
(كونا) – استعرض خمسة فنانين مشاركين في معرض «سدي 2025.. روابط الأسلاف» أعمالاً فنية معاصرة تنطلق من رموز السدو وأساليبه وسياقه التاريخي لخلق رؤى جديدة تستكشف الهوية الثقافية الشخصية والجماعية وتربط بين الأصالة والحداثة.
وقالت رئيس جمعية السدو الشيخة بيبي دعيج الجابر الصباح لـ«كونا» على هامش المعرض في بيت السدو ان المعرض يقام هذه السنة في دورته الثامنة ضمن برنامج الفنان المقيم ويحمل السنة موضوع روابط الأسلاف ويتناول الروابط التي تجمع الأجيال سواء بالدم أو البيئة أو العادات والتقاليد.
وأضافت أن جمعية السدو تحرص سنويا على تنظيم هذا المعرض بهدف تشجيع الابتكار وهو من أبرز أهداف بيت السدو لافتة إلى أنه في كل سنة نطرح موضوعا مختلفا يستلهم من روح السدو وننتظر هذا الحدث لرؤية السدو بصورة جديدة ومبتكرة.
وأوضحت أن تنظيم المعرض جاء برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبمشاركة 5 فنانين قدموا أعمالا تجمع بين الحداثة والأصالة مما يعكس استمرار السدو كرمز ثقافي متجدد.
وقدم الفنان المهندس عبدالعزيز الربيع عمله «حكايات على حجر» الذي يسلط الضوء على طريقة سرد القصص في صناعة وحياكة السدو حيث يتكون عمله من 144 قطعة حجر اسمنتي طبعت ثم نقلت على كل منها صورة بالأبيض والأسود من تصوير الفنان في الكويت ومصر لتخلق ايقاعا بصريا مستوحى من نقشات السدو.
وجاء عمل الفنانة المعمارية غدير محمد بعنوان «مقرنصات السدو» وهو عبارة عن تركيب فني يدمج بين الحرفية ثنائية الأبعاد لحياكة السدو وتعقيد فن المقرنصات ثلاثي الأبعاد ويتألف هيكل العمل من أكثر من 4000 أنبوب ألمنيوم مصقول و6000 وصلة حرف T مشكلا قبة حيث تعمل المقرنصات ذات الأصول في العمارة الإسلامية كهيكل إنشائي بينما تبرز زخارف السدو كأنماط ممتدة على سطحه.
وأبدع الفنان جاسم الصانع بعمله «بر بحر بر بحر» الذي يطرح السؤال: هل الصحراء فعلا تقف عند البحر أم تمتد تحته؟ مستخدما القماش واللؤلؤ والصوف والأصداف والكريستال والأصباغ لتكوين عمله الفني.
أما الفنانة المعمارية دانة الراشد فقد نسجت وطرزت في عملها «منطق الطير» لتعكس لنا الحياة البرية في الكويت من نباتات صحراوية وطيور مقيمة ومهاجرة مستوحية نقوشها من الزخارف الإسلامية وفن الفسيفساء ومن مبدأ الشجرة لدى ناسجات السدو حيث كانت المرأة في البادية تنسج ما تراه حولها بطريقة فطرية.
وكان عمل الفنان المعماري عبدالمحسن العريفان مختلفا من عنوانه «نسيج بلا خيوط» وهو عمل تركيبي يعيد تخيل ببت الشعر عبر هيكل من الفولاذ المغطى بألواح ألمنيوم بينما تزين الجدران الداخلية بنقوش سدو مطبوعة ومضاءة وتحاكي هذه المواد الصناعية نعومة القماش لكنها في الوقت نفسه تبرز الطابع الصناعي والاصطناعي لاتجاهات التصميم المعاصر.