إسرائيل تلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام
تقرير إسرائيلي يكشف رفض مجندات الخدمة على تخوم غزة

• ارتفاع حالات عصيان المجندات خوفاً من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر
(وكالات) – قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل ستعود إلى القتال في قطاع غزة خلال 10 أيام إذا لم تواصل حركة حماس الإفراج عن المحتجزين، في حين قالت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط إن واشنطن تريد التوصل لحل دبلوماسي ولا أحد يريد عودة القتال، وفق تعبيرها.
وأوضحت القناة الـ12 أن «إسرائيل ترغب في التوصل إلى تفاهمات، لكنها وضعت المهلة لدفع العملية إلى الأمام»، وفقاً لـ «الجزيرة.نت».
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نحن حاليا في طريق مسدود بشأن مفاوضات الصفقة».
في الوقت نفسه، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر قوله إن استئناف إسرائيل للقتال في غزة سيستغرق بعض الوقت بسبب تغيير رئيس الأركان.
وانتهت السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
بيد أن الاحتلال امتنع عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، خلافا لما ينص عليه الاتفاق، كما أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة وهددت باستئناف الحرب.
تهديدات نتنياهو
وأوضح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة أمام الكنيست (البرلمان) اليوم الاثنين أن إسرائيل لا تنوي التفاوض على المرحلة الثانية لأن «المسافة بيننا وبين حماس… لا يمكن جسرها»، وأضاف: «نستعد للمراحل المقبلة من حرب النهضة على 7 جبهات».
وتابع: «نقول لحماس إن لم تطلقوا سراح مختطفينا ستكون هناك تبعات لا تستطيعون احتمالها».
وكرر نتنياهو الحديث عما قال إنه مقترح جديد من المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الباقين في قطاع غزة عبر دفعتين.
من جانبها، اتهمت حركة حماس نتنياهو بخرق الاتفاق، وطالبت الوسطاء والضامنين بحماية الاتفاق من الانهيار وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على بدء المرحلة الثانية وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كل القوات الإسرائيلية وإعادة الإعمار.
على صعيد متصل كشف تقرير صدر عن أمين المظالم في الجيش الإسرائيلي عن ارتفاع عدد الشكاوى المقدمة من قبل الجنود الإسرائيليين بشأن سوء المعاملة من قبل قادة الجيش وصل إلى حد التهديد بالسلاح، كما يظهر التقرير ارتفاعاً في حالات عصيان المجندات الإسرائيليات للخدمة في نقاط المراقبة على حدود قطاع غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر.
وتحدث التقرير الإسرائيلي عن “اتجاه مقلق” كما وصفته أمين المظالم العميد راشيل تيفيت ويزيل، وفقاً لارتفاع الشكاوى المقدمة من الجنود بشأن تعرضهم للإساءات اللفظية والتهديد بالأسلحة والعنف الجسدي “الصارخ”.
وتشير شهادات الجنود إلى تعرض بعضهم للتهديد بالسكاكين والصفع والركل والخنق من قبل بعض قادة الجيش. وتم إرسال هذه الشكاوى إلى الشرطة العسكرية للتحقيق فيها، بينما تم التعامل مع بعضها في المستوى الداخلي في وحدات الجيش واتخاذ الإجراءات اللازمة “لاستعادة ثقة الجنود بجيشهم”.
وفي جانب منه، تحدث التقرير عن “الإساءة للصحة العقلية والنفسية للجنود” حيث يعتقد الجنود أن هذا الملف يواجه إهمالاً حكومياً منذ السابع من أكتوبر عام 2023.
وتوضح ويزيل أسباب تأخر الجهات المختصة في الاستجابة للشكاوى المتراكمة بشأن إهمال صحة الجنود النفسية والعقلية، وذلك نظراً لازدياد الطلب على خدمات الرعاية وعدم توافر المواعيد والمعالجين، وسوء إدارة هذا الملف من قبل القادة.
وبحسب التقارير، فإن التدهور العقلي والنفسي في صحة الجنود لا يعود إلى تداعيات هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس فحسب، بل يسببه أيضاً سلوك قادة الجيش في التعامل مع المجندين، لا سيما هؤلاء من شهدوا الأحداث وعايشوها، أو ممن شاركو في القتال في قطاع غزة خلال فترة الحرب.
رسائل سياسية
ويتناول قسم آخر في التحقيق “الرسائل السياسية” المراد إيصالها من خلال إجراءات تأديبية اتخذت ضد الجنود.
وقالت فيزيل بعد التحقق في هذا القسم من الشكاوى، “على الرغم من أن الإجراءات العقابية اتخذت بالفعل بسبب حوادث تأديبية خطيرة” إلا أن بعض التحقيقات تربط قرارات قادة الوحدات العسكرية بمعاقبة المجندين بـ “آرائهم السياسية”، أو بسبب مشاركتهم في احتجاجات على سياسة الحكومة الإسرائيلية، وانتماء بعضهم إلى منظمات مناهضة للحكومة في بعض الحالات.
وأضافت ويزيل أن الجيش “ينظر بخطورة إلى أي تصريح أو سلوك عنيف من جانب الضباط تجاه مرؤوسيهم، ويتعامل معهم بقسوة”.
إساءة وتمييز في صفوف المجندات “الخائفات”
ولم تقتصر الانتهاكات على الجنود الإسرائيليين، بل تحدثت المجندات أيضاً عن نصيبهنّ من الإساءة والتهديد والتمييز داخل أطر الجيش. في حين تظهر التقارير الصادرة عن الجيش ارتفاع عدد المجندات اللاتي يرفضن الخدمة في مضمار المراقبة، لا سيما على تخوم قطاع غزة.
وبحسب التقرير، رفضت مجندات إسرائيليات، دون الكشف عن عددهنّ، التكليف الصادر عن قيادة الجيش بالعمل في المراقبة الميدانية، خوفاً من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، وفقاً لما أوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وبينما أكد مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش يحاول إعادة بناء المنظومة الدفاعية وتأمين الحدود من أجل “أمن المجندات بعد السابع من أكتوبر”، تلقت قيادة الجيش شكاوى مقدمة من أهالي المجندات.
ويعرب الأهالي في شكاويهم عن قلقهم على بناتهم والخوف عليهن من الخدمة قرب السياج الحدودي مع غزة، في وقت يتم فيه نقل البؤر الاستيطانية إلى مناطق أخرى بعيدة عن الحدود لتأمينها من الخطر.
وكان للمنجدات نصيب من سوء المعاملة بحسب التقرير، إذ تعرضت مجندات للصفع من قبل قائد إحدى الكتائب في الجيش، بينما تعرضت أخريات لسلوك يندرج في إطار التمييز على أساس الجنس، حيث نصح قائد إحدى الكتائب مجندة في وقت الخدمة بأن “تصبغ شعرها باللون الأشقر نظراً لغبائها بدلاً عن الخدمة في الجيش الإسرائيلي”.