«نيويورك تايمز»: هاريس أظهرت ترامب على حقيقته.. المناظرة كانت نجاحاً حاسماً لها
الرئيس السابق ظل صامتاً.. بينما كانت كامالا هاريس تضغط عليه وتفنّد خطته
خلال الدقائق العشر الأولى من مناظرة الأربعاء، بدا الأمر وكأن النسخة المنضبطة من الرئيس السابق دونالد ترامب قد ظهرت في فيلادلفيا، إذ بدا شخصاً تعلم من فشله في كبح جماح اندفاعاته في مناظرات عام 2020 مع الرئيس جو بايدن.
ويقول الكاتب ديفيد فايرستون في مقاله في صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترامب ظل صامتًا، بينما كانت كامالا هاريس تفند خطته الاقتصادية، التي أشارت بشكل صحيح إلى أنها تستند إلى خفض الضرائب للأثرياء وضريبة المبيعات على جميع السلع المستوردة. وعندما جاء دوره للرد، أشار بدقة إلى أن إدارة بايدن لم تبذل أي محاولة لإنهاء التعريفات الجمركية التي فرضها على الصين.
لكن هذا لم يدُم، ولم يعتقد أحد ممن شاهدوا ترامب على مدى العقد الماضي أن ذلك قد يحصل.
في غضون دقائق، انزلق من مناقشة التعريفات الجمركية إلى مهاجمة المهاجرين – وهو وصف عاد إليه مرارًا- بشكل لا يمكن وصفه، إلا بأنه شكّل من أشكال الهستيريا القومية.
قال ترامب: «إنهم يستولون على المدن. إنهم يستولون على المباني. إنهم يقتحمون بعنف.. هؤلاء هم الأشخاص الذين سمحت لهم هي وبايدن بالدخول إلى بلدنا. وهم يدمرون بلدنا. إنهم خطرون. إنهم في أعلى مستويات الإجرام، وعلينا إخراجهم. علينا إخراجهم بسرعة».
كان هذا هو مستوى الوهم الذي كانت هاريس وحملتها تأمل بوضوح أن يظهره ترامب للناخبين، وقد ساء الأمر من هناك.
وفي إشارة إلى المهاجرين الهايتيين في سبرينغفيلد بولاية أوهايو، كرر افتراءات شنيعة بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرها نائبه جيه دي فانس: «الأشخاص الذين جاءوا، يأكلون القطط. إنهم يأكلون – يأكلون حيوانات أليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك»، وعندما أشار المنسق ديفيد موير إلى أن المسؤولين المحليين لم يروا شيئًا من هذا القبيل، قال ترامب إنه سمع عن ذلك على شاشة التلفزيون.
طوال المساء، وفي لحظات مثل تلك، تمكنت هاريس من القيام بشيء، فشل بايدن في القيام به، عندما كان يخوض حملة إعادة انتخابه، وهو دفع ترامب بطرق كشفت عن أكاذيبه وخيالاته الجامحة.
وكان هذا صحيحًا حتى بشأن المحاولة المخيفة لاغتيال ترامب. لم يكن هناك دليل على أنها كانت ذات دوافع سياسية، لكن هذا لم يمنع ترامب من ادعاء ذلك.
وقال: «ربما تلقيت رصاصة في الرأس بسبب الأشياء التي يقولونها عني»، في إشارة إلى ادعائه الكاذب بأن الاتهامات الموجهة إليه كانت دليلاً على «تسليح» نظام العدالة.
وسُئل عن دوره في تقويض العملية الديمقراطية، فقال إن هاريس هي التي فعلت ذلك بالفعل، من خلال اغتصاب دور بايدن على رأس القائمة.
وأضاف: «أنت تتحدث عن تهديد للديمقراطية – حصل على 14 مليون صوت، وأخرجوه من منصبه. وتعلم ماذا؟ سأخبرك بسر صغير. إنه يكرهها. لا يستطيع تحملها. لكنه حصل على 14 مليون صوت. لقد طردوه. ولم تحصل على أي أصوات».
كانت المناظرة نجاحًا حاسماً لهاريس ليس فقط لأنها تمكنت من تعريف نفسها وخططها ولكن أيضًا لأنها تمكنت من الضغط على بعض الأزرار والسماح لترامب بإظهار ذاته الحقيقية.