«واشنطن بوست»: الفصائل السورية تلقت مسيّرات ومساعدات من الاستخبارات الأوكرانية
في مسعى من كييف لتقويض روسيا وحلفائها في المنطقة
قالت مصادر مطلعة على النشاطات العسكرية الأوكرانية بالخارج، إن فصائل المعارضة المسلحة السورية «تلقت مسيّرات ومساعدات»، من عملاء استخبارات أوكرانيين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها في المنطقة، وفق ما نقل الكاتب الأميركي ديفيد إجنايشس في مقال بصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
ووفقاً للمصادر، أرسلت الاستخبارات الأوكرانية نحو 20 خبيراً في تشغيل المسيرات ونحو 150 مسيرة إلى معقل الفصائل في إدلب، قبل 4 إلى 5 أسابيع، لمساعدة «هيئة تحرير الشام»، التي قادت اجتياح فصائل المعارضة المسلحة، للأراضي التي كان يسيطر عليها نظام بشار الأسد.
وقالت مصادر غربية إنها تعتقد أن الدعم الذي قدمته كييف لعب دوراً متواضعاً في الإطاحة بالأسد، ولكنها خطوة تأتي ضمن جهود أوكرانية سرية وواسعة لضرب العمليات الروسية في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وداخل روسيا نفسها.
وقال مسؤولون أميركيون إن عمليات مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف العدائية ضد روسيا بالخارج، أقلقت إدارة جو بايدن في بعض الأحيان.
وقال إجنايشس إنه رغم أن برنامج المساعدات الأوكرانية السري في سوريا كان «سراً علنياً»، إلا أن مسؤولي إدارة بايدن قالوا للكاتب الصحافي الأميركي إنهم لم يكونوا على علم به، في معرض ردهم على أسئلة بشأن هذا البرنامج.
وقال إجنايشس إن الدافع الأوكراني واضح، وهو أنه لمواجهة العدوان الروسي على بلادهم، بحثت الاستخبارات الأوكرانية عن جبهات أخرى، يمكنها فيها أن توجه «ضربة دامية» لروسيا و«تقويض حلفائها».
وأضاف أن الأوكرانيين أعلنو نواياهم، ولفت إلى مقال نشرته صحيفة Kyiv Post في 3 يونيو الماضي، ونقلت فيه عن مصدر بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية المعروفة اختصاراًبـ GUR أنه «منذ بداية العام الجاري، ألحقت فصائل المعارضة السورية، مدعومة بعملاء أوكرانيين، ضربات عدة ضد المنشآت العسكرية الروسية في الإقليم».
وتضمن المقال المنشور على موقع الصحيفة مقطع فيديو يظهر هجمات على مخبأ مغطى بالحجر، وشاحنة بيضاء، وأهداف أخرى، قالت إنها «تعرضت لضربات من المعارضة المسلحة المدعومة أوكرانياً داخل سوريا».
وأشارت الصحيفة إلى أن العملية السورية قامت بها وحدة خاصة تعرف باسم Khimik، وهي وحدة داخل الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بالتعاون مع المعارضة السورية.
وقال ديفيد إجنايشس إن العملية الأوكرانية في سوريا ليست الوحيدة التي تقوم بها الاستخبارات الأوكرانية بالخارج لمضايقة الروس، إذ ذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC في أغسطس الماضي، أن أوكرانيا ساعدت المسلحين في شمال مالي لمواجهة مقاتلي مجموعة فاجنر الروسية، وفي 27 يوليو الماضي، أودى هجوم بحياة 84 من مقاتلي فاجنر و47 مالياً، وفق الهيئة.
وتفاخر أندري يوسوف المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بعملية مالي بعدها بعدة أيام، قائلاً إن «الثوار الماليين تلقوا معلومات أساسية، وليس فقط معلومات، مكنتهم من القيام بعملية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس»، وفقاً لـBBC.