الهند تغلق أكثر من 25 مطاراً قرب باكستان مع تصاعد التوترات
شركات طيران أوروبية كبرى غيرت مسارات رحلاتها مع تصاعد المواجهة

(بلومبرغ) – أوقفت الهند الرحلات المدنية إلى أكثر من 25 مطاراً تقع في مناطق قريبة نسبياً من الحدود مع باكستان، وفقاً لأشخاص مطلعين، في إشارة إلى تصاعد التوتر بعد تنفيذ نيودلهي ضربات عسكرية داخل الأراضي الباكستانية.
ذكر الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية الأمر، أن القائمة المحدثة لعمليات الإغلاق شملت مطاراً خاصاً تابعاً لمجموعة «أداني» في منطقة «موندرا»، ما يرفع عدد المطارات التي تم إغلاقها أمام الحركة المدنية إلى أكثر من 25، بعد أن كانت الحكومة قد أمرت سابقاً بإغلاق 16 مطاراً فقط، وذلك استجابة لتزايد التهديدات الأمنية.
مطارات هندية مغلقة
شملت المطارات المغلقة منشآت في مدن تشانديغار، شيملا، سريناغار، ليه، أمريتسار، جامناغار، جايسالمر وبورباندار الواقعة في شمال وغرب البلاد. ويُعد مطار «موندرا» بوابة رئيسية إلى أكبر ميناء تجاري مملوك للقطاع الخاص في الهند، فيما يخدم مطار «جامناغار» منشأة تكرير النفط الخام التابعة لشركة «ريلاينس إندستريز».
يشير هذا الإجراء إلى تبني الهند نهجاً أكثر حذراً مقارنة بما حدث في مواجهات سابقة، إذ نفذت ضربات هندية عسكرية ضد باكستان ست مرات منذ عام 1947. ومن شأن إغلاق هذه المطارات أن يُسهل مراقبة الأجواء في شمال وغرب البلاد من قِبل القوات الدفاعية في حال وقوع ضربات انتقامية من جانب باكستان، بحسب الأشخاص.
توترات أكبر بين الهند وباكستان
قالت الهند إنها استهدفت تسعة مواقع في أراضٍ خاضعة لإدارة باكستان، رداً على هجوم إرهابي وقع مؤخراً في بلدة «باهالغام» وأودى بحياة 26 مدنياً. في المقابل، أعلنت إسلام آباد أن الغارات أوقعت قتلى من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وتوعدت بالرد في الزمان والمكان المناسبين.
وفي عام 2019، عندما نفذت الهند ضربات جوية رداً على تفجير انتحاري أودى بحياة 40 من قوات الأمن في ولاية جامو وكشمير، اكتفت حينها بتعليق محدود لرحلات الركاب إلى مدينة سريناغار وتحويل مسار بعض الرحلات المتجهة إلى مطارات قريبة من الحدود، قبل أن تعود الحركة سريعاً إلى طبيعتها.
كما أمرت السلطات أيضاً بإغلاق مطار “بهاتيندا”، الذي يقع بالقرب من مصفاة نفط تملكها بشكل مشترك شركتا “هندوستان بتروليوم” (Hindustan Petroleum) الحكومية و”ميتال إنرجي إنفستمنت” (Mittal Energy Investment) السنغافورية.
ولم يصدر تعليق فوري من “هيئة المطارات الهندية”، المشغلة لمعظم هذه المنشآت، ولا من مجموعة “أداني”.
مطبات على طريق خطوط الطيران
مع تصاعد احتمالات المواجهة بين العدوتين اللدودتين، بدأت شركات طيران أوروبية كبرى في تغيير مسارات رحلاتها، بينما ألغت شركة “يونايتد إيرلاينز هولدينغز” (United Airlines Holdings) رحلاتها المتجهة إلى الهند.
أدت هذه التحويلات إلى إطالة زمن الطيران بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، لتصل في بعض الحالات إلى أكثر من 100 دقيقة إضافية، ما أدى إلى زيادة في استهلاك الوقود والتكاليف التشغيلية.
يأتي ذلك بعدما توقفت شركات الطيران عن التحليق في الأجواء الروسية أيضاً منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما فاقم من تعقيد مسارات الطيران بين أوروبا وآسيا.