أب من غزة ذهب لتسلم شهادة ميلاد توأميه ليعود ويجدهما شهداء مع أمهما
تحولت فرحة الفلسطيني محمد أبو القمصان بحصوله على شهادتي ميلاد توأمه البالغ من العمر أربعة أيام، لحزن بعدما فجع بخبر استهداف الاحتلال الإسرائيلي للشقة التي يسكنها مع عائلته في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة ، حيث فقد توأمه وزوجته وحماته.
واستقبل أبو القمصان وزوجته جمانة عرفة قبل ثلاثة أيام آيسل وآسر بعد عملية قيصرية صعبة خضعت لها الأم استمرت عدة ساعات وتكللت بالنجاح وخروج توأمها إلى الحياة وسط فرحة عائلية غامرة.
وكان أبو القمصان غادر منزله صباحا لاستلام شهادات ميلاد آيسل وآسر إلا أنه تلقى اتصالا هاتفيا يخبره بقصف المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرق المدينة الشقة السكنية التي كانت تؤوي عائلته.
ووقع الاتصال على الشاب كصاعقة وتوجه فور تسلمه شهادتي ميلاد التوأم مسرعا إلى مستشفى شهداء الأقصى بالمدينة خوفا على مصير زوجته وطفليه الرضيعين وبقية أفراد عائلته.
وما إن وصل أبو القمصان إلى باحة المستشفى بدا وجهه شاحبا ويتصبب عرقا وكأن الدماء لا تسري فيه، بينما يحمل في يديه شهادتي الميلاد الجديدة لصغيريه.
وراح يركض من زاوية لأخرى في المستشفى رافعا يديه ويدعو الله أن تكون عائلته بخير، إلا أن الجميع حوله بدأ بتقديم التعازي له على فقده “المرير”.
وفور مشاهدته جموع الناس حول ثلاجة الموتى في المستشفى دخل في نوبة بكاء وفقد أعصابه من هول الصدمة التي كانت أكبر من أن يتحملها عقل وقلب انسان.
وقال أبو القمصان بينما كان يبكي بحرقة ويرفع شهادة ميلاد توأمه، “انقلبت حياتي رأسا على عقب وتحول الفرح بقدوم آيسل وآسر إلى حزن”.
وأضاف بصوت متقطع “قبل أيام فقط ولدا (…) خرجت اليوم لاستكمال الإجراءات الرسمية وإحضار شهادة ميلادهما بعد ولادتهما يوم السبت 10 أغسطس”.
وتابع بينما كانت تخنقه دموعه “أيسل وآسر هما أول فرحتي .. لم تكتمل فرحتنا بقدومهما (..) لقد قتلا دون أن يتمكنا حتى من معرفة معنى الحياة.. لقد ذهبا مع والدتهما للأبد”.
وباستشهاد الطفلين الرضيعين أيسل وآيسر أبو القمصان بلغ إجمالي عدد الأطفال الرضع الذين وُلِدوا واستشهدوا في الحرب 115 طفلا، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب إن الأطفال “عاشوا لحظات قصيرة من الحياة قبل أن تُزهق أرواحهم تحت وطأة القصف والعدوان”.
وعلى مقربة من الوالد المكلوم على فقدان توأمه وزوجته، وقف شقيق زوجته محمود عرفة يبكي بحرقة والدته التي قضت هي الأخرى بينما كانت ترعى نجلتها وتوأمها.
وقال عرفة للصحفيين بينما كان يقف قبالة جثث والدته وشقيقته وطفليها التوأم المتواجدة في ثلاجات الموتى “ما الذنب الذي اقترفوه ليتم إنهاء حياتهم بهذا الشكل”.
وأضاف بنبرة حادة “عائلة كاملة أبيدت.. أم وتوأمها ووالدتي.. سكان مدنيون تم استهدافهم داخل شقة سكنية لا حوّل لهم ولا قوة وليسوا في ساحة قتال”.
ولم يصدر على الفور أي تعليق إسرائيلي على استهداف الشقة السكنية التي تقطن فيها العائلة.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تحت اسم “السيوف الحديدية” أدت إلى استشهاد أكثر من 39 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية.