القطاع الصحي في لبنان يستعد لحالات الطوارئ في حال توسع عدوان الاحتلال
التعامل مع حالات النزوح لتوفير احتياجاتهم من أدوية ولقاحات للأطفال
• خطة للتعامل مع جرحى الحرب وتوفير الدواء والمستلزمات الطبية
(كونا) – يبذل القطاع الصحي في لبنان منذ شهور الجهود لحشد الإمكانات استعدادا لمواجهة حالات الطوارئ التي قد تنتج في حال تطور الأوضاع العسكرية والأمنية القائمة جنوبي لبنان منذ أكتوبر الماضي بعد انطلاق عملية (طوفان الأقصى) في قطاع غزة وتوسع رقعة الحرب.
وتقود وزارة الصحة اللبنانية عمليات الاستعداد والتجهيز للقطاع الصحي عبر التنسيق بين المستشفيات الحكومية والخاصة والمرافق الصحية المختلفة ومن خلال التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن الصحي لتأمين التدريب والأدوية والمستلزمات المطلوبة في حالات الطوارئ.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن دور الوزارة يتمثل بإعداد القطاع الصحي في لبنان الحكومي والخاص والتنسيق مع المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية لضمان حسن استخدام الموارد في حالات الطوارئ.
وأضاف الأبيض أن الوزارة تركز بشكل أساسي على خطة الطوارئ الصحية التي تم تفعيلها منذ بدء الاعتداءات على لبنان وهي تنقسم إلى جزأين الأول يتناول موضوع التعامل مع جرحى الحرب والثاني يتعلق بتوفير الدواء والمستلزمات الطبية.
وأوضح أنه في ما يتعلق بالجزء الأول جرت إعادة تدريب للطواقم الطبية والكوادر في المستشفيات التي خسرت جزءا مهما من كوادرها الذي غادر لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها لبنان منذ عام 2019.
ولفت إلى إتمام عمليات التدريب والتأكد من امتلاك المستشفيات خطة طوارئ تمكنها من التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى لا سيما من المصابين بالحروق وقذائف الفوسفور الأبيض.
أما في الجزء الثاني المتصل بالدواء والمستلزمات الطبية أشار وزير الصحة إلى رفع مستوى المخزون في هذه المجال الذي أصبح «يغطي الحاجة لأربعة أشهر».
وقال الأبيض إنه توجد في الوزارة غرفة عمليات للطوارئ الصحية كما توجد غرفتان «مرادفتان» إحداهما في مستشفى (رفيق الحريري) الحكومي للربط بين المستشفيات والأجهزة الاستشفائية والأخرى غرفة طوارئ في بيروت لمعالجة الأوبئة.
وأكد أهمية التنسيق الذي تقوم به الوزارة بين المستشفيات والأجهزة الإسعافية كالصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني.
وأوضح أنه جرت عمليات تدريب في المستشفيات للتعامل في حالة عزل المناطق اللبنانية عن بعضها البعض بفعل تصاعد الأعمال الحربية لافتا إلى أنه قد «حصل نوع من التطبيق الحقيقي على أرض الواقع لهذا التدريب مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت في ال30 من يوليو الماضي حيث استطعنا توزيع عدد الجرحى على المستشفيات».
ونوه وزير الصحة بتعاون المستشفيات الخاصة التي أظهرت «وعيا ومسؤولية جيدين» وأصبحت «شريكة للوزارة» في استقبال الحالات في المناطق التي لا توجد فيها مستشفيات حكومية كما هو الحال في منطقة (صور) جنوبي لبنان مؤكدا تقديم الوزارة كل خدماتها للمرضى حتى في المستشفيات الخاصة.
ولفت إلى أنه جرى إعداد خطة للتعامل مع حالات النزوح عبر الربط بين مراكز الرعاية الأولية لتوفير احتياجات النازحين ولجوئهم إلى مراكز الإيواء من أدوية ولقاحات للأطفال وخدمات صحية بحيث يتم تقديم الرعاية الطبية عبر عيادات نقالة.
كما تم وضع خطة للترصد الوبائي لتفادي انتشار أي أمراض بين النازحين خاصة في مراكز الإيواء حيث يشكل الاكتظاظ بيئة ملائمة لتفشيها.
وأشار وزير الصحة إلى نجاح الوزارة في الحصول على التمويل من الحكومة بما يفوق 20 مليون دولار لمعالجة الجرحى ولتغطية علاج النازحين في مراكز الرعاية الأولية.
وأوضح الأبيض أنه في حالات الطوارئ «دائما هناك عامل مجهول» سواء فيما يتعلق بتوسع الاعتداءات أو بنوعية الأسلحة المستخدمة مؤكدا أنه ضمن الإمكانيات الموجودة فإن الخطة التي وضعتها الوزارة مع شركائها «تجعلها في وضع الاستعداد».
وقال وزير الصحي «لقد حصلت معنا تجربة صغيرة» في عدوان طيران الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت نهاية يوليو الماضي وفي منطقة (البقاع) شمال شرقي لبنان في اغسطس الماضي «وما نتج عنه من أعداد كبيرة من الجرحى ونجاح المستشفيات في التعامل معها».
من جهته أكد نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون ل(كونا) وجود 125 مستشفى خاصا على امتداد لبنان قادرة على التعامل في حالات الطوارئ.
وقال هارون إن «لدينا خطة طوارئ وضعت بالاتفاق مع وزارة الصحة وجرى تدريب الطواقم الإدارية والطبية والعاملين في المستشفيات عليها في مناورات للاطلاع على كيفية التصرف في حالات الطوارئ».
وأكد جاهزية المستشفيات من ناحية العناصر البشرية والمستلزمات الطبية والأدوية.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت أن الخسائر البشرية والمادية في القطاع الصحي من جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان حتى السابع من الشهر الحالي تضمنت مقتل 25 مسعفا من مختلف فرق الإسعاف العاملة في الميدان وعاملين صحيين اثنين إلى جانب إصابة 94 مسعفا وعاملا صحيا بجروح.
كما جرى استهداف مستشفيين يشكلان مرفقين صحيين ضروريين للأهالي والنازحين قسرا الموجودين في المناطق المعرضة والمتاخمة للاعتداءات إضافة إلى استهداف 21 مركزا صحيا وقد «خرجت عن الخدمة أو تضررت جزئيا 32 آلية إسعاف وإطفاء».
وفي إطار رفع الجاهزية في حال توسع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 33 طنا من المستلزمات الطبية الأساسية الطارئة لضمان استعداد المرافق الصحية في مختلف أنحاء لبنان وتأهبها في حالة حدوث أي تصعيد عسكري.
وتتضمن المساعدات المقدمة مجموعات صحية طارئة أساسية للمستشفيات التي تعالج المصابين ومجموعات دعم مرافق للتوليد ومساعدة النساء الحوامل.
كما تتضمن الأدوية والعلاجات الأساسية للحالات الحادة والمعدية إضافة إلى مجموعات أخرى منقذة للحياة لمساعدة فرق الاستجابة للطوارئ وسيارات الإسعاف على تقديم الإسعافات الأولية.