الكويت وطاجيكستان.. علاقات وطيدة تشهد تطوراً مستمراً لتحقيق تطلعات الجانبين
بفضل حرص القيادتين الحكيمتين في البلدين على تعزيزها في شتى المجالات
تشهد العلاقات بين دولة الكويت وطاجيكستان تطوراً مستمراً بفضل حرص القيادتين الحكيمتين في البلدين الصديقين على تعزيزها في شتى المجالات، بما يساهم في تحقيق أهدافهما المشتركة وخططهما الاستراتيجية ورؤاهما التنموية.
ومن المقرر أن يصل إلى البلاد غداً الأحد رئيس أذربيجان إمام علي رحمان والوفد الرسمي المرافق في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات رسمية مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
ويتمتع البلدان الصديقان بعلاقات متينة تطورت بمرور السنوات السابقة من خلال الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين وتشكيل لجنة مشتركة وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، فضلاً عن النشاط الخيري والإنساني الكويتي في طاجيكستان.
ودشن البلدان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1995 إلا ان الصلات والروابط السياسية بين البلدين سبقت هذا التاريخ ولاسيما بعد ان أعلنت طاجيكستان في 9 سبتمبر 1991 سيادتها الكاملة واستقلالها التام عن الاتحاد السوفييتي السابق وكانت الكويت من أوائل الدول العربية التي بادرت إلى الاعتراف بذلك.
ومنذ تدشين العلاقات الدبلوماسية تعمل وزارتا الخارجية في البلدين بشكل دؤوب على تنفيذ التوجيهات السامية من القيادات العليا لتعزيز علاقات التعاون على الصعد كافة مما أكسبها مسارا تصاعديا.
وفي سبتمبر الماضي اجتمع ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد مع رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث بحثا العلاقات المشتركة وسبل دعمها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين إضافة إلى أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وشهد عام 1995 أول زيارة لرئيس طاجيكستان امام علي رحمان الى الكويت حيث اثمرت توقيع سبع اتفاقيات بين البلدين، فيما شهدت العلاقات بعدها تطوراً ملحوظاً لاسيما بعد فتح سفارة طاجيكستان في الكويت عام 2013 وتشكيل اللجنة الاقتصادية الثنائية برئاسة وزيري المالية في البلدين.
وتمثل اللجنة المشتركة بين البلدين للتعاون الاقتصادي والتجاري والعملي والفني آلية مهمة وفاعلة على مستوى حكومتي البلدين باعتبارها تهدف الى تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات والمجالات ذات الاهتمام المشترك.
وتتولى اللجنة مهمة تنسيق ومتابعة ومناقشة أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والإنمائية والتجارية والعلمية والثقافية إضافة الى بحث سبل تفعيل التعاون في مجال القطاع الخاص.
وعقدت الدورة الأولى لاجتماعات اللجنة المشتركة عام 2013 في طاجيكستان والدورة الثانية في الكويت عام 2017 في حين استضافت طاجيكستان عام 2022 الدورة الثالثة لأعمال اللجنة التي اتفق فيها الطرفان على عدد من الخطط والبرامج لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية.
وعلى مدار السنوات الماضية وقع البلدان نحو 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم في عدد من المجالات أهمها المشاورات الثنائية السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين والتعاون في المجال الاقتصادي والسياحي والزراعي والأمني والتعليمي والنقل الجوي.
ويسهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عدد من المشاريع الإنمائية بطاجيكستان فيما أعلنت الأخيرة في يناير عام 2022 إلغاء تأشيرة الدخول للكويتيين وأعفت الكويت مواطني طاجيكستان الذين يحملون الجوازات الدبلوماسية والخاصة من تأشيرات الدخول الى الكويت.
وشهد عام 2022 أيضا تدشين خطوط جوية مباشرة بين دوشنبي والكويت في خطوة تهدف الى تعزيز العلاقات التجارية والتعاون السياحي بين البلدين الصديقين. وعلى الصعيد الإنساني قدمت الكويت عبر جمعياتها الخيرية والإنسانية العديد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لطاجيكستان لاسيما بعد الزلزالين اللذين حدثا فيها عامي 2015 و2024 والفيضانات التي شهدتها عام 2017 فيما دشنت الهيئة العامة لشؤون القصر هناك عددا من المشاريع التنموية.