلايا يشتبه في أنها تابعة لتنظيم «داعش».
وفي حين تظل هذه القوات عادة على مسافة آمنة من القتال، فإن القوات الأميركية النخبة تنفذ أحيانًا مهام بمفردها لقتل أو أسر كبار قادة التنظيم الإرهابي.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الرد اليوم من جانب الولايات المتحدة وفرنسا وحلفائهما الغربيين على عودة «داعش» أصبح معقدًا بسبب حالة عدم اليقين ــ التي تغذيها المفاوضات الدبلوماسية والانتخابات الأميركية المقبلة ــ حول الدور الذي سيلعبه التحالف في المنطقة في الأشهر والسنوات المقبلة.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية البرية غالبًا ما تطارد خلايا تنظيم داعش في القرى والبلدات المحيطة بشمال شرق سوريا. وفي إحدى الغارات التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من القوات الخاصة الأميركية، ضربت ثمانية مجمعات سكنية تضم مسلحين مشتبه بهم من تنظيم الدولة الإسلامية.
وتفيد تقارير قوات سوريا الديمقراطية بأنها أسرت 233 مقاتلًا مشتبهاً بانتمائهم لداعش في 28 عملية في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي.
كما نفذت الطائرات الأميركية ثلاث ضربات على أهداف لتنظيم داعش في سوريا، وواحدة في العراق، حتى الآن هذا العام.
ونفذت الولايات المتحدة، التي لديها الآن 900 عسكري ومدني في سوريا و2500 في العراق، أربع ضربات ضد تنظيم «داعش» طوال العام الماضي.
وساعدت القوات الأميركية في ما يقرب من 50 ضربة جوية أخرى نفذتها القوات الجوية العراقية منذ بداية العام الماضي، وفقاً لبيانات البنتاغون.
وطبقا للتقرير، فإن المخيمات في شمال شرق سوريا يعيش فيها نحو 43 ألف نازح سوري وعراقي، بما في ذلك العديد من زوجات وأطفال مقاتلي تنظيم «داعش» المسجونين الذين تعتبرهم قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة مجندين محتملين للتنظيم.
ويقول مسؤولون أمنيون إن تنظيم «داعش» يقوم بتهريب الأطفال عندما يصلون إلى سن القتال خارج المعسكر للتدريب العسكري في الصحراء.
وواجهت السلطات المحلية صعوبة في تحديد ما يجب فعله مع هذه العائلات، التي غالبًا ما تكون غير مرغوب فيها في بلدانها الأصلية ولكن تعتبر خطيرة للغاية بحيث لا يمكن إطلاق سراحها بين عامة الناس.